أطلقت القوات العراقية الأحد عملية عسكرية في محافظة محاذية لإيران لملاحقة خلايا داعش وإيجاد بيئة آمنة لعودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية التي هجرهم التنظيم منها، بإسناد من المقاتلات العراقية.

إيلاف من بغداد: أعلنت قيادة العمليات العسكرية العراقية المشتركة الأحد أن قواتها شرعت في تنفيذ عمليات مسلحة بمحافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) والمحاذية حدودها لإيران مِن خلال ثلاثة محاور: الأول للجيش، والثاني لقيادة شرطة ديالى بعد تعزيزها بقطعات مِن الشرطة الاتحادية والرد السريع، والثالث لقوات الحشد الشعبي.

وأشارت القيادة في بيان عسكري تابعته "ايلاف" إلى أنه بتوجيه من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، وبإشراف قيادة العمليات المشتركة، انطلقت العمليات في محافظة ديالى وامتازت في التكتيك من المراحل السابقة نظرًا إلى خصوصية مسرح العمليات في المحافظة.

أضافت أن هذه العمليات التي اطلق عليها "أبطال العراق" تستهدف اجراء عمليات بحث وتفتيش شاملة لقواطع مسؤولية التشكيلات وتدمير عدد مِن مضافات داعش وسد الثغرات في جميع قواطع العمليات، يرافقها إجراءات لإعادة تأمين القرى المهجرة والعوائل النازحة، فضلًا عن تقييم الأجهزة الأمنية والاستخبارية الوضع الأمني في هذه المناطق، ثم ملاحقة الخلايا الإرهابية وخلق أجواء آمنة لعودة العوائل النازحة في مناطق المخيسة وتوكل وحوض ديالى وجنوب خانقين وزور أم الحنطة والعبارة.

إسناد جوي

تمتد العمليات العسكرية في المحافظة المحاذية حدودها للأراضي الإيرانية إلى الحدود مع إقليم كردستان الشمالي لتعقب عناصر تنظيم داعش، وتجري استنادًا إلى معلومات استخبارية عن أوكار العناصر الإرهابية وجيوبها.

أوضحت قياد الحشد الشعبي المشارك في هذه العمليات أنها تهدف كذلك إلى تعزيز الأمن والاستقرار وتدمير أوكار الإرهاب و القبض على المطلوبين وتسليمهم للعدالة.

أضافت في بيان تابعته "ايلاف" أن قواتها أحرقت في الساعات الأولى للعمليات مضافة لداعش جنوب نهر الوند في محافظة ديالى، وأن قواتها تشارك مع باقي قوات الجيش والشرطة الشرطة الاتحادية في هذه العمليات، بإسناد طيران الجيش والقوة الجوية.

المرحلة الرابعة

غرد العميد يحيى رسول، المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء، على "تويتر" فقال إن عمليات اليوم "تأتي أستكمالًا لعمليات أبطال العراق المرحلة الرابعة مِن خلال ثلاثة محاور لملاحقة الخلايا الإرهابية وخلق أجواء آمنة لعودة العوائل النازحة".

كانت المرحلة الأولى من هذه العمليات قد انطلقت في 11 يوليو الحالي لتعقب خلايا تنظيم داعش وتدميرها، وإعادة مئات العوائل النازحة إلى مناطقها الأصلية.

يشار إلى أن وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من تنظيم داعش، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى المعروفة باسم "مثلث الموت"، زادت وتيرتها خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.

قدرات بشرية

يتركز معظم نشاطات التنظيم حاليًا في محافظات ديالى وكركوك والأنبار ونينوى وصلاح الدين العراقية (شمال شرق وغرب بغداد) حيث يلاحظ أنه على الرغم من الخسائر الكبيرة في صفوف مقاتليه وقياداته المتقدمة، فإن هذا التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرات بشرية تشكل تهديدًا جديًا بشنّ هجمات أو نصب كمائن للقوات الأمنية العراقية وفصائل الحشد الشعبي والتسلل إلى المراكز الحضرية من دون التفكير بالسيطرة عليها.

كان العراق قد أعلن رسميًا في ديسمبر 2017 هزيمة داعش واستعادة السيطرة بشكل كامل على الحدود العراقية – السورية، وأسترجاع كامل أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد والتي اجتاحها التنظيم صيف عام 2014 والذي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في بعض مناطق العراق ويشن هجمات بين فترة وأخرى.