رحل في الدار البيضاء المحامي محمد الحلوي، وكان رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في منتصف الستينيات، وعينه الملك محمد السادس في 2018 عضوًا في المجلس الأعلى للسلطة القضائية.

الرباط: توفي اليوم في مدينة الدار البيضاء محمد الحلوي، المحامي بهيئة الدار البيضاء والقيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن عمر يناهز السبعين ونيف، بعد معاناة طويلة مع المرض.

وقد ولد الراحل في مدينة فاس وكبر فيها، وترأس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (اوطم) في أشد الفترات وأصعبها في تاريخ المغرب الحديث (1963-1966).

رؤوس ساخنة وصلبة

كان الحلوي دائم الحضور في أي تظاهرة طلابية أو نشاط علمي للطلبة، وفي مقدمة الصفوف، الأمر الذي جعله موضوع رصد ومتابعة دقيقة لسنوات، كان من نتائجها أن قرر الجنرال محمد أوفقير أن يجمع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ويفرض عليهم الخدمة العسكرية بدعوى أن "رؤوسهم ساخنة وصلبة". وكانت الوجهة هي المدرسة العسكرية ببلدة أهرمومو (رباط الخير حاليًا)، التي كان يديرها آنذاك المقدم أمحمد عبابو، الذي سيقود انقلاب الصخيرات الفاشل ضد الملك الراحل الحسن الثاني في عام 1971.

يروي الصحافي المغربي لحسن العسيبي، نقلًا عن مصادر وثيقة، أن الملك الراحل الحسن الثاني في سياق تتبعه حيوية منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتفاعله معها، والتي كانت موضوع مواجهة دائمة مع مختلف الأجهزة الأمنية، كلف مدير ديوانه ادريس المحمدي في منتصف الستينيات من القرن الماضي لإتيانه بسرعة بقيادة (أوطم) ومحاولة إقناعها بالاكتفاء بدورها النقابي والمطلبي، والابتعاد عن الاصطفاف مع الحركات اليسارية.

يضيف لعسيبي أن اللقاء جرى في إيفران وحضره عن قيادة " اوطم" محمد الحلوي، المنتمي إلى فصيل الطلبة الاتحاديين (الاتحاد الوطني للقوات الشعبية) وعمر الفاسي، المنتمي إلى فصيل طلبة التحرر والاشتراكية (التقدم والاشتراكية لاحقًا).

نعم، جلالتكم!

في اللقاء، شرع الملك الراحل يتحدث عن عطفه على المنظمة الطلابية، وأنه قدم دعمًا ماليًا للفيدرالية المغاربية للطلبة من باب تقوية جانب الفصيل الطلابي المغربي ضمن باقي التنظيمات الطلابية المغاربية، لكنه غير مرتاح لسماحهم ببقاء شخص محكوم بالإعدام على رأس منظمتهم الطلابية لأنه خان وطنه، وطالبهم بتنحيته؛ ويتعلق الأمر بحميد برادة، الصحافي السابق في مجلة "جون أفريك".

يشير لعسيبي إلى أنه بينما كان الملك الحسن الثاني يتحدث، كان الحلوي رافعًا رأسه وينظر إلى سقف القاعة، الأمر الذي أغضب الملك الحسن الثاني، وقال له بالحرف: "السيد ممثل (اوطم) انصت إلي". فأجابه الحلوي بهدوء: "نعم، جلالتكم، أنا فقط أتأمل هذه الهندسة أمامي".

حين غادر القصر الملكي بإيفران، عقد الحلوي اجتماعًا للمنظمة الطلابية بالرباط، وتم إصدار بيان يؤكد تشبث المنظمة برئيسها المنتخب حميد برادة، ما فتح أبواب المواجهة العنيفة مع الدولة.

يذكر أن الملك محمد السادس عين الحلوي في عام 2018 عضوا في المجلس الأعلى للسلطة القضائية.