إيلاف من لندن: في أول مهمة له خارج العاصمة بيروت بعد تفشي وباء "كوفيد-19"، زار السفير البريطاني كريس رامبلينغ مدينة طرابلس في شمال لبنان، ومن هناك، حث القادة اللبنانيين على العمل من أجل المصلحة الوطنية لوضع لبنان على مسار التعافي.

وعقد رامبلينغ في طرابلس، ثاني أكبر مدن لبنان، سلسلة اجتماعات أكد فيها دعم المملكة المتحدة لسكان طرابلس وحث القادة اللبنانيين على العمل من أجل المصلحة الوطنية لوضع لبنان على مسار التعافي.

وأعلن السفير البريطاني أن برنامج لبنان للمشاريع والتوظيف (LEEP) سيعمل أيضا مع الشركات والمؤسسات في طرابلس لدعم توظيف المدانين السابقين والشباب المعرضين للخطر، وبالتالي الحد من خطر العودة إلى الجريمة وخلق فرص عمل والمساهمة في نمو المدينة في الوقت عينه.

منجزات شركة التوظيف
والتقى رامبلينغ مع محمد عبد الرحمن صبرا، صاحب شركة صبرا للتجارة العامة والمقاولات - الذي استفاد من برنامج لبنان للمشاريع والتوظيف (LEEP) الممول من المملكة المتحدة - حيث تمكّن من توسيع أعماله وخلق فرص عمل جديدة. وقد نالت شركة محمد دعم وزارة الطاقة والمياه والمركز اللبناني لحفظ الطاقة، للجودة العالية التي تتمتع بها الألواح الشمسية التي تنتجها الموفرة للطاقة وفلاتر المياه المطابقة للمعايير المعتمدة.

يشار إلى أن برنامج لبنان للمشاريع والتوظيف (LEEP) وفّر ما يصل إلى 20 مليون دولار بين عامي 2017-2020 لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في لبنان من أجل تنمية أعمالها وخلق وظائف مستدامة، داعماً 24 شركة ومؤسسة في طرابلس والمناطق المجاورة.

كما زار رامبلينغ منشأة تدريب اللواء 12 التابع للجيش اللبناني التي تمّ بناؤها بدعم من المملكة المتحدة، ضمن مشروع مشترك بمبادرة من “جمعية مارش” لتعزيز التعاون المجتمعي والعسكري لبناء السلام في طرابلس. وأكد السفير على أن المملكة المتحدة تبقى شريكاً فخوراً للجيش اللبناني بحيث تواصل تعزيز علاقاتها العسكرية والأمنية معه.

وانضم رامبلينغ الى جلسة حوار مع نواب من طرابلس ورجال أعمال استضافها رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، وأعرب عن قلقه البالغ إزاء الأزمة الاقتصادية المتدهورة التي أسفرت عن تداعيات إنسانية واجتماعية واقتصادية وخيمة ليس على سكان طرابلس فحسب، بل في جميع أنحاء لبنان.
وحثّ القادة اللبنانيين على وضع مصلحة لبنان الوطنية فوق كل اعتبار من أجل تعافي البلاد، مؤكداً دعم المملكة المتحدة المستمر والطويل، مشيراً إلى عدم قدرة المجتمع الدولي منفرداً على تحييد الشعب اللبناني عن الأزمة، وإنمّا ذلك من مسؤولية السياسيين اللبنانيين.

إكليل زهور
ووضع السفير رامبلينغ إكليلاً من الزهور في مدافن الكومنويلث في طرابلس لإحياء ذكرى البحارة الـ 358 الذين لقوا حتفهم في 22 يونيو 1893 (قبل 127 عاما) إثر غرق السفينة الحربية HMS Victoria.

ويقبع حطام السفينة فيكتوريا عامودياً، بمحاذاة شاطئ طرابلس، وهو يعتبر بمثابة مقبرة حرب محمية، والاستراحة الأخيرة لجميع الذين حوصروا على متنها.

وفي نهاية زيارته قال السفير رامبلينغ: “عقدت اجتماعات مهمة جداً بما في ذلك لقاء مع نواب من طرابلس، وتركزت المناقشات على تأثير الاقتصاد اللبناني المتداعي على حياة الناس ليس فقط في طرابلس وإنّما في جميع أنحاء البلاد. وكان من المهم الإعلان عن حزمة جديدة من الدعم الاقتصادي للمدينة من خلال برنامج لبنان للمشاريع والتوظيف (LEEP).

الأكثر ضعفا
وقال: "منذ سنوات عديدة والمملكة المتحدة تدعم أكثر المجتمعات ضعفاً في طرابلس من خلال برامجنا. خلال العام الماضي، بلغت استثمارات المملكة في طرابلس وحدها أكثر من 5 ملايين دولار، بهدف تقديم خدمات عامة أفضل، وتوفير فرص اقتصادية، ودعم الأمن، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي للفئات الأكثر ضعفاً. ولكن هذا لا يكفي لوضع لبنان على مسار التعافي".

وأكد السفير البريطاني: "لطالما كانت المملكة المتحدة شريكاً للبنان وستستمرّ كذلك. ولكن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يتعين على قادة لبنان أن يتحركوا وأن يضعوا المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار لإعادة لبنان إلى مسار التعافي. وعلى الحكومة أن تباشر بالإصلاحات التي تتحدّث عنها منذ فترة طويلة. لم يعد هناك وقت والبديل الوحيد مقابل القيام بهذه الخطوات هو مشاهدة البلاد تتدهور، وهو بديل لا يحبّذه أحد".