اختار القراء العرب أوروبا لتكون أول من سيفوز بقصب السبق في المنافسة الصحية الدولية للتوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد.

إيلاف من بيروت: تتسابق الدول بالخطوات السريعة نحو التوصل إلى لقاح يقي البشرية من وباء كورونا المتفشي، والذي اصاب حتى الساعة أكثر من 16 مليونًا. يحذر مسؤولون صحيون أمميون من تحول التنافس من أجل إنتاج لقاح للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا إلى حرب باردة جديدة.

على سبيل المثال، وصف لورانس جوستن، مدير معهد أونيل لقوانين الرعاية الصحية التابع لجامعة جورج تاون الأميركية، السباق بين الولايات المتحدة والصين لإنتاج اللقاح بالسباق إلى القمر، منبهًا إلى خطورةتبدل موضوع هذا التنافس من التغلب على كورونا إلى تغلب دولة على أخرى في السياسة والنفوذ.

سألت "إيلاف" القارئ العربي: "برأيك، من سيكون السبَّاق إلى إيجاد لقاح كورونا؟". استجاب لهذا الاستفتاء 1349 قارئًا، اختار 607 منهم أوروبا (45 في المئة)، واختار 391 منهم أميركا (29 في المئة)، واختار 243 قارئًا الصين (18 في المئة)، بينما اختار 108 قراء روسيا (8 في المئة).

أوروبا

يبدو أن أوروبا هي برأي القراء الجادة فعليًا في السباق نحو اجتراح لقاح ضد كورونا. تقول التقارير الإخبارية إن مختبرات فايزر تخطط لبدء المرحلة الثالثة قبل نهاية يوليو، تعتمد في لقاحها على تقنية "آر إن أيه" (RNA).

في أغسطس، يتوقع من أسترا زينيكا وشريكها من جامعة أكسفورد إطلاق المرحلة الثالثة، تليهما "جيه وجيه" (J & J) في سبتمبر. فبعدما نجحت معامل البحوث في جامعة أكسفورد البريطانية في تطوير اللقاح معمليًا، وإجراء اختبارات أولية أكدت إمكان استخدامه تجاريًا، تألف تحالف يضم معامل أكسفورد أسترا زينيكا، تدعمه الحكومة البريطانية، لاستخدام إمكانيات الشركة في إنتاج اللقاح بكميات ضخمة، تلبي الطلب العالمي، شريطة تخصيص أول 100 مليون جرعة لهيئة الخدمات الصحية العامة البريطانية.

ووقّعت أسترا زينيكا اتفاقًا مع الحكومة الأميركية قيمته 1.2 مليار دولار مقابل تزويد السوق الصيحة الأميركية بنحو 300 مليون لقاح في الخريف المقبل، واتفاقًا آخر مع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا من أجل توفير 400 مليون لقاح، إضافة إلى اتفاقات مع منظمات خيرية عالمية، فيلا مقدمها مؤسسة بيل غيتس لإتاحة اللقاح للدول النامية والدول الفقيرة بسعر التكلفة.

أميركا

تجمع الصحافة العالمية اليوم على أن مختبر موديرنا الأميركي ربما يكون أول من يطلق بنهاية يوليو الجاري تجربة المرحلة الثالثة من السباق. وأعلن مختبر موديرنا أن هذه التجربة تشمل ثلاثين ألف شخص، يتلقى نصفهم اللقاح والنصف الآخر يتلقى علاجًا وهميًا، وسيحصل المتطوعون على جرعتين متتاليتين وستتم متابعتهم مدة عامين. لذا، لا يمكن توقع أي نتائج قبل أكتوبر 2022، اي بعد عامين من اليوم تقريبًا.

لكن يمكن أن يقدم هذا اللقاح للمرضى في أواخر العام الحالي أو أوائل العام المقبل إذا حصل على إذن طبي استثنائي، وذلك لتلقيح 50 مليونًا في عام 2021، بتكلفة 50 دولارًا للجرعة، وهذا يتيح لموديرنا تحصيل 5 مليارات دولار في عام 2021.

تمول الولايات المتحدة إنتاج لقاح كورونا من خلال شركات عدة: مودرنا وأسترا زينيكا وجونسون آند جونسون ونوفوفاكس، بعدما فشلت الإدارة الأميركية في السيطرة على شركة كيورفاك الألمانية. فقد خصصت الحكومة الأميركية 1.95 مليار دولار مقابل 100 مليون لقاح تعمل على تطويره شركتا فايزر وبيونتيك اللتان تعملان منذ أشهر على تطوير لقاح دخل مرحلة التجارب السريرية واسعة النطاق بعد نتائج أولية مشجعة، وتتوقعان استعدادهما لطلب ترخيص في أكتوبر المقبل إن نجحت الدراسات الجارية.

الصين
أفادت وسائل إعلام حكومية في الصين بأن أحد اللقاحات المحتملة لفيروس كورونا قد يكون جاهزًا بحلول نهاية العام، أي قبل الموعد المتوقع له.

وقال رئيس المجمع الصيني للصناعات الصيدلانية، لوي جينغزهان، للقناة الفضائية الصينية إن شركته ستفرغ من المرحلة الأخيرة من الاختبارات على البشر في غضون ثلاثة أشهر. وكانت الشركة أعلنت في يونيو عن تأخر الاختبارات إلى العام المقبل لقلة عدد الإصابات الجديدة في الصين.

وتطور الصين لقاحًا من طريق شركة كانسينو ووحدة البحوث العسكرية، يبدو أن نتائجه إيجابية، إذ أظهرت العينات المختبرة مناعة ضد الفيروس في المراحل الأولى من الدراسة.

إلى ذلك، بدأت سينوفارم الصينية تجارب المرحلة الثالثة السريرية لتقرر صلاحية اللقاح للإنتاج التجاري. تجري هذه التجارب تحت إشراف خبراء الشركة في كندا والبرازيل ودولة الإمارت العربية المتحدة والصين، وتتضمن استخدام اللقاح لتحصين عشرات آلاف المتطوعين من أجناس مختلفة، وأعمار تراوح بين 18 و60 عامًا حول العالم، ثم تعريضهم للإصابة عمدًا بالفيروس، واختبار فاعلية اللقاح في الوقاية من العدوى، وقوة الأجسام المضادة، التي يساعد اللقاح على إنتاجها في الدم.

تم في التجارب السابقة استخدام جرعتين من اللقاح خلال أربعة أسابيع، لضمان انتصار الأجسام المضادة على الفيروس، الجرعة الأولى اساسية والثانية تنشيطية، وتجري المرحلة الثالثة والأخيرة حاليًا.

روسيا
في 21 يوليو، قال روسلان تساليكوف، النائب الأول لوزير الدفاع الروسي، إن أول لقاح روسي ضد فيروس كورونا، والذي شارك في تصميمه وإنتاجه مختصون عسكريون وعلماء من مركز جيمالي للبحوث، بات جاهزًا.

ونقلت تقارير صحافية عن تساليكوف قوله: "قام المختصون العسكريون والعلماء بإجراء التقييمات النهائية لنتائج اختبار اللقاح الجديد". أضاف: "كل المتطوعين الذين شاركوا في اختبار اللقاح بخير، وقد حصلوا على المناعة ضد الفيروس. وبهذا يمكن القول إن أول لقاح محلي ضد الإصابة بعدوى كورونا بات جاهزًا".

وكان المكتب الصحافي لوزارة الدفاع ذكر أنه تم تقديم وثائق تسجيل اللقاح المذكور إلى وزارة الصحة الروسية في 30 يونيو الماضي. وأعلنت الوزارة الإثنين اكتمال مرحلة التجارب السريرية على اللقاح بنجاح.

خارجيًا، حاولت روسيا عقد اتفاق تعاون مع أسترا زينيكا بواسطة شركة آر- فارم، إحدى شركات صندوق الاستثمار السيادي الروسي. تضنمت المفاوضات إتاحة تركيبة اللقاح للتصنيع والتوزيع في روسيا، لكن المفاوضات توقفت بعد أن أصدرت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا بيانات تتهم فيها روسيا بمحاولة اختراق أنظمة معلومات مختبرات الشركة، لسرقة أسرار إنتاج اللقاح.