إيلاف من بيروت: أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن التخلي عن الإدارة الذاتية في الجنوب، وتعهد تنفيذ اتفاق لتقاسم السلطة مع الحكومة المعترف بها دولياً، في خطوة قد تعزز موقف السلطة في حربها مع المتمردين الحوثيين.

وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم إن الانفصاليين يعلنون "التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية، حتى يتاح للتحالف (بقيادة السعودية) تطبيق اتفاق الرياض".

وأضاف هيثم في بيان: "في إطار الجهود التي تبذلها قيادة التحالف العربي لتنفيذ اتفاق الرياض، والوصول الى حلول من شأنها معالجة الأوضاع السياسية والعسكرية والإنسانية والتنموية، واستجابةً لتدخل قيادة المملكة العربية السعودية وقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وحرصاً من المجلس الانتقالي الجنوبي على إنجاح جهود قيادتي البلدين الشقيقين لتنفيذ اتفاق الرياض، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتوحيد الجهود المشتركة لمواجهة ميليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية، وكذلك تنمية محافظات الجنوب، وكوننا قد حققنا الأهداف التي قام إعلان الإدارة الذاتية عليها لتنفيذ اتفاق الرياض بتشكيل حكومة جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب خلال ثلاثين يوماً، وتعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن، ونقل القوات العسكرية الى الجبهات القتالية لتحل محلها قوات الأمن، يعلن المجلس الانتقالي التخلي عن إعلان الإدارة الذاتية، حتى يتاح للتحالف العربي تطبيق اتفاق الرياض".

وأضاف البيان: "نؤكد على استمرار وتعميق شراكتنا الاستراتيجية مع التحالف العربي على كل الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية، من خلال أهدافنا المشتركة في محاربة التدخلات الإيرانية في المنطقة، ومحاربة الجماعات الإرهابية، ومكافحة الأنشطة المتطرفة، وكذلك تأمين خطوط الملاحة البحرية وخليج عدن ومضيق باب المندب، ومنع التهريب وتصدير الفوضى عبر المكونات والأشخاص".

"ايقاف نزيف الدم"

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حض في نهاية يونيو على "ايقاف نزيف الدم" واحترام اتفاق الرياض لتقاسم السلطة. ووُقّع الاتفاق في نوفمبر 2019، وينصّ على تقاسم السلطة في جنوب اليمن. لكن بنوده لم تنفذ وسرعان ما تجاوزتها الأحداث.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية "واس" عن مصدر سعودي مسؤول أنّ حكومة المملكة قدّمت للطرفين "آلية لتسريع العمل باتفاق الرياض عبر نقاط تنفيذية". وتشمل هذه النقاط استمرار وقف إطلاق النار والتصعيد بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي التخلي عن الإدارة الذاتية، وتكليف رئيس الوزراء اليمني ليتولى تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوماً تضم ممثلين عن المجلس الانتقالي.

وأكّد المصدر السعودي "استجاب الطرفان وأبديا موافقتهما على هذه الآلية وتوافقا على بدء العمل بها".

ترحيب

وعبّر المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي عن تفاؤله بتطبيق الاتفاق، قائلا إن إعلان التخلي عن الإدارة الذاتية يمثّل "بداية جديدة"، بينما قام هادي بتعيين قائد جديدة للشرطة في عدن ومحافظ جديد لها.

وكتب نائب وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان على تويتر أنّ "موافقة الاطراف اليمنية على آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض تعبر عن الرغبة الجادة في لغة الحوار وحل التجاذبات والاختلافات والقبول بالاخر والسعي للشراكة السياسة، وكذلك دعم مسارات الوصول لحل سياسي شامل وانهاء الأزمة".

على حافة المجاعة

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية ليز غراندي قالت لوكالة فرانس في مقابلة الشهر الماضي إنّ اليمن يقف على حافة مجاعة من جديد بينما لا تملك الأمم المتحدة أموالا كافية لمواجهة الكارثة التي تم تجنبها قبل 18 شهرا.

وفي يونيو الماضي، جمعت الأمم المتحدة حوالى نصف المبلغ المطلوب لمساعدة اليمن والبالغ 2,41 مليار دولار في مؤتمر للمانحين استضافته السعودية.

وبحسب منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإنّ "المزيج الخطير من الصراع والصعوبات الاقتصادية وندرة الغذاء والنظام الصحي المتدهور تدفع ملايين الأطفال في اليمن إلى حافة الهاوية". وذكرت أنّ أزمة فيروس كورونا المستجد "يمكن أن تجعل الأمور أسوأ. المزيد من الأطفال الصغار معرضون لخطر سوء التغذية الحاد ويتطلبون علاجًا عاجلاً". وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 480 شخصا من بين نحو 1700 إصابة سُجلت حتى الآن في اليمن.