أوتاوا: يمثل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو المتورط في فضيحة أخلاقية وسياسية، الخميس امام النواب لتفسير موقفه حول عقد ضخم أبرمته الحكومة الكندية مع جمعية خيرية كان أفراد من أسرته قد تقاضوا مبالغ مالية منها.

ومن المقرر أن يتحدث ترودو الذي يخضع لتحقيق من قبل مفوض الأخلاقيات لدوره في هذه الفضيحة، لمدة ساعة الخميس حوالي الساعة 15,00 (19,00 ت غ) أمام لجنة الشؤون المالية، في خطوة استثنائية لرئيس حكومة. وعشية إفادته، دعا حزبا المعارضة الرئيسيان مجددا رئيس الوزراء، إلى الاستقالة.

في 13 يوليو، قدّم ترودو اعتذارا وأقر بأنه أرتكب “خطأ” عندما شارك في جلسات التفاوض حول منح العقد الحكومي لجمعية “وي تشاريتي” الخيرية. ويتعلق العقد، الذي تم منحه دون طلب عروض، بإدارة برنامج المنح الدراسية للطلاب الذي قدرت قيمته في البداية بنحو مليار دولار. ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزيرة الشباب الكندية قولها الثلاثاء إن القيمة الإجمالية لبرنامج المنح الدراسية بلغت حوالى 500 مليون دولار.

وتم سحب البرنامج من الجمعية، بدون أن يؤدي ذلك إلى إنهاء الجدل. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن منظمة الأعمال الخيرية كانت ستتلقى أكثر من أربعين مليون دولار لإدارة هذا البرنامج. وأقرت المنظمة غير الحكومية بأنها سددت 300 ألف دولار كندي (220 ألف دولار أميركي) لوالدة ترودو وشقيقه وزوجته لإلقاء كلمات في السنوات الماضية. كما قد تكون زوجة ترودو حصلت على 1500 دولار لمناسبة في عام 2012، قبل أن يصبح ترودو زعيم الحزب الليبرالي.

كما تعين على الجمعية تسديد مبلغ 212 ألف دولار إضافي من نفقات سفر أقارب رئيس الوزراء، وهو ما ندد به المتحدث باسم حزب المحافظين الأربعاء.

“نصف مليون دولار”

قال المتحدث باسم حزب المحافظين، بيار بويلييفر أن “جمعية وي تشاريتي قدمت أكثر من نصف مليون دولار لعائلة ترودو”، داعيا إلى إجراء تحقيق ثان لمفوض الأخلاقيات بحق رئيس الوزراء. ويستند حزب المحافظين في أرقامه إلى إفادتي الأخوين كريغ ومارك كيلبرغر اللذين اسسا الجمعية، أمام لجنة المالية يوم الثلاثاء. وأكد الأخوان خلال شهادتهما التي دامت أربعة ساعات “لم يتم اختيارنا لهذا العمل (…) بسبب علاقتنا بالسياسيين”.

كما تورط في الفضيحة وزير المالية بيل مورنو الذي أعلن الأسبوع الماضي أنه أعاد أكثر من 41 ألف دولار من نفقات السفر التي دفعتها الجمعية. وقد قدم وزير المالية، الذي يتم التحقيق معه أيضا مفوض الأخلاقيات، اعتذاره لمشاركته في المناقشات بشأن منح العقد إلى المنظمة الخيرية التي توظف إحدى بناته.

ويغطي الشيك الذي أرسله مورنو سداد النفقات المتعلقة برحلتين إنسانيتين شارك هو وأسرته فيهما في 2017. وأدت الفضيحة إلى خسارة الليبراليين بقيادة ترودو أصوات في نوايا الاقتراع، لكن حزبه سيظل قادرا على الفوز في انتخابات مبكرة، وفقا لمتوسط أربعة استطلاعات للرأي، أشارت لها محطة سي بي سي الناطقة باللغة الإنجليزية.

وتراجعت شعبية رئيس الحكومة أيضا، إذ أشار نصف الكنديين (53 بالمئة) إلى أن رأيهم في رئيس الوزراء كان أفضل قبل شهر، وفقًا لأحد هذه الاستطلاعات. وأفاد مفوض الأخلاقيات مرتين أن رئيس الوزراء انتهك قانون تضارب المصالح، عندما أمضى في 2017، إجازة في جزيرة آغا خان الخاصة. والعام الماضي، وعندما حاول التأثير على الملاحقة القانونية في قضية “إس إن سي لافالان”.