ترأس الرئيس لوكاشينكو (وسط) اجتماعاً أمنياً عاجلاً
EPA
ترأس الرئيس لوكاشينكو (وسط) اجتماعاً أمنياً عاجلاً

قالت السلطات في بيلاروسيا إنها ألقت القبض على 33 من المرتزقة الروس يشتبه في أنهم يخططون لـ "أعمال إرهابية" قبيل الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس/آب.

وقال متحدث باسم الكرملين إنّ روسيا طلبت توضيحات بشأن تلك الاعتقالات.

وقال ديمتري بيسكوف إنه "لا يعرف شيئاً عن أي مؤامرة أو عن مجموعة فاغنر"، التي تشتبه بيلاروسيا.

ويسعى الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الذي يترأس السلطة منذ عام 1994، إلى البقاء في السلطة لولاية ولاية سادسة.

وحكم لوكاشينكو البلاد بأسلوب يذكّر بالعهد السوفيتي، وواجه موجة من احتجاجات على محاولته إعادة انتخابه.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، حافظت روسيا على علاقات وثيقة مع بيلاروسيا وأجرت تدريبات عسكرية مشتركة.

وقال رئيس مجلس الأمن البيلاروسي، أندريه رافكوف، إنّ المحققين اشتبهوا في دخول ما يصل إلى 200 من المرتزقة الروس البلاد "لزعزعة استقرار الوضع خلال الحملة الانتخابية".

وتقول لجنة التحقيق الفيدرالية البيلاروسية التي تتولى القضية، إنها تدرس الروابط المحتملة بين المشتبه بهم الروس وزوج المرشحة الرئاسية المعارضة سفيتلانا تسيخانوسكايا.

واتهمت بيلاروسيا المدون المعارض الشهير، سيارهي تسيخانوسكي، بمحاولة إثارة الاضطرابات والشغب، على الرغم من وجوده في السجن. ويواجه المدون اتهامات أخرى أيضاً.

وقال سيرغي كاباكوفيتش، المتحدث باسم لجنة التحقيق الفيدرالية البيلاروسية لوكالة الأنباء الفرنسية: "تسيخانوسكي و [ميكولا] ستاتكيفيتش و33 آخرون من المواطنين الروس - عملوا معاً".

وقال أندريه رافكوف إنّ 14 من الروس المحتجزين حاربوا في الصراع العسكري في أوكرانيا، واصفاً تواجدهم في بيلاروسيا بأنه "وضع مزعج للغاية".

ووثقت تقارير لمحققي الأمم المتحدة والجيش الأمريكي وصحفيين، عمليات مجموعة فاغنر في أوكرانيا وسوريا وليبيا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى. وتنفي الحكومة الروسية أي صلة بالجماعة.

وقامت وكالة أنباء بيلتا الرسمية في بيلاروسيا بإعلان أسماء جميع المشتبه بهم الروس الـ 33 وذكرت تواريخ ميلادهم.

وفي غضون ذلك، قالت أجهزة الأمن الأوكرانية إنها تسعى لطلب تسليم الموقوفين الروس لمحاكمتهم على ارتكاب جرائم في شرق أوكرانيا.

وتخضع روسيا لعقوبات دولية بسبب مشاركتها العسكرية في أوكرانيا، على الرغم من أن الكرملين ينفي تسليح الانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس.

وأظهرت قناة بيلاروس 1 الحكومية إلقاء القبض على المواطنين الروس.

وقالت القناة في تقرير لها إن الجماعة أثارت الشكوك بسبب سلوك أفرادها المنضبط على الطراز العسكري – إذ تجنبوا شرب الكحول على سبيل المثال.

وقال بيان لجنة التحقيق الفيدرالية البيلاروسية إنّ السلطات "اعتقلت يوم الأربعاء 33 مواطناً من الاتحاد الروسي، أعضاء في شركة فاغنر بي إم سي [شركة عسكرية خاصة]، كانوا يقيمون في منتجع بيلوروشوكا في منطقة مينسك".

وأظهرت لقطات فيديو لاعتقال الجماعة أنهم كانوا يحملون نقودا بالعملة السودانية وشريحة هاتف محمول سودانية. ومن المعروف أن مجموعة فاغنر نشطة في السودان، وهناك تكهنات بأنها كانت تستخدم بيلاروسيا كدولة عبور لعملياتها الأفريقية.

وفي موسكو، قال بيسكوف يوم الخميس: "نعلم أن 33 روسياً اعتقلوا أمس في بيلاروسيا. ولا يزال 200 آخرون قيد الملاحقة. ولا نعرف عن أي نشاط غير قانوني قاموا به قد يكون سبباً لاعتقالهم".

وأضاف: "هناك تلميحات بأن بعض المنظمات من روسيا ترسل أشخاصاً لزعزعة الاستقرار في بيلاروسيا. وبالطبع هذه التصريحات مجرد تكهنات".