روما: أحيت إيطاليا الاحد الذكرى الأربعين لتفجير بولونيا (شمال شرق) الذي أسفر عن مقتل 85 شخصا على وقع المطالبة "بالحقيقة والعدالة" في اعتداء لا يزال منفذوه مجهولين وفقا للعديد من الإيطاليين.

ففي 2 أغسطس 1980، انفجرت قنبلة في قاعة الانتظار في محطة قطار بولونيا ما أسفر عن مقتل 85 وإصابة أكثر من 200 شخص، في هجوم هو الأكثر دموية خلال فترة الاضطرابات السياسية المعروفة ب"سنوات الرصاص" في إيطاليا.

وقالت إليزابيتا كاسيلاتي رئيسة مجلس الشيوخ "نحتاج إلى الحقيقة. بدون الحقيقة لا مستقبل للبلاد. البحث عن الحقيقة يعني السعي لتحقيق العدالة".

وغرّد رئيس الحكومة جوزيبي كونتي على تويتر "نحن نقف بجانب العائلات والذين يؤمنون بالدولة، وهناك قضاة يعملون على إزالة ما يفصلنا عن الحقيقة".

وحُكم على شخصين ينتميان إلى المجموعة الإيطالية اليمينية المتطرفة "نار" (النواة المسلحة الثورية) بالسجن مدى الحياة بسبب هذا الهجوم وحكم ثالث (كان قاصرا في ذلك الوقت) بالسجن 30 عاما.

كما حكم على آخرين، بينهم أعضاء في الاستخبارات العسكرية الإيطالية، بعقوبات أخف تراوح بين سبع وعشر سنوات سجنا، بتهمة عرقلة سير العدالة.

وتعتقد عائلات الضحايا والعديد من الإيطاليين أن الثلاثة من اليمين المتطرف الذين دينوا بهذه المجزرة هم فقط المنفذون وأن العقول المدبرة للتفجير لا تزال مجهولة ومن دون عقاب.

ووفقا لباولو بولونييسي رئيس جمعية ضحايا هجوم بولونيا، فإن أحدث نتائج التحقيق "تؤكد أن هذا الهجوم المشين كان قنبلة +سوداء+ من بنات أفكار مسؤولين في +بروباغاندا دوي+ وتم تنفيذها بواسطة أعضاء من +نار+ محميين بأفراد ينتمون إلى الاستخبارات".

وأكد أن "الهدف كان ضرب بولونيا الشيوعية" وفق ما نقلت عنه وكالة "أنسا".

وترأس منظمة "بروباغاندا دوي" الماسونية ليتشو جيلي السيئ السمعة والذي توفي في كانون الأول/ديسمبر 2015 عن 96 عاما.

وتضمنت قائمة أعضائها 962 اسما من سياسيين وقضاة وعسكريين وعاملين في القطاع المالي.

ويظهر اسم المنظمة وجيلي بشكل أو بآخر في كل فضائح السنوات الثلاثين الماضية: من انهيار مصرف "بانكو أمبروسيانو" الذي عثر على رئيسه روبرتو كالفي معلقا تحت جسر في لندن العام 1982 إلى تشكيل "بنية شبه عسكرية سرية مناهضة للشيوعية" (غلاديو).