جلال اباد (أفغانستان): اقتحم مسلّحون الأحد سجنا في شرق أفغانستان يقبع فيه مئات من مقاتلي حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في هجوم خرق الهدوء النسبي الذي ساد البلاد بعد إعلان وقف إطلاق النار تزامنا مع عطلة عيد الأضحى، وفق ما أعلن مسؤولون.

وأفاد المتحدث باسم حاكم ولاية ننغرهار عطاء الله خوجياني وكالة فرانس برس أن المسلحين فجّروا سيارة مفخخة قرب السجن قبل أن يطلقوا النار على الحراس في المنشأة الواقعة في مدينة جلال أباد. وقال "اتخذ عدد منهم مواقع في سوق قرب السجن حيث يدور اشتباك مع قوات الأمن"، موضحا أن "القتال مستمر".

وقال المتحدث باسم شرطة ننغرهار طارق عزيز إن نحو مئة سجين حاولوا الفرار خلال الهجوم لكن عددا كبيرا منهم وقع في قبضة قوات الأمن.

لكن رئيس المجلس البلدي في ننغرهار أحمد علي هزارات قال إن "عددا كبيرا" من السجناء تمكن من الهرب. وأعلن مصدر أمني إطلاق عملية بحث في المدينة.

ويأتي الهجوم غداة إعلان القوات الخاصة التابعة لوكالة الاستخبارات أنها قتلت أسد الله أوراكزاي القيادي البارز في تنظيم الدولة الإسلامية في عملية أمنية قرب جلال أباد.

والسبت قال مدير عام الأمن إن أوراكزاي كان متورطا في عدد من الهجمات الدموية التي استهدفت قوات الأمن الأفغانية. ونفت طالبان أي صلة لها بالهجوم الذي وقع في آخر أيام الهدنة بين الحركة والحكومة الأفغانية. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "هذا ليس هجوما من قبلنا. لم يؤذن لمجاهدينا بعد بشن هجمات".

خمسة إلى عشرة مهاجمين

إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن عبر وكالة أعماق التابعة له تبني الهجوم على سجن جلال أباد، وفق ما جاء في تغريدة لمركز سايت المتخصص في مراقبة المواقع الجهادية. وقال مصدر أمني أفغاني طلب عدم كشف هويته إن العملية نفّذها خمسة إلى عشرة مهاجمين.

وأوضح أن عددا منهم تحصّن في مبنى قريب من السجن فيما تمكّن البعض الآخر من التمركز في أحد أبراج المراقبة الأمنية داخل مجمّع السجن وحالوا دون دخول قوات الأمن. ويقبع في السجن أكثر من 1700 سجين من طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية بالإضافة إلى مدانين بارتكاب جرائم.

وأكدت وزارة الداخلية وقوع الهجوم. وقال المتحدث باسم الوزارة طارق عريان "بناء على المعلومات الأولية، قتل ثلاثة اشخاص على الأقل وجرح خمسة". وكشف انه تم نشر الشرطة والقوات الخاصة في المكان.

وتشهد ولاية ننغرهار الواقعة في شرق أفغانستان هجمات متكررة تبنى تنظيم الدولة الإسلامية عددا منها. وفي 12 مايو فجّر انتحاري نفسه خلال جنازة ضابط في شرطة الولاية ما أدى إلى مقتل 32 شخصا، في هجوم يعد من الأكثر دموية في أفغانستان هذا العام، تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.