لندن: في لفتة معنوية استقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين الفتى المتظاهر الذي تعرّض إلى اعتداء جسدي من قبل مجموعة من عناصر الامن بوسط بغداد معلنا عن إعادة تقييم لأداء قوات حفظ القانون "لانها شكلت لحماية الناس وليس إهانتهم" ووجه بتوفير محامٍ للفتى مؤكدا تحمله نفقات اكمال دراسته.

فقد استقبل الكاظمي بمكتبه في رئاسة الحكومة ببغداد اليوم الفتى المتظاهر حامد سعيد بعد اطلاق سراحه والذي تعرض لاعتداء عدد من منتسبي قوات حفظ القانون مؤخرا وشكل على اثرها لجنة تحقيقية قامت بتشخيص اسمائهم وفسخ عقودهم واحالتهم للقضاء .

وقال الكاظمي خلال لقائه الفتى إنه يشعر بالألم والحزن لما حدث .. مشددا على ان "ثقافة استمراء الإعتداء على المواطن من قبل بعض ممن يستغل موقعه، هي أمر يتوجب المعالجة الحازمة" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "أيلاف".

وأضاف "ان ما حدث يمثل مشهدا للاعتداء على كرامة المواطن ينتمي الى كل ما حاربناه خلال كل السنوات الماضية، وسنحاربه لنمنع تكراره". وشدد على أن "ما حدث من اعتداء على هذا المواطن يجب أن لا يعامل وكأنه يمثل السلوك العام للأجهزة الأمنية فقواتنا البطلة سبق أن ضحّت ومازالت تضحّي وتقاتل من أجل العراق أمّا من يستغل وجوده داخل القوات الأمنية لغرض الاعتداء فلن يواجه سوى العقوبة والملاحقة القانونية".

وأشار رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية الى "أن القيادة بصدد عملية إعادة تقييم لأداء قوات حفظ القانون لأن الأصل من تشكيلها هو حماية الناس وليس إهانتهم.

وأكد الكاظمي توجيهه بتنفيذ حملة تثقيف بمبادىء حقوق الإنسان، سلوكاً وتطبيقاً داخل وزارة الداخلية وفي أجهزتها وبين منتسبيها".

كما وجّه الكاظمي بتوفير محام لمساعدة الحدث حامد سعيد وتقديم الدعم القانوني له كما وعد بتكفله شخصياً لاكمال دراسته وتحويل ما تعرض له الى عنصر قوة يخدم المجتمع.. وكذلك وجّه بمساعدته في ما يحتاجه وقدّم وعده الى المواطن بأن يأخذ القانون مجراه وأن من قاموا بالاعتداء سينالون عقابهم تطبيقاً للقانون وحفظا ًلكرامة المواطنين ولسمعة القوات المسلحة وألاجهزةالأمنية. وثمن مبادرة رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان لحل الاشكالات القانونية المتعلقة بموضوع اطلاق سراح الفتى حامد سعيد بكفالة .

القضاء يطلق سراح الفتى حامد
وجاء الاستقبال بعد ساعات من قرار اصدره المجلس الاعلى العراقي للقضاء باطلاق سراح الفتى المعنف حامد سعيد بعد اعتقاله على يد قوة امنية بساحة التحرير في بغداد.

وقال المشرف على المركز الإعلامي في مجلس القضاء الاعلى القاضي عبد الستار البيرقدار في بيان اطلعت عليه "ايلاف" إن "رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان اطلع على موضوع المتهم الموقوف الحدث محمد سعيد بعد التداول مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بخصوص الإشكاليات القانونية المتعلقة بموضوعه".

واضاف ان زيدان قد اوعز بمعالجة موضوع الفتى وفق القانون، حيث قرر القاضي المختص اطلاق سراحه بكفالة لحين اكتمال التحقيق في مزاعم سراقته لدراجة بخارية يعتقد انها قد لفقت له لتبرير الاعتداء الذي تعرض له.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية امس ان اللجنة التحقيقية الخاصة بحادثة الاعتداء على الفتى المتظاهر تمكنت من التعرف على "هوية مرتكبي هذا الفعل الاجرامي وباشرت فرق العمل بإجراءات القاء القبض عليهم واعتقالهم لاستكمال التحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإنجاز التحقيق".

كما أمر الكاظمي بطرد قائد قوات النظام اللواء الركن سعد خلف بدر عواد من منصبه في عقوبة تأديبية وإعادة النظر بهذا التشكيل، الذي اوضح انه "من المفترض أنه استحدث لتعزيز سيادة القانون وحفظ الكرامة الإنسانية ومحاربة كل المظاهر غير القانونية لا أن يكون هو نفسه أداة خرق للقانون والاعتداء على المواطنين بالصورة البشعة".