إيلاف من لندن: تعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين بالبحث الجاد عن المختطفين والمختطفات من الأيزيديين، وتدويل قضيتهم من أجل إعادتهم الى ذويهم وإبقاء هذه الجريمة حيّة تستحضرها الأجيال.

وخلال استقبال الكاظمي في بغداد وفداً يمثل عدداً من الناجيات والناجين الأيزيديين من أبناء قضاء سنجار وقرية كوجو والمناطق المحيطة بشمال العراق، أكد على أن ما تعرّض له الأيزيديون يشكّل وجعاً عراقياً لن يتكرر، ويمثّل جريمة بشعة نالت اهتمام وتعاطف الرأي العام العالمي الذي وقف بأسره مع قضيتهم مسانداً ما تعرضوا له من فظائع"، على ما نقل عنه مكتبه الاعلامي.

وشدد الكاظمي على عزمه العمل من أجل إبقاء هذه الجريمة حيّة تستحضرها الأجيال المقبلة، لتعكس وحشية عصابات داعش وبسالة القوات العراقية التي انتصرت على الإرهاب وحررت الأرض وحافظت على وحدة وسيادة البلاد.

البحث عن المختطفين

وتعهد الكاظمي بالبحث الجاد عن المختطفين الأيزيديين وتحويله الى جهد دولي من أجل إعادتهم الى ذويهم. وأكد أنه لابد للعدالة من أن تأخذ مجراها، فتجربة الأيزيديين كانت قاسية لكننا سنحوّل أوجاعهم وآلامهم الى عنصر أمل في مستقبل أفضل لبلد يحترم مواطنيه ويصون كرامتهم من دون تمييز.

واستذكر الكاظمي مع الوفد الأيزيدي "الجريمة الوحشية بحق الأيزيديين في ذلك اليوم المشؤوم، الثالث من أغسطس 2014 على يد عصابات داعش الإرهابية، والظروف الصعبة التي عاشوها بعد احتلال مناطقهم وقراهم".. بحسب المكتب.

وخاطب الأيزيديات قائلاً "إن العراق هو بلدكم والحكومة حريصة على رعاية جميع مكونات الشعب العراقي وحماية هويتهم، فالتنوع في العراق يشكل عنصر قوة وليس ضعفاً".

والاثنين، دعت الأمم المتحدة بغداد وأربيل الى اتفاقٍ عاجل يوفر الأدوات والبيئة المناسبة للايزيديين المنكوبين لإعادة بناء حياتهم، مشددة على ان محنتهم لم تنته بعد. وقالت رئيسة البعثة جينين هينيس-بلاسخارت ان الكثير من الايزيديين ما زالوا في عداد المفقودين ولا يزال الناجون يتحملون ندوب هذه الصدمة وتعاني النساء بشكلٍ خاص من الوصمة والرفض.

أعداد الضحايا والمختطفين والنازحين من الايزيديين

من جهته، اشار مكتب انقاذ المختطفين الإيزيديين الى انه منذ الثالث من اغسطس 2014 وحتى الان، فإن إجمالي 6417 إيزيدياً خُطفوا من قبل تنظيم داعش، تم تحرير 3530 منهم ولا يزال 2887 آخرين بقبضته أو أنهم واجهوا مصيراً مجهولاً.

وأضاف المكتب في بيان ان عدد النازحين بلغ نحو 360 ألفاً وعدد القتلى في الايام الاولى من جريمة الابادة 1293 ضحية. واوضح ان عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان 83 مقبرة جماعية إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية.

وبين المكتب ان ما أفرزته الجريمة من أيتام بلغ 2745 يتيما ويتيمة، وعدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل داعش بلغ 68 مزاراً ومعبداً.

وقال إن عدد الذين هاجروا يقدربـ100 ألف وعدد المختطفين 6417 بينهم 3548 من الأناث. اما أعداد الناجيات والناجين فبلغ 3530 منهم من النساء 1199 والرجال 39 والأطفال الإناث 1041 والأطفال الذكور 1951 ناجيا، فيما لا يزال 2887 مختطفا منهم من الاناث 1308 ومن الذكور 1579 مختطفا او مغيبا.

بعد سيطرتهم على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية في يونيو 2014، اجتاح مسلحو داعش قضاء سنجار الذي تسكنه غالبية من الايزيديين في الثالث من أغسطس حيث ارتكبوا جريمة ابادة جماعية شد الاكراد الإيزيديين واستعبدوا النساء وجنّدوا الأطفال الصغار كما نزح مئات الآلاف الآخرين قبل أن يتم تحرير المنطقة في 13 أكتوبر 2015.

والعام الماضي، قرر برلمان قليم كردستان تحديد الثالث من أغسطس كل عام يوماً سنوياً لاستذكار "الإبادة الجماعية" ضد الإيزيديين.