دمشق: تصدّت الدفاعات الجوية السورية مساء الإثنين لغارات جوية أعلنت إسرائيل شنّها في جنوب سوريا عقب إحباطها عملية زرع عبوات ناسفة قرب الحدود في مرتفعات الجولان المحتل.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذها غارات في سوريا، إلا أنها تكرّر أنها تواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات طهران، الداعمة لدمشق، لترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.

وقال مصدر عسكري سوري ليل الإثنين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، "قامت حوامات العدو الإسرائيلي بإطلاق رشقات من الصواريخ على بعض نقاطنا على الحد الأمامي باتجاه القنيطرة" موضحاً أن "الخسائر اقتصرت على الماديات".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع دوي انفجارات عنيفة "نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مواقع عسكرية في منطقة التل الأحمر" في ريف القنيطرة الجنوبي الغربي.

ولم يوضح المرصد ما إذا كانت الضربات قد أوقعت قتلى في صفوف الجنود السوريين أو المجموعات الموالية لها.

وفي تطوّر نادر، أعلن الجيش الاسرائيلي في بيان أنّ "طائرات ومروحيات حربية ضربت أهدافاً تابعة للجيش السوري في جنوب سوريا"، شملت "مواقع استطلاع ووسائل جمع المعلومات ومدافع مضادة للطائرات".

وحذّر من أنه "يعتبر النظام السوري مسؤولاً عن أي عملية تنطلق من أراضيه وسيواصل العمل بتصميم ضد أي عمل يمسّ بسيادة دولة إسرائيل".

وجاءت الضربات، وفق بيان الجيش، "رداً على عملية زرع العبوات الناسفة التي تم إحباطها" في جنوب هضبة الجولان.

"زرع عبوات ناسفة"

وكان الجيش الاسرائيلي أعلن في وقت سابق الإثنين استهدافه ليل الأحد مجموعة مكونة من أربعة مسلحين، كانت تعمل على زرع عبوات ناسفة قرب السياج الأمني الذي بنته إسرائيل في الجولان السوري المحتل.

وقال المتحدث باسم الجيش الكولونيل جوناثان كورنيكوس للصحافيين عبر الهاتف إن العناصر الذين لم يحدد هوياتهم "كانوا في إسرائيل ولكن خارج السياج" الحدودي. وأوضح أن وحدة إسرائيلية، هاجمت بغطاء من القناصة والغارات الجوية، المتسللين الأربعة الذين يُعتقد أنهم "قتلوا".

إلا أن المرصد أفاد عن مقتل شخص واحد من المجموعة التي تنتمي وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إلى "المقاومة السورية لتحرير الجولان".

وأسّس حزب الله هذه المجموعة قبل أكثر من ست سنوات لشنّ عمليات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان، وترأسها القيادي في الحزب سمير القنطار الذي قتل بقصف اسرائيلي قرب دمشق نهاية العام 2015.

وكان مسؤولون إسرائيليون تحدثوا مؤخراً عن "جبهة ثانية" لحزب الله، المدعوم من طهران ودمشق، في الجولان السوري.

وخلال الشهر الماضي، استقدم الجيش الإسرائيلي تعزيزات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل معلناً عن "رفع مستوى الجاهزية في مواجهة أعمال عدائية محتملة".

وأعلنت اسرائيل مطلع الأسبوع الماضي، بعد هدوء نسبي استمر أشهراً، أنها خاضت "قتالاً" على الحدود الشمالية مع لبنان. وأحبطت محاولة تسلّل "خلية إرهابية"، لم تحدد هويتها. ونفى حزب الله التقارير الإعلامية عن احباط اسرائيل لمحاولة تسلل قام بها عناصره، مؤكداً أنه لم يشارك في أي اشتباك أو اطلاق نار عند الحدود.

"سنضرب أي طرف يهاجمنا"

وحذّر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين من أن اسرائيل "ستضرب أي طرف يهاجمنا أو يحاول مهاجمتنا" مضيفاً بحسب بيان عن مكتبه " إنه مبدأ يبقى سارياً".

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا قبل أكثر من تسع سنوات، كثّفت إسرائيل وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله.

وبحسب المرصد السوري، استهدفت صواريخ يرجّح أنها إسرائيلية الإثنين مدينة البوكمال في شرق سوريا، الحدودية مع العراق، ما تسبّب بمقتل 15 مقاتلاً عراقياً موالين لإيران.

وفي 20 يوليو، قتل خمسة مقاتلين موالين لإيران بينهم عنصر في حزب الله جراء غارات شنّتها إسرائيل جنوب دمشق، وفق المرصد الذي أفاد عن أن الغارات أوقعت أيضا 11 جريحاً بينهم سبعة جنود سوريين.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011، تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.