إيلاف من لندن: حذر السفير الروسي في لندن أندريه كيلين من أن العلاقات بين ويستمنستر والكرملين "قريبة من نقطة التجمّد" وأكد أن روسيا "ليست على عجل" لتخفيف التوترات.

وفي تصريحات صحفية، نقلتها صحيفة (ديلي ميل) اللندنية، نفى السفير الروسي الذي كان تم تعيينه في نوفمبر 2019، اتهامات تدخل بلاده في الشؤون السياسية البريطانية.

وقال كيلين ردا على الاتهامات بأن الكرملين شن حملة قرصنة : "أشعر أن بريطانيا تبالغ، إلى حد كبير، في مكانها في التفكير الروسي".
وكانت موسكو أنكرت تسريب وثائق حساسة من خلال اختراق رسائل البريد الإلكتروني لوزير التجارة الدولية السابق ليام فوكس، أو محاولة سرقة أبحاث لقاح الفيروس التاجي التي يعكف على إنجازها فريق من جامعة أكسفورد البريطانية.

استفتاء الخروج
كما نفى السفير كيلين أيضًا أن روسيا تدخلت في استفتاء خروج بريطانيا، ورفض المزاعم بأنها أطلقت "سلاحًا فضائيًا" الشهر الماضي. وكانت لندن وواشنطن أدانتا إطلاق روسيا لقذيفة شبيهة بالصواريخ وقالتا إن ذلك تهديد للسلام العالمي.
ووصف تدخل روسيا السياسي في بريطانيا الذي تحدث عنه تقرير لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم الشهر الماضي، بأنه أحدث اتهام، وحذر من أن الحكومة البريطانية "استخفت بشدة" بالكرملين.

كثير من الطين
واتهم السفير الروسي المملكة المتحدة بإلقاء "الكثير من الطين ... في اتجاهنا"، قائلاً عن العلاقة بين لندن وموسكو: "لن أقول إن هذا الرقم صفر، لكنه قريب من التجميد".

يذكر أنه في عام 2018، طردت رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي 23 دبلوماسيًا روسيًا بعد استخدام غاز الأعصاب (نوفيتشوك) في محاولة لقتل الجاسوس السابق سيرغي سكريبال. وقال كيلين إنه يأمل في تحسين علاقة بلاده مع بريطانيا بعد تلك الحادثة التي وقعت في مدينة سالزبوري البريطانية في مارس 2017، لكنه اعترف بأن هذا لن يسير "بسلاسة".

وفي عرضه لسلسلة الادعاءات الموجهة إلى بلاده من جانب بريطاني، قال كيلين: "هذا النوع من المواقف لا يثير الكثير من الشهية لتحسين الحوار أو العلاقات في موسكو. نحن صبورون ولسنا في عجلة من امرنا".

ونفى كيلين، مجددا الاتهامات بأن روسيا حاولت بأي شكل من الأشكال التأثير على نتيجة الاستفتاء حول استقلال اسكتلندا، الذي تم في عام 2014، والاستفتاء على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، الذي تم في عام 2016، وكذلك انتخابات البرلمان البريطاني في عام 2019.
وشدد السفير، على أن موسكو لم تكن، في كل هذه الحالات، مهتمة سياسيا بهذه النتيجة أو تلك، وبالنسبة لها "لم يكن هناك أي معنى في دعم أحد الطرفين". وقال كيلين: "كل هذه الاتهامات مختلقة، إن لم تكن وهمية".

ترشيح ليبيديف والأوليغارشية
ومع ذلك، رحب السفير الروسي بترشيح رئيس الوزراء بوريس جونسون للملياردير الروسي المولد "حامل الجنسية البريطانية" إيفغيني ليبيديف صاحب صحيفة (لندن ايفنينغ ستاندرد) وابن عميل سابق في المخابرات السوفياتية لعضوية مجلس اللوردات، قائلاً: "قد يكون أمرًا جيدًا ... حتى مجلس اللوردات والبرلمان البريطاني بحاجة إلى مجموعة متنوعة من الآراء والآراء البديلة".

كما نفى كيلين ما أورده تقرير لجنة الاستخبارات والأمن البرلمانية بأن الأوليغارشية الروس استخدموا لندن كـ "مغسلة" مقابل الأموال القذرة. وقال "القلة تعني الأغنياء الذين يمكنهم التأثير على الرئيس". "كان آخر [القلة] قبل حوالي 20 عامًا ... هؤلاء الأغنياء الذين يعيشون هنا [في بريطانيا]، حيث فرّ معظم هؤلاء الأشخاص ببساطة من روسيا لأنهم كانوا يلاحقونهم بسبب التهرب الضريبي والاحتيال والأنشطة الإجرامية الأخرى.
ونوه إلى أن كل هؤلاء غادروا روسيا هربا من المقاضاة "وإذا قررت السلطات البريطانية تزويدنا بمعلومات عن هؤلاء الأشخاص أو قررت أن نكون إيجابيين بشأن مطالبنا بالتسليم، فإننا سنكون شاكرين لهم موقفهم".

وفي الأخير، قال السفير كيلين عن احتمال حدوث تحسن في العلاقات مع بريطانيا: "نحن موجودون بالفعل في نفس القارة، وسرعان ما سيكون علينا العودة عاجلاً أم آجلاً لتطبيع علاقتنا. إنه أمر لا مفر منه".