إيلاف من لندن: تعود تفاصيل كارثة مرفأ بيروت الدامية، في أغسطس 2020، التي قال خبراء إن قوة انفجارها تعادل خمس انفجار قنبلة هيروشيما الذرية في أغسطس 1945، إلى سبع سنوات خلت.

ويوم 23 سبتمبر 2013، أبحرت سفينة الشحن التي تحمل علم مولدوفا (روسوس MV Rhosus) المملوكة لرجل الأعمال الروسي المقيم في قبرص إيغور غريتششكين، من باتومي في جورجيا، إلى بيرا في موزمبيق، وعلى متنها 2750 طنًا من نترات الأمونيوم.

وخلال الرحلة، اضطرت إلى الميناء في بيروت بسبب مشاكل في المحرك، وبعد التفتيش من قبل مراقبة سلطات الميناء، تم الكشف عن أن السفينة Rhosus غير تعاني من صعوبات وأخطاء ميكانيكية، وتم منعها من مواصلة الرحلة بسبب كونها غير صالحة للإبحار.

طاقم السفينة
وكان على متن السفينة ثمانية أوكرانيين وروسي واحد، وبمساعدة القنصل ألأوكراني في بيروت، تمت إعادة خمسة أوكرانيين إلى وطنهم، تاركين أربعة من أفراد الطاقم لرعاية السفينة.

ومع إفلاس مالك السفينة الروسي غريتششكين، وبعد أن فقد المستأجرون اهتمامهم بالشحنة، تخلى المالك عن السفينة، حيث صدرت أحكام باحتجاز السفينة بينما لم يتمكن الطاقم من النزول منها بسبب قيود الهجرة.

وحينها حصل الدائنون أيضًا على ثلاث مذكرات اعتقال ضد السفينة. وجادل المحامون في إعادة الطاقم إلى الوطن لأسباب إنسانية، بسبب الخطر الذي تمثله البضائع التي لا تزال على متن السفينة، وسمح لهم قاضي الأمور العاجلة في بيروت بالعودة إلى منازلهم بعد أن علقوا على متن السفينة لمدة عام تقريبًا.

بعد ذلك تم نقل الشحنة الخطرة إلى الشاطئ في العام 2014 ووضعها في حظيرة الميناء 12 بدون تدابير السلامة للسنوات الست القادمة، كما قال خبراء.
وخلال الأشهر التي تلت أرسل العديد من مسؤولي الجمارك رسائل إلى القضاة يطلبون حل قضية البضائع المصادرة، يقترحون فيها تصدير نترات الأمونيوم، أو إعطاءها للجيش، أو بيعها لشركة المتفجرات اللبنانية الخاصة.

الرسائل
وتحمل الرسائل تواريخ: 27 يونيو 2014 و5 ديسمبر 2014 و6 مايو 2015 و20 مايو 2016 و13 أكتوبر 2016 و27 أكتوبر 2017. وأشارت إحدى الرسائل المرسلة في عام 2016 إلى أن القضاة لم يردوا على الطلبات السابقة، و "التمسوا" للحصول على قرار بسبب "الخطر البالغ المتمثل في الاحتفاظ بهذه السلع في حظيرة الطائرات في ظروف مناخية غير مناسبة".

تصريح احدى العاملات
وعلى صلة، نقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية عن مفتشة نقابة البحارة الروسية في نوفوروسيسك، أولغا أنانيينا، قولها إن قبطان السفينة "روسوس"، المحملة بنترات الأمونيوم التي ربما هي التي انفجرت في بيروت اللبنانية، طلب من النقابة الروسية للملاحين المساعدة في عام 2014، عندما تخلى عنها مالك السفينة هناك.

وقالت أنانيينا: "كنت أعمل على ذلك في عام 2014، وبحسب ما أذكر، جاءت السفينة إلى بيروت، وتبين أنها متروكة. اتصل بي القبطان بشأن الراتب. ثم تبين أن المالك اقترض من أجل الوقود ونسي ببساطة الاهتمام بهم [القبطان والملاحين الآخرين] الذين اصبحوا بدون ماء، بدون طعام، لقد تواصَلنا كثيرًا، لكن هذا أصبح في الأرشيف منذ عام 2014، .... لقد كتب لي (القبطان) الكثير عندما كان بريد السفينة تعمل بطريقة ما، ولم يتم حفظ الأرشيف بشكل كامل، إلى أن دعوة مرفوعة إلى المحكمة حول مصير السفينة، وقد عمل المحامون بهذا الخصوص ".