إيلاف من لندن: تصاعدت التكهنات حول سبب انفجار مستودع نترات الأمونيوم في ميناء بيروت الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 113 شخص وإصابة نحو 4 آلاف وتشريد ما بين 200 – 300 ألف من مساكنهم. وتحدثت تقارير عن أن مسؤولين حاولوا تحذير السلطات من الخطر ولكن دون جدوى.

وأظهرت صور تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قيام عدد من العمال بتلحيم باب مخزن عنبر 12 والذي وقع فيه انفجار بيروت الغامض الثلاثاء. وهذا العنبر هو الذي كان تم نقل مادة نترات الأمونيوم العام 2014 من دون تدابير سلامة، حسب ما قال خبراء.

وفي تطور مهم، ذكرت مصادر أن مجلس الوزراء اللبناني وافق على وضع كل مسؤولي ميناء بيروت المكلفين بالإشراف على التخزين والأمن منذ عام 2014 رهن الإقامة الجبرية. ومن غير المعروف عدد المسؤولين الذين سيشملهم هذا الإجراء ولا مستوى مناصبهم. وقالت المصادر إن الجيش سيشرف على الإقامة الجبرية.

وكان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب أعلن أن 2,750 طنا من سماد نترات الأمونيوم الزراعي الذي تم تخزينه لسنوات في مستودع على جانب الميناء قد انفجرت مما تسبب بـ"كارثة بكل معنى الكلمة".

مقاطع فيديو
ويبدو أن الباب والنوافذ في المستودع تتطابق مع الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالمستودع حيث وقع الانفجار، الذي حدث بعد وقت قصير من اندلاع حريق في مخزن مفرقعات وأرسل سحابة كبيرة من الدخان فوق وسط بيروت.

ولاحظت تقارير أن عاملا واحدا على الأقل في الصورة يرتدي قناعا قماشا، مما يشير إلى أنه تم التقاط الصورة مؤخرا. ولم يكن بالإمكان التأكد من صحة الصورة بشكل مستقل.

وقال خبراء إنه لا يمكن لشرارة من أداة اللحام التسبب بانفجار النترات، لكنها يمكن أن تشعل مواد أخرى وترفع درجات الحرارة إلى درجة تكون كافية لإحداث انفجار ضخم.

يذكر أن نترات الأمونيوم تستخدم في صناعة المتفجرات وهي أيضا عنصر في صناعة الأسمدة. وقد تسببت في حوادث صناعية ضخمة في الماضي، بما في ذلك كارثة في عام 1947 التي انفجرت فيها شحنة بوزن 2,300 طن من المادة في تكساس سيتي، مما أسفر عن مقتل المئات وإحداث موجة عملاقة بارتفاع 15 قدما.

كما كان نترات الأمونيوم عنصرا رئيسيا في قنبلة دمرت مبنى فيدرالي في أوكلاهوما سيتي في عام 1995.

وقالت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) إن تقارير إسرائيلية زعمت العام الماضي أن الموساد أخطر وكالات مخابرات أوروبية حول قيام حزب الله اللبناني بتخزين نترات الأمونيوم في مخابئ لاستخدامها في القنابل في لندن وقبرص وأماكن أخرى.

مصادرة المواد
وقال رئيس الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، إن المواد الخطرة التي كانت على متن سفينة الشحن التي تحمل علم مولدوفا (روسوس MV Rhosus) المملوكة لرجل الأعمال الروسي المقيم في قبرص إيغور غريتششكين، كانت صودرت قبل ذلك بسنوات وتم تخزينها في المستودع، على بعد دقائق من مناطق التسوق والحياة الليلية في بيروت.

وبحسب قناة MTV اللبنانية، فقد تمت مصادرة المادة في عام 2014 وتم اكشتافها على متن سفينة معطلة كان من المفترض أن تنقل جرافات إلى زامبيا، وتم تخزينها في المستودع بالمرفأ.

وقالت القناة إن مسؤولي الجمارك كانوا قد طالبوا السلطات بنقل المادة الكيميائية، بسبب الخطر الذي تشكله، لكنهم لم يتلقوا أي رد.

وأشار تقرير رسمي في وقت سابق من هذا العام إلى مشكلات في المخزن رقم 12، حيث تم تخزين النترات، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات على ما يبدو، وفقا للتقرير.