القدس: انتشرت الشرطة الإسرائيلية السبت لحماية متظاهرين ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بعدما وصف ناشط يميني متطرّف مدان باعتداء على مسيرة سلمية في العام 1983، المشاركين في التحرّك بأنهم "جراثيم" ملمّحا إلى إمكان استهدافهم بأعمال عنف.

والناشط في اليمين المتطرّف يونا أفروشمي قضى 27 عاما في السجن لإدانته بإلقاء قنبلة خلال مسيرة في القدس احتجاجا على الحرب الإسرائيلية ضد لبنان، أدت الى مقتل الناشط والأستاذ إميل غرونسفيغ وجرح تسعة أشخاص آخرين.

وليل الجمعة، صرّح لقناة 12 التلفزيونية الخاصة الإسرائيلية أنه لن يتوجّه إلى موقع تنظيم مسيرة السبت لكن آخرين ممن يشاركونه محبة نتانياهو وكره خصومه قد يفعلون. وقال "هناك شبان يمكنهم التوجّه إلى هناك، وهم يعرفون ما يجب القيام به".

وأخذ منظمو التحرك الاحتجاجي التصريحات على محمل الجد وقالوا إنهم تقدّموا بشكوى للشرطة ضد أفروشمي بداعي التحريض على العنف.

وقال أفروشمي للقناة 12 "إنهم جراثيم، مجرّد جراثيم". وتابع "حتى اليوم لا أزال أكرههم وهم يكرهونني"، مضيفا "إنهم أشخاص سيئون".

"وسائل تكنولوجية"

وقال قائد عمليات شرطة القدس شلوم بشار إنه أمر بنشر عناصر بزي الشرطة وبالزي المدني مجهّزين بـ"وسائل تكنولوجية" لحماية أمن تظاهرة السبت قرب مقر الإقامة الرسمي لنتانياهو في المدينة.

وقال لمحطة "كان 11" التلفزيونية الرسمية إن "هدفنا الرئيسي هو ضمان وصول المحتجين ومغادرتهم بشكل آمن". وتابع "لن نتهاون على الإطلاق مع العنف".

وخلال توافد المشاركين في التحرّك مساء السبت، قدّر الحشد المشارك بـ"بضعة آلاف" الأشخاص.

وفي الأسابيع الماضية كانت أعداد المحتجين تتزايد بشكل كبير مع تقّدم ساعات الليل. وأفاد متظاهرون في مدينة قيسارية المطلة على البحر حيث يمتلك نتانياهو منزلا بوجود انتشار كثيف للشرطة.

وتتزايد في الأسابيع الأخيرة التحركات الاحتجاجية المطالبة باستقالة نتانياهو على خلفية توجيه الاتهام له في عدد من قضايا الفساد كما وطريقة تصدي حكومته لجائحة كوفيد-19، ما استدعى دفاعا لاذعا من جانب رئيس الوزراء.

والأسبوع الماضي، اتّهم نتانياهو قناتي 12 و13 بـ"الدعاية للتظاهرات اليسارية الساعية لنشر الفوضى" عبر تخصيص تغطية مطولة للتظاهرات. والأحد أصدرت محكمة في القدس قرارا بحق ابنه يائير، يمنعه من مضايقة قادة الاحتجاجات، بعدما نشر في تغريدة عناوين إقامتهم.

وكان مراقبون قد أشادوا سابقا بطريقة تصدي إسرائيل لجائحة كوفيد-19، لكن الحكومة تعرّضت لانتقادات بعد تسارع وتيرة الإصابات إثر رفع عدد من القيود اعتبارا من أواخر أبريل. وأقر نتانياهو بأن إعادة فتح الاقتصاد كانت سابقة لأوانها.

وسجّلت إسرائيل البالغ عدد سكانها نحو تسعة ملايين نسمة أكثر من 82 ألف إصابة مؤكدة بكوفيد-19، بينها 600 وفاة.