انعقدت المؤتمر الدولي للمانحين للبنان عبر الفيديو، بدعوة من الرئيس الفرنسي لتأمين الدعم المالي للبنان من أجل إعمار ما هدمه الانفجار الكبير في مرفأ بيروت.

إيلاف من بيروت: انعقد مؤتمر للمانحين لمساعدة لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، استضافته فرنسا وشارك فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والهدف الأول جمع أموال لإعادة بناء بيروت وتقديم مساعدات غذائية وبناء المدارس والمستشفيات وتوفير التجهيزات الطبية.

ماكرون

في مستهل المؤتمر، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "التحرك سريعاً وبفعالية لتقديم الدعم إلى لبنان"، محذرًا من أن العنف والفوضى "ينبغي ألا يسودا في لبنان، فغرق لبنان بالفوضى يؤثر على المنطقة"، "ودورنا أن نكون بجانب الشعب اللبناني، ولا بد لنا من بناء استجابة دولية تحت تنسيق الأمم المتحدة"، لافتًا إلى أن "إسرائيل لمّحت إلى أنها مستعدة لتقديم المساعدات للبنان".

قال ماكرون: "يتعين علينا العمل سريعًا ويحب أن تذهب هذه المساعدات مباشرة إلى حيث يحتاجها الناس على الأرض، والأموال التي تجمع اليوم يجب أن تكون مجرد بداية".

ووصف ماكرون انفجار بيروت بأنه "عبارة عن زلزال"، مؤكدًا: "بحثت مع عون أهمية الإصلاح ومحاربة الفساد والتدقيق المالي".

وحثّ ماكرون السلطات اللبنانية إلى التحرك لتجنيب البلاد الغرق وللاستجابة للتطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني بشكل مشروع في شوارع بيروت.

عون

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون في المؤتمر إن العديد من المسؤولين وفرق الإغاثة الدولية الذين سارعوا بالمجيء الى لبنان "عاينوا حسيّاً حجم المأساة التي طالت كل القطاعات لا سيّما تلك التي تشملها الأولويات الأربع الواردة في كتاب الدعوة لمؤتمركم الكريم، الصحة، التربية، إعادة الإعمار، وتأمين الغذاء".

أضاف عون: "اعادة بناء ما دُمّر واستعادة بيروت بريقها تتطلبان الكثير، فالاحتياجات كبيرة جداً وعلينا الاسراع في تلبيتها خصوصاً قبل حلول الشتاء حيث ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى، وبما يتعلق بصندوق التبرعات المنوي إنشاؤه، فأشدد على أن تكون إدارته منبثقة عن المؤتمر"، معلنًا: "التزمت أمام شعبي بتحقيق العدالة، إذ وحدها، العدالة، يمكن أن تقدّم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت أيضاً بأن لا أحد فوق سقف القانون، وان كل من يثبت التحقيق تورطه سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية".

تابع: "تعهّدت أيضاً بمحاربة الفساد وبالإصلاح، وعلى الرغم من كل العوائق بدأت التدابير الملموسة وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسّسة واحدة بل سيشمل كل المؤسّسات"، موضحاً أنه "ليست المرّة الأولى التي تدمّر فيها بيروت ولكنها في كل مرّة تنهض من تحت أنقاضها، واليوم كلي ايمان، بأن بيروتنا، ستنهض كما كل مرّة".

قطر

أعلن ​أمير قطر​ تميم بن حمد خلال أعمال ​مؤتمر​ المانحين لمساعدة ​لبنان​ أن "انعقاد المؤتمر يؤكد عزم ​المجتمع الدولي​ على مساعدة لبنان جراء الانفجار المروع"، موضحاً أنه "ليس بوسع لبنان تجاوز هذه ​الأزمة​ بمفرده".

مشاركة خليجية

سبق أن أكد الإليزيه توجيه الدعوة إلى دول الخليج، الكويت وقطر والإمارات العربية والسعودية، للمشاركة في المؤتمر، موضحًا أنه "لا يشك في أنها ستتمثل بالاجتماع". ويأتي انعقاد المؤتمر برعاية فرنسية وأممية، وأعلنت الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا ومصر وبريطانيا مشاركتها فيه، إلى جانب الدول الخليجية.

كانت تقارير نقلت عن مسؤول في قصر الإليزيه السبت قوله إن ماكرون أبلغ ترمب بأن العقوبات الأميركية يمكن ان تكون نتيجتها في مصلحة أولئك الذين تستهدفهم، أي إيران وحزب الله. واضاف المسؤول أن ماكرون أبلغ ترمب هاتفيًا الجمعة بأن على الولايات المتحدة أن تستثمر مجددًا في لبنان كي تساعد في إعادة بنائه. رفض المسؤول الفرنسي تحديد حجم المساعدة المتوقع جمعها في المؤتمر.

وبحسب المسؤول نفسه، تعتقد فرنسا بوجود أدلة كافية لافتراض أن انفجار بيروت كان حادثًا.

وقدرت الأمم المتحدة قيمة الحاجات الصحية التي ينبغي توفيرها للبنان بنحو 85 مليون دولار، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر المانحين.

وقتل ما لا يقلّ عن 160 شخصًا وأصيب أكثر من 5 آلاف آخرين في حصيلة غير نهائية، فلا يزال عشرات في عداد المفقودين، فيما بات 300 ألف لبناني من دون مأوى جراء انفجار مستودع خزن فيه 2700 طنّ من مادّة نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.