إيلاف من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لجرحى تظاهرات الاحتجاج في بلده عزمه على تحقيق مطالبهم في التغيير لتحسين واقع البلد وبناء مستقبل أفضل للعراق، وقرر تشييد نصب تذكاري لتوثيق التظاهرات وضحاياها لحمل الدروس والعبر للأجيال المقبلة.

وخلال استقباله بمكتبه في رئاسة الحكومة في بغداد الاثنين لعدد من جرحى تظاهرات الاحتجاج في محافظة ذي قار وعاصمتها الناصرية (375 كم جنوب بغداد)، أكد الكاظمي دعمه لمطالب المتظاهرين الحقّة والتي رفعت شعار التغيير من أجل تحسين واقع البلد وبناء مستقبل أفضل للعراق يقوم على أساس العدل والمساواة والعيش الرغيد للمواطنين، وبيّن أن الحكومة عازمة على تحقيق مطالب المتظاهرين السلميين والتي تعد من أولويات برنامجها الحكومي.

وتعهد الكاظمي بتأمين علاج جرحى المتظاهرين ونقل بعضهم للعلاج الى خارج العراق إنْ تطلّب الأمر، فضلاً عن بحث شمولهم باستثناءات رواتب شبكة الحماية الاجتماعية كما تعهد باتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة من أجل استرجاع حقوقهم كما قال بيان صحافي لمكتبه الاعلامي.

وطلب الكاظمي من وفد الجرحى "نقل تحياته الى أهالي ذي قار مدينة التأريخ والعمق الحضاري وأكد أن واقع الناصرية اليوم لا يسرنا على مستوى الخدمات وسنبذل أقصى الجهود من أجل توفير الحياة الكريمة لمواطني الناصرية وكل العراقيين، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه العراق بسبب جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية".

ووجّه رئيس الوزراء بتشكيل لجنة للتنسيق بين مكتبه والجرحى لمتابعة أوضاعهم الصحية كما أكد على "تشييد نصب تذكاري لتوثيق التظاهرات السلمية والشهداء الأبطال ليكون لحظة تأريخية تحمل الدروس والعبر للأجيال المقبلة" بحسب مكتبه الاعلامي".

وأشار المكتب الى ان وفد جرحى تظاهرات الناصرية عبر "عن بالغ شكرهم وامتنانهم لرئيس الوزراء على حسن الاستقبال وحرصه على متابعة أوضاع الجرحى في ذي قار وبقية المحاقظات واهتمامه الكبير بأبناء الناصرية وأكدوا دعمهم لجهود رئيس الوزراء في تحقيق المطالب المشروعة للمتظاهرين من أجل مستقبل العراق".

احتجاجات ذي قار قدمت اكثر عدد من الضحايا بعد العاصمة

يشار إلى أن محافظة ذي قار قد شهدت خلال الاضطرابات التي رافقت تظاهرات الاحتجاج فيها مقتل واصابة حوالي الفي قتيل وجريح من المتظاهرين في اعلى نسبة من الضحايا بعد العاصمة بغداد.

وكان هشام داود مستشارالكاظمي قد اعلن رسميا في 30 يوليو الماضي ان العدد الكلي لقتلى الاحتجاجات الشعبية التي عمت بغداد و9 محافظات في الوسط والجنوب منذ أكتوبر الماضي من المتظاهرين والقوات الامنية قد بلغ 560 ضحية. واشار الى ان معظم الضحايا هم من الشباب والشابات ونصفهم من بغداد منوها الى ان الحكومة اعتبرتهم جميعا من الشهداء لهم ولعائلات حقوقاً.

وأضاف أن الحكومة ستدفع لعائلة كل ضحية 20 ألف دولار وقطعة أرض وراتباً تقاعدياً، وبين انه من حق العائلات تقديم شكاوى الى الفضاء عن قتل ابنائها ايضا بسبب العنف المفرط غير المبرر الذي ووجهوا به.

وكانت احتجاجات شعبية مليونية قد تفجرت في العراق في الاول من تشرين الاول اكتوبر الماضي ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل، اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق وادت في نهاية الشهر التالي الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم الاستقالة.