إيلاف من لندن: تشهد منطقة شرق المتوسط، حالة من التسخين العسكري، بإعلان خفر السواحل التركي، عن إصابة 3 أشخاص، جراء إطلاق عناصر من البحرية اليونانية النار على زورق مدني.

وفيما لم يصدر أي تأكيد، اعلن بيان لخفر السواحل التركي، اليوم الثلاثاء، عن إصابة 3 أشخاص أحدهم في حالة خطيرة جراء إطلاق عناصر من البحرية اليونانية النار على زورق مدني. وأضاف البيان "كان على متن الزورق الذي استهدفته البحرية اليونانية مواطنان تركيان ومواطن سوري".
ودخلت اليونان وتركيا في خلاف منذ عقود حول مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك الحدود البحرية، ووصلوا إلى شفا حرب ثلاث مرات منذ منتصف السبعينيات.
وأدت الاكتشافات الحديثة للغاز الطبيعي وخطط التنقيب عبر شرق البحر المتوسط إلى تصاعد التوتر.

كلام جاويش أوغلو
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أكد يوم الثلاثاء، أن بلاده "ستواصل التنقيب في مناطق جديدة شرقي البحر المتوسط نهاية أغسطس الجاري".

وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأذري جيهون بايراموف، في أنقرة، "سنواصل أعمال البحث الزلزالي والتنقيب في مناطق جديدة بعد ترخيصها شرقي البحر المتوسط نهاية أغسطس الجاري". وأضاف "كنا قد رسمنا الحدود الغربية لجرفنا القاري بعد ترخيصها".

خريطة
ونشرت وزارة الخارجية التركية، مساء أمس الاثنين، خريطة المنطقة التي تقوم سفينة "أروج رئيس" بأعمال مسح زلزالي ضمن حدودها البحرية في المتوسط.

وذكرت صحيفة "إيكاثيميريني" اليونانية، صباح اليوم، أن "الفرقاطات البحرية اليونانية والطائرات الحربية مستعدة للإقلاع في أي وقت"، مؤكدة أن "الجيش اليوناني أعد السفن الحربية والطائرات، للرد على أي طارئ من تركيا في البحر المتوسط".

إخطار ملاحي
وكانت البحرية التركية أصدرت، أمس الاثنين، إخطارا ملاحيا قالت فيه إن السفينة التركية "أوروتش رئيس" ستجري عمليات مسح زلزالي شرقي البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين.

قال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، إن أولئك الذين يتصرفون وفق مفهوم "أنا المالك الوحيد للبحر المتوسط" سيخيب أملهم، لأن تركيا لديها القدرة والإمكانيات والتصميم لدحر تحالف الشر المشكل ضدها في المتوسط.
جاء ذلك في رد نصي لأقصوي، الإثنين، على سؤال بخصوص بيان صادر عن الخارجية اليونانية حول أعمال سفينة "أوروتش رئيس" التركية.
وأوضح أن سفينة "أوروتش رئيس" تعمل داخل منطقة الجرف القاري التي أعلمت بها أنقرة الأمم المتحدة، وضمن مجالات الترخيص الذي منحته الحكومة لشركة البترول التركية المساهمة عام 2012.

وأضاف أقصوي أن أنشطة المسح الزلزالي الذي كان من المخطط أن تقوم بها السفينة في يوليو الماضي، تم تعليقها بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأشار أن "بادرة حسن النية هذه التي قمنا بها بطلب من ألمانيا والاتحاد الأوروبي من أجل إعطاء فرصة للدبلوماسية وإعادة إحياء قنوات الحوار، لم تلق مجيبا".

اتفاقية قرصنة
وأوضح أقصوي أن "اتفاقية القرصنة" التي وقعتها اليونان مع مصر في 6 أغسطس 2020 بشأن ترسيم الحدود البحرية، أثبتت عدم صدق أثينا بخصوص الحوار.

وأكد أن الجرف القاري لتركيا وليبيا شرقي المتوسط تم انتهاكه عبر هذه الاتفاقية، مشيرا أن "أوروتش رئيس" عاودت منذ الإثنين أعمال المسح الزلزالي المخطط لها سابقا.
ولفت أقصوي إلى أن اليونان لا تملك أي أساس قانوني للاعتراض على أنشطة تركيا، مضيفا: "كما أوضحنا مرارا وتكرارا في السابق، فإن اقتطاع الجزر اليونانية الموجودة في المنطقة وأولها جزيرة ميس للجرف القاري التركي يتعارض مع مبدأ الإنصاف الذي يمثل المبدأ الأساسي للقانون الدولي".

حسن نية
واستطرد: "عدم تلقي تركيا استجابة على حسن النية الذي أبدته، دفعها لمواصلة استخدام حقوقها النابعة من القانون الدولي واستمرارها في أنشطتها بحزم ضمن إطار الخطة التي تم إجراؤها مسبقا".

وشدد على أن تواجد تركيا العسكري في المنطقة ليس هدفه التصعيد، وإنما لاستخدام حقها في الدفاع المشروع فيما لو تطلب الأمر.

وأشار إلى أن بلاده لن تسمح لأي تعرض عسكري على سفينة تركية مدنية.
وكان رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، دعا إلى اجتماع مع قادة الجيش يوم الاثنين، بعد أن أصدرت تركيا تحذيرا بحريا دوليا، يُعرف باسم "نافتكس".

توترات
يأتي ذلك في ظل توترات مع قبرص بشأن حقوق تنقيب، إذ لا تقبل جمهورية قبرص واليونان أي حقوق من هذا القبيل لمنطقة شمال قبرص الخاضعة للسيطرة التركية في المنطقة.

وتعد جمهورية شمال قبرص التركية، التي تدافع عنها تركيا، غير معترف بها دوليا، وكانت تركيا قد أرسلت العام الماضي سفينتي التنقيب، "فاتح" و"يافوز"، إلى المياه قبالة سواحل قبرص.

وتعد اليونان وتركيا عضوين في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، لكنّ لديهما تاريخا من النزاعات الحدودية.


اتفاقية

وكانت اليونان ومصر قد أبرمتا يوم الخميس الماضي اتفاقية لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة في المياه التي تحتوي على احتياطيات نفط وغاز.
وتتعارض الاتفاقية مع اتفاقية منافسة لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة تسعى تركيا والحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا إلى تأسيسها، يمكن أن تمتد هذه المناطق لمسافة 200 ميل بحري.
وتتمتع جمهورية قبرص باتفاقيات منطقة اقتصادية خالصة مع لبنان ومصر وإسرائيل، وهي مرتبطة بتنمية موارد الطاقة البحرية.