إيلاف من لندن: دعا العراق الثلاثاء تركيا إلى وقف اعتداءاتها العسكرية على أراضيه، وذلك بعد ساعات من قتل مسيرة تركية لعدد من ضباط جيشه، وطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف الانتهاكات التركية المسلحة التي وصفها بالعدوانية.

ودانت الرئاسة العراقية "الاعتداء السافر الذي قامت به تركيا من خلال طائرة استهدفت منطقة سيد كان في إقليم كردستان العراق الشمالي".

وحذرت الرئاسة من أن "الخروقات العسكرية التركية المتكررة للأراضي العراقية تعد انتهاكاً خطيراً لسيادة العراق، ومخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية وعلاقات حسن الجوار". وقالت "نحن إذ نشجب هذه الأعمال العدوانية التي أسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين الأبرياء، إضافة إلى ضباط من حرس الحدود، فإننا ندعو إلى الإيقاف الفوري لهذه الاعتداءات، والجلوس إلى طاولة الحوار والتفاهم لحلّ المشاكل الحدودية بين البلدين الجارين وبالطرق والوسائل السلمية وبما يحفظ أمن واستقرار المنطقة".

دعوة مجلس الأمن للتدخل
ودعا البرلمان العراقي مجلس الأمن الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات التركية المتكررة للأراضي العراقية، والتأكيد على احترام مبادئ حسن الجوار.

وأكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي في بيان الثلاثاء أن "الاعتداءات التركية على سيادة العراق وحماة ثغوره من شأنها أن تلحق الضرر بالعلاقات التاريخية بين العراق وتركيا بشكل كامل".

ودان الكعبي بشدة "تمادي القوات التركية بعدوانها، وكان آخرها ما حدث اليوم من قصف لعجلة عسكرية تابعة لحرس الحدود العراقي بمنطقة سيدكان بمحافظة اربيل والذي تسبب باستشهاد آمر اللواء الثاني حرس حدود المنطقة الاولى وآمر الفوج الثالث اللواء الثاني ومرافقهما".

وطالب المسؤول البرلماني الحكومة باستدعاء السفير التركي في العراق وتسليمه رسالة احتاج شديدة اللهجة، مشدداً على أن تكرار التجاوزات التركية تعد انتهاكاً صارخاً لجميع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ودعا مجلس الامن الدولي الى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات المتكررة والتأكيد على احترام مبادئ حسن الجوار.

بحث التجاوزات التركية

كما بحث مجلس الأمن الوطني العراقي مساء الثلاثاء التجاوزات التركية على الأراضي العراقية. وترأس مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي جلسة لمجلس وكلاء الأمن الوطني بمشاركة جميع أعضاء المجلس، من وكلاء وزارات الخارجية، العدل، الداخلية، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، جهاز الأمن الوطني، جهاز مكافحة الإرهاب، جهاز المخابرات الوطني، رئاسة أركان الجيش، والجهات الأمنية الأخرى.

وكانت طائرة تركية مسيّرة استهدفت اجتماعاً ضم عدداً من مسؤولي حرس الحدود العراقي وحزب العمال الكردستاني في منطقة برادوست الحدودية مع تركيا التابعة لمحافظة أربيل، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم عميد وعقيد من قوات حرس الحدود العراقي.

وتشن تركيا منذ 14 يونيو الماضي عملية عسكرية تستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني، تقول إنها رد على تصاعد وتيرة العمليات المسلحة التي تستهدف مواقع الجيش التركي على حدودها مع العراق حيث تجري العملية بمشاركة طائرات إف 16 الحربية التي قامت بقصف مناطق سنجار، قرة جوخ، قنديل، الزاب، آفاشين، باسيان، مخمور، وخواكورك في إقليم كردستان.

وأثارت العملية التركية ردود فعل غاضبة، حيث استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد فاتح يلدز مرتين، وكان آخرها في 17 حزيران، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة تتضمن دعوة لتركيا بوقف هجماتها في أقرب وقت وسحب قواتها من الاراضي العراقية.

وتشير وسائل اعلام كردية عراقية الى انه منذ بداية القتال بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي داخل أراضي إقليم كردستان تم إخلاء 519 قرية، منها 363 في محافظة دهوك و118 في محافظة أربيل و40 قرية في محافظة السليمانية.