إيلاف من لندن: فيما ينتظراستدعاء وزارة الخارجية العراقية الاربعاء للسفير التركي في بغداد فاتح يلدز وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ردا على قتل مسيرة تركية لضابطين عراقيين بشمال البلاد فقد عزز العراق قواته على الحدود مع تركيا بأسلحة ثقيلة ملوحا بسلاح التجارة ضدها ردا على استمرار اعتداءاتها على اراضيه فيما اكدت الجامعة والبرلمان العربيان وقوفهما مع العراق في مواجهة هذه الاعتداءات.

واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف ان بلاده تمتلك عناصر قوة يمكن ان تستخدمها لمواجهة الاعتداءات التركية ومنها التجارة التي وصل ميزانها بين البلدين الى اكثر من 16 مليار دولار سنوياً واستضافته لعشرات الشركات التركية للعمل على اراضيه كما ابلغ قناة "العراقية" الرسمية في تصريحات الاربعاء تابعتها "ايلاف"، منوها ايضا الى العلاقات الدولية والعمق العربي الذي يتمتع به العراق .

ومن جانبه، اعلن احسان جبي مدير ناحية سيدكان في محافظة اربيل الشمالية التي شهدت قتل مسيرة تركية امس لضابطين عراقيين كبيرين عن وصول تعزيزات عسكرية الى الحدود التركية لنشرها هناك منوها في تصريح لوكالة "شفق نيوز" الكردية تابعته "ايلاف" أن حرس الحدود العراقي جلب المزيد من القوات والاسلحة الثقيلة والمتوسطة للانتشار على الحدود العراقية التركية حيث تم ابلاغ عناصر حزب العمال الكردستاني بعدم التعرض لهذا الانتشار.

عدم التسامح مع اهدار الدم العراقي
ومن جهته، أكد العميد يحي رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي ان بلاده لن تتساهل في اهدار الدم العراق ودان قتل مسيرة تركية لعدد من العسكريين العاراقيين بينهم ضابطان.

وقال رسول في بيان تابعته "ايلاف" إن "هذا الاعتداء الأثم أسفر عن استشهاد امر اللواء الثاني بالمنطقة الأولى في قيادة قوات حرس الحدود وامر الفوج الثالت وإصابة أمر الفوج الأول وضابط استخبارات واثنين من المنتسبين المرافقين لهم". وأوضح ان المقاتلين كانوا في عملية أستطلاع في منطقة سيدكان داخل الأراضي العراقية وتبعد 4 كيلومترات عن الشريط الحدودي العراقي مع تركيا.

وطالب المتحدث العسكري القوات التركية "بتوضيح ملابسات الجريمة ومحاسبة المتورطين بها حفاظاً على حسن الجوار والعلاقات بين البلدين التي حرص العراق على الحفاظ عليها ومراعتها". وقال "حذرنا في وقت سابق من إستمرار التجاوزات التركية على الأراضي العراقية" مجددا تحذيره من "ان دماء العراقيين غالية ولن يتم التسامح مع هدر الدم العراقي".

الجامعة والبرلمان العربيان مع العراق ضد الاعتداءات التركية
وعلى الصعيد العربي أكدت الجامعة العربية دعمها لأي تحرك تقوم به الحكومة العراقية على الساحة الدولية لوقف الاعتداءات التركية على اراضي بلادها.
وقالت الجامعة في بيان تابعته "ايلاف" إن امينها العام أحمد ابو الغيط يدين بأشد العبارات القصف التركي للاراضي العراقية، معتبرا ذلك انتهاكا سافرا لسيادة العراق ومبادىء ومواثيق القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار.

وعلى الصعيد نفسه دعا البرلمان العربي مجلس الامن الى التحرك الفوري والعاجل لإيقاف الاعتداءات التركية على الاراضي العراقية واكد استعداده للعمل مع البرلمان العراقي لحشد الدعم الدولي لايقاف هذه الاعتداءات.

ودان رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السُّلمي في بيان تابعته "ايلاف" بأشد العبارات "الاعتداء السافر الذي قامت به القوات التركية بقصف منطقة سيدكان الشمالية بطائرة مسيرة".. وشدد على "أن هذه الأعمال العدائية السافرة والخروقات العسكرية المتكررة التي تقوم بها القوات التركية على الأراضي العراقية تُعد تعدياً خطيراً على سيادة جمهورية العراق وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والأعراف الدولية وخرقاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن الدولي وعدم احترام لعلاقات حُسن الجوار".

وأكد السُّلمي "استعداد البرلمان العربي للعمل مع مجلس النواب العراقي لحشد التأييد والدعم الإقليمي والدولي لإيقاف الاعتداءات التركية المتكررة على الأراضي العراقية". وطالب "مجلس الأمن الدولي بالتحرك الفوري والعاجل لإيقاف الاعتداءات التركية المتكررة على سيادة جمهورية العراق حفاظاً على الأمن والسّلم في المنطقة".

وكانت الخارجية العراقية قد اعلنت مساء الثلاثاء عن الغاء زيارة كان مقررا ان يوم بها لبغداد غدا الخميس وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وعن استدعاء السفير التركي في البلاد فاتح يلدز لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة وإبلاغه برفض العراق المُؤكّد لما تقوم به بلاده من اعتداءات وانتهاكات لاراضيه.
وقالت الخارجية في بيان تابعته "ايلاف" ان العراق "يرفض رفضاً قاطعاً ويدين بشدة الاعتداء السافر الذي قامت به تركيا بقصف داخل الاراضي العراقيّة في منطقة سيدكان التابعة لمحافظة أربيل في اقليم كردستان العراق بطائرة مُسيَّرة والذي تسبّب باستشهاد ضابطين وجندي من القوات المسلحة العراقية".

وكانت خلية الإعلام الأمني للقوات العراقية قد أعلنت الثلاثاء عن وقوع "اعتداء تركي سافر مِن خلال طائرة مسيرة استهدفت عجلة عسكرية لحرس الحدود في منطقة سيدكان باقليم كردستان الشمالي وتسببت في استشهاد آمر اللواء الثاني حرس حدود المنطقة الأولى وآمر الفوج الثالت / اللواء الثاني وسائق العجلة".