أثار هدم جدار في برج غلاطة الأثري بمطرقة كهربائية حفيظة المغردين الأتراك، وذلك بعد تسريب مقطع فيديو يصور عاملين في البرج الذي يرمم تحت إشراف وزارة الثقافة.

اسطنبول: تعرضت الحكومة التركية إلى موجة نقد الأربعاء عقب نشر فيديو يظهر عمالًا بصدد هدم جدار في برج غلاطة بمطرقة كهربائية، والأخير معلم بارز في اسطنبول شيّد في القرن الرابع عشر. ويظهر الفيديو الذي تم تصويره عبر هاتف جوال ونشرته بلدية اسطنبول، عاملين يحفران الجدار باستعمال مطرقة كهربائية من داخل البرج المغلق منذ عدة أسابيع لإجراء أعمال ترميم بإشراف وزارة الثقافة.

وعلق ماهر بولات، مدير قسم التراث الثقافي في بلدية اسطنبول، بالقول: "هذه الطريقة في العمل خرقاء"، معتبرًا ما جرى "فعلًا همجيًا في أحد أهم المعالم" بالعاصمة الاقتصادية التركية. وأعلنت بلدية اسطنبول التي يرأسها أكرم إمام أوغلو المعارض للرئيس رجب طيب اردوغان، تقديم شكوى.

ردات فعل غاضبة

وأثار الفيديو أيضًا ردات فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار تويتر حيث كان وسم "برج غلاطة" من بين الأكثر تداولًا الأربعاء. وفي إشارة على مدى اتساع نطاق الجدل، اضطرت وزارة الثقافة والسياحة إلى التفاعل لمحاولة احتواء الحادثة.

وقال الوزير نوري آرصوي على تويتر إن "المزاعم حول ’تدمير جدران من برج غلاطة‘ واهية"، وأكد أن الجدران التي هدمت ليست جزءًا من البناء الأصلي و"شيدت في وقت لاحق". وأضاف: "في ما يخص الطرق المستعملة في أشغال الترميم، تم فرض عقوبات" على مسؤولي الورشة.

وكان البرج أطول بناء في المدينة عندما شيده الجنوبيون في عام 1348، وكان يستعمل لمراقبة الحركة البحرية، ثم كمركز مراقبة لتحديد أمكنة الحرائق والإعلام عنها.

وتطل قمة البرج على كامل العاصمة العثمانية سابقًا، وتستقطب عدة سياح لالتقاط صور للبسفور ومنطقة القرن الذهبي. ويفترض أن يعيد المعلم فتح أبوابه للزوار في 15 سبتمبر.