إيلاف من لندن: دعا الأمير الحسن بن طلال راعي ورئيس منتدى الفكر العربي إلى الانتقال من "حرب المعلومات" إلى "سلام المعلومات" وأن تعمل المعلومات من أجل السلم والسلام وليس ضده، ما يمكننا من تحويل التحديات الصعبة إلى فرص.
جاءت دعوة الأمير الحسن بن طلال، في كلمة في ختام أعمال مؤتمر "المواطنة الحاضنة للتنوع في المجال العربي: الإشكالية والحل"، الذي نظمه منتدى الفكر العربي عبر الاتصال المرئي على مدى ثلاثة أيام.
وساهم ما يزيد على (50) مشاركا من عدة دول عربية والمهجر، يمثلون نخبا فكرية وثقافية وإعلامية عربية وقيادات في المجتمع المدني العربي بتقديم أوراق ومداخلات ضمن محاوره، حول الأبعاد القانونية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنة، وكذلك دور التنمية المستدامة والتعليم والثقافة والإعلام.

الشراكة مع الآخر
وقال الأمير الحسن بن طلال في اختتام المؤتمر إن المواطنة التي نريدها هي المواطنة الفاعلة، التي تمثل الشراكة مع "الآخر"، رغم اختلافه الثقافي أو الديني، وتعتبر جزءا من عملية بناء الذات الفردية والمجتمعية.
وأضاف أننا بحاجة إلى وقفة مواجهة ومصارحة في معنى الأخوة العربية والتضامن الإنساني في ما بيننا جميعا على قاعدة المشتركات القيمية الثقافية والحضارية، والعيش المشترك على جغرافيا واحدة نحيا في مساحاتها، ويجعل من الخصوصيات الثقافية رافد إثراء وتعميق للتجربة الحضارية العامة التي نسهم بها معا، ومعينا لنا على إيجاد الحلول للمشكلات والأزمات والتحديات التي نواجهها.
ودعا الأمير الحسن بن طلال، إلى تأسيس مرصد عربي إقليمي، للرصد والمراجعة والبحث وتعزيز المسؤولية الأخلاقية المشتركة ما قد يكون أداة للتنمية والازدهار.
وقال أمين عام منتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور، إن حصيلة مداولات المؤتمر ونتائجه أكدت أهمية تفعيل الروافع الثقافية نحو وعي التحديات، وتعزيز المشتركات الحضارية، وبناء الذات، مشيرا إلى إطلاق وثيقة (نداء عمان) حول المواطنة الحاضنة للتنوع في المجال العربي، التي جاءت في إطار نهج المنتدى بالتجسير ما بين الفكر وصناع القرار، وكذلك الربط بين الفكر والمواطنة.

نداء عمّان
وجاء في هذا النداء "أن المشاركين في المؤتمر يعربون عن التضامن مع لبنان وشعبه في مواجهة المحنة، التي حلت بهذا البلد إثر انفجار مرفأ بيروت يوم 4 من الشهر الحالي، مؤكدين دعوة سمو الأمير الحسن بن طلال في افتتاح المؤتمر على أن لا تترك بيروت (بوابة الشرق ومنارة العرب) تعاني في نكبتها".
واعتبر "نداء عمان" المواطنة هي الركيزة الأساسية في الدولة العصرية التي تقوم على حكم القانون، والتي لا غنى عنها لإحداث الإصلاح والتطور المنشود، ولاسيما من خلال تعزيز الهوية الجامعة والموحدة والمتنوعة والمتعددة، وتأكيد احترام حقوق المجاميع الثقافية، وخصوصا في المجتمعات المتعددة الثقافات والديانات.
ودعا النداء إلى تعزيز تكافؤ الفرص في إطار المواطنة المتساوية وإلغاء مظاهر التمييز والاستعلاء لأسباب دينية أو طائفية أو سلالية أو لغوية أو لأي اعتبار آخر، انطلاقا من المساواة في الكرامة الإنسانية، مما تبشر به الأديان، ويتماشى مع منظومة حقوق الإنسان.
كما دعا "نداء عمان" إلى الانطلاق من القيم الإنسانية والتراث الأصيل والغني لتحقيق الانسجام مع التطور الكوني الدستوري والقانوني المتطلع إلى تحقيق اندماج العالم العربي في الحداثة والعقلانية والقيم الإنسانية المشتركة لبني البشر جميعا، مؤكدا أنه بقدر احترامنا التقدم العالمي وإننا جزء من الحضارة الكونية، فعلينا في الوقت نفسه التمسك بخصوصيتنا، دون انغلاق.

الأمم المتحدة
وأشار البيان إلى الاحتفال بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس الأمم المتحدة، واتخاذ مواقف إيجابية من الحقوق العربية، ولاسيما حقوق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك ضمان الكرامة والحقوق الإنسانية لشعوب اليمن وسوريا والعراق وليبيا.
وشدد النداء على إقامة علاقات متوازنة بين البلدان العربية، واحترام سيادتها ومصالحها المشتركة ومنافعها المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، انطلاقا من رؤية استراتيجية بعيدة المدى.
وفي الختام، أبرز "نداء عمان" أهمية السعي لتعزيز مبادئ المواطنة، وبناء قواعد مشتركة للعيش معا في إطار حكم القانون وسيادته، مع تأكيد حق ممارسة الشعائر الدينية، ووفقا لمبادئ المواطنة المتساوية بما يضمن حق إحياء التراث الثقافي واللغوي لجميع المجموعات الثقافية التي تعيش في دول المنطقة.