إيلاف من لندن: كشف رئيس الوزراء التركي الأسبق ورئيس حزب المستقبل أحمد داوود أوغلو، عن واقعة استعراض سياسي قام بها رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر دافوس في يناير 2009.

وجاء الكشف من سياسي رفيع المستوى بحجم داود أوغلو وهو أحد المنظرين والقادة الدبلوماسيين السياسيين والاقتصاديين في تركيا لعقدين من الزمن، في خطاب ألقاه أمس السبت بولاية قونيا مسقط رأسه، ردا على انتقادات وجهها أردوغان له في وقت سابق، قائلاً "أولئك الذين كانوا في القاعة معنا في دافوس ارتعدوا يوم قلنا لبيريز دقيقة، لكنهم شكلوا الآن حزبًا جديدًا..".

وفي تعليقه على تصريحات أردوغان، قال حليفه السابق داود أوغلو: "للأسف، أردوغان لم يقل الحقيقة في خطابه، كلانا يعرف جيدًا ما جرى في تلك الليلة في دافوس، بعد اختفاء الأضواء.. هو يعلم أنني شخصياً قمت بدبلوماسية الباب الخلفي للاعتذار لشمعون بيريز بصفتي كبير المستشارين حينها، وهذا الاعتذار تم من هاتفي الشخصي، وقد تغير الوضع تماماً في بلدنا ودافوس بعد هذا الاعتذار".

تخوف اردوغان
وقال داود أوغلو في كلام يكشف عنه لأول مرة أن أردوغان كان متخوفا من العواقب التي قد تحدث جراء موقفه الاستعراضي تجاه لإسرئيل، مشيرا إلى أنه عندما كان في منصب وزير الخارجية توسط لتهدئة الأجواء بين الطرفين.

يذكر أن أردوغان الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء تحت ولاية عبدالله غل، كان زعم في تصريح علني بعد عودته من دافوس آنذاك أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قدم الإعتذار له خلال اتصال هاتفي عن الحادث الذي وقع خلال جلسة منتدى دافوس الحوارية.
وإذ ذاك، قال داود أوغلو: "عند عودتنا من دافوس إلى إسطنبول مع الوفد، أنا كتبت الخطاب الذي وجهه أردوغان للشعب، لو كنت قلت إننا احترقنا في دافوس، لكنت انتهيت، وما كان سماني وزيراً للخارجية بعد ذلك الحادث بشهرين".

وتابع: "في تلك الليلة، كنت أقوم بتحركات دبلوماسية بنفسي من وراء الستار من أجل جعل شمعون بيريز يعتذر لتركيا، في الوقت الذي كان البعض في دافوس وتركيا يخافون من تبعات موقف حادثة "one minute"، وهو نفسه (أردوغان) يعرف جيدا أن الاعتذار الإسرائيلي لتركيا جاء بعد حديثي الهاتفي شخصيا مع المسؤولين الإسرائيليين".

السياسة الخارجية
وانتقد في خطابه يوم السبت، السياسة الخارجية الحالية للرئيس التركي قائلاً "لدينا الحق أيضا في طرح أسئلة حول السياسة الخارجية الحالية، لم يتم الرد على أسئلة أقارب شهداء إدلب حتى الآن، لماذا تم إرسال هؤلاء الجنود إلى هناك دون تغطية جوية، ما الداعي لذهابكم إلى موسكو، بينما كان موقف روسيا من هذه الهجمات معروفاً، وهي أي روسيا مسؤولة عن الممر الجوي في المنطقة".

وقتل أكثر من 30 جندياً تركياً، وجرح العشرات، إثر غارات جوية شنتها مقاتلات حربية تتبع لنظام الأسد، في فبراير الماضي، ضد مواقع للجيش التركي في محافظة إدلب.

صهر أردوغان
أما فيما يتعلق بتراجع سعر صرف الليرة التركية، فانتقد داوود أوغلو، وزير الخزانة والمالية وصهر أردوغان "بيرات ألبيرق"، وإدارة الأزمة الراهنة لاسيما تصريحات "ألبيرق" الأخيرة بأن الحكومة ووزارته تبني "اقتصاداً وطنياً مستقلاً"، وعلق قائلاً "تمضي وقتك (البيرق) في إدارة حملات على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من إدارة الاقتصاد، لذلك أتت النتائج مأساوية.."

وأضاف "تجاوز التضخم 70 في المائة (عام 2001)، وارتفعت أسعار الفائدة بشكل كبير إلى 7500 في المائة، وحدث انخفاض بنسبة 60 في المائة، وفشل نظام المدفوعات لمدة أسبوع تقريباً، وتم إلغاء النظام المصرفي، وفقد ملايين الأشخاص وظائفهم، وأغلق عشرات الآلاف من التجار والشركات مصالحهم".
كما اعتبر داود أوغلو أن البلاد أصبحت سيئة السمعة في جميع أنحاء العالم ببحثها عن المال، وأصبحت الليرة التركية مفلسة.