كابول: تعطلت المحادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان على خلفية عدم استكمال الإفراج عن مئات المتمردين بعد معارضة بعض الحكومات الأجنبية للخطوة، وفق ما أفاد مسؤولون الاثنين، ما يهدد مصير مفاوضات السلام.

وكان من المزمع بدء المفاوضات خلال أيام بعد موافقة "المجلس الكبير" (اللويا جيرغا) الذي يضم آلاف الوجهاء والسياسيين وزعماء القبائل، في 9 أغسطس على مبدأ إطلاق سراح السجناء الـ400 الذين تورط كثير منهم في هجمات دامية.

وأطلقت السلطات الأفغانية سراح 80 من هؤلاء الخميس، لكنها أوقفت مسار الإفراج منذ ذلك الحين.

وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي الأفغاني لوكالة فرانس برس الاثنين إن "لا خطط للإفراج عن أي سجين اليوم أيضا".

من جهته، قال غلام فاروق مجروح، عضو فريق التفاوض الحكومي، لفرانس برس إن التأجيل "له علاقة بمخاوف بعض الدول حول بعض الأسماء على القائمة".

وأفاد مسؤول آخر في مجلس الأمن القومي أن "شركاء دوليين لديهم تحفظات" عن الإفراج عن السجناء.

ولم يحدد المسؤولون الثلاثة الدول المعنية، لكن باريس وكانبيرا عبرتا عن اعتراضهما على الإفراج عن متمردين متهمين بقتل مواطنين وجنود فرنسيين وأستراليين.

وقتلت بيتينا غواسلارد، الموظفة الفرنسية في وكالة اللاجئين الأممية، بأيدي مقاتلين من طالبان عام 2003، وقتل جندي أفغاني سابق خمسة عسكريين فرنسيين وجرح 13 آخرين في ولاية كابيسا عام 2012.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية السبت إن باريس "تعارض بشدة إطلاق سراح أشخاص محكومين لارتكابهم جرائم ضدّ رعايا فرنسيين، وخاصة ضدّ جنود وعاملين في المجال الإنساني عملوا بإخلاص إلى جانب شركائنا الأفغان لتقديم المساعدة والأمن للمحتاجين".

وأضاف البيان "طلبنا من السلطات الأفغانية عدم المضي قدماً في إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين".

وكشف رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الأسبوع الماضي أنه مارس ضغوطا للحؤول دون الإفراج عن جندي أفغاني سابق انشق وقتل ثلاثة جنود أستراليين.

وحذر الرئيس الأفغاني نفسه أشرف غني من أن السجناء الـ400 يمثلون "خطرا على العالم".

وأعلنت طالبان استعدادها لبدء محادثات السلام "في غضون أسبوع" بعد إطلاق سراح السجناء المعنيين، وحمّلت كابول مسؤولية تأجيلها.

وقال المتحدث السياسي باسم طالبان سهيل شاهين لفرانس برس إن "المسألة عالقة لأن الطرف المقابل لم يفرج عن السجناء المتبقين رغم الوعود".

وإطلاق سراح هؤلاء جزء من صفقة تبادل أكبر اتفقت عليها طالبان وواشنطن في فبراير كشرط مسبق لإطلاق محادثات سلام.

ومارست واشنطن ضغوطا للإفراج عن السجناء.