بانكوك: اعتقلت الشرطة التايلاندية الخميس مزيدا من النشطاء البارزين لدورهم في الحركة الشبابية المؤيدة للديموقراطية في المملكة، التي تطالب بتغيير حكومي شامل وكسرت المحرمات بالدعوة لإصلاح النظام الملكي.

وتشهد تايلاند تظاهرات شبه يومية منذ أكثر من شهر، وشارك نحو 20 ألف شخص في احتجاجات خرجت نهاية الأسبوع للتعبير عن غضبهم إزاء الحكومة التي يهيمن عليها الجيش، ودعوا لنقاش بشأن دور العائلة الملكية.

والليلة الماضية اعتقلت الشرطة ثلاثة نشطاء بارزين، واعتقلت صباح الخميس خمسة آخرين، بينهم اثنان من نجوم موسيقى الراب المعروفين، ليرتفع إجمالي عدد المعتقلين إلى 11 شخصا.

وصدرت أربع مذكرات توقيف أخرى، حسبما أعلنت الشرطة للصحافيين الخميس.

والموقوفون كانوا "جميعا انضموا للتظاهرة في 18 تموز/يوليو" بحسب كارون هوساكول النائب عن حزب بيوتاي المعارض، في إشارة إلى تظاهرة في بانكوك أطلقت شرارة الاحتجاجات.

ويواجه الموقوفون ثمانية اتهامات، بينها التحريض على الفتنة، بحسب النائب.

وأطلق سراح الجميع بكفالة في وقت لاحق.

والناشط ديشاتورن بامرونغوانغ من فرقة "راد" الموسيقية وثانايوت نا ايوتايا المعروف باسم "ايلفنفينغر"، قدما أداء موسيقيا على المسرح خلال التظاهرة.

وإحدى اغنيات الفرقة التي تحمل عنوان "ما الذي تمتلكه بلادي؟"وتدين القمع العسكري، شاهدها أكثر من 87 مليون شخص منذ إطلاقها قبيل انتخابات العام الماضي.

وفاز في الانتخابات القائد السابق للجيش مدبر انقلاب 2014 برايوت تشان-أو-تشا.

لكن المتظاهرين يقولون إن الانتخابات كانت منحازة لمصلحته بفضل دستور صاغه الجيش في 2017.

ويطالبون بحل البرلمان وإعادة صياغة الدستور.

وجاءت الاعتقالات الخميس غداة إعادة توقيف المحامي المختص بقضايا حقوق الانسان آنون نومبا مساء الأربعاء، لمشاركته في تظاهرة أخرى في 3 آب/أغسطس.

وكان أحد أوائل النشطاء الذي تحدثوا صراحة عن إصلاح الملكية.

وتطالب الحركة بشفافية أكبر للحسابات المالية للقصر، وبإلغاء قانون مثير للجدل يمنع التعرض للملكية ويحمل عقوبة السجن مدة تصل 15 عاما.

ويتمتع الملك ماها فاجيرالونكورن بنفوذ كبير، ويدعمه الجيش الموالي للملكية وعائلات البلاد الثرية.

ومنذ توليه العرش في 2016 أدخل تعديلات غير مسبوقة على المؤسسة، ومنها السيطرة المباشرة على ثروات القصر المقدرة بنحو 60 مليار دولار.

وانضم العديد من الطلاب الثانويين التايلانديين إلى الحراك المطالب بالديموقراطية، وربطوا أشرطة بيضاء على شعورهم وحقائبهم تضامنا مع القضية.

وحتى الآن لم يتم توجيه الاتهام لأي من النشطاء بموجب القوانين التي تحظر التعرض للملكية. لكن إهاناتهم للملكية دفعت مؤيدي الملكية لتنظيم تجمّعات مضادة.

لماذا الآن

وبدأت مشاعر الاستياء بالتصاعد في شباط/فبراير عندما مُنع قادة حزب معارض صغير يحظى بشعبية في أوساط شريحة الشباب من المشاركة في الانتخابات.

ويقول العديد من المتظاهرين إن قرار منع "حزب المستقبل إلى الأمام" خلفه دوافع سياسية.

وكشفت أزمة فيروس كورونا المستجد التي أنهكت الاقتصاد، عن الهوة بين أصحاب المليارات والفقراء.

في حزيران/يونيو اختفى اثر الناشط البارز وانشاليارم ستاساكسيت، الذي كان يقيم في المنفى في كمبوديا المجاورة.

وأثار الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ضجة بشأن قضيته على تويتر.

وانتقلت الحملة الالكترونية إلى أرض الواقع في منتصف تموز/يوليو وبدأت موجة الاحتجاجات مع مشاركة نحو 20 ألف شخص في أكبر تظاهرة حتى الآن في نهاية الأسبوع الماضي.