إيلاف من لندن: أكد العراق والولايات المتحدة التزامهما بتنسيق أمني مشترك لبناء قدرات الجيش العراقي ومواجهة التهديدات لمصالحهما المشتركة والعمل معاً لبناء عراق مزدهر يعمل كقوة معززة للاستقرار في الشرق الأوسط .

وقال بيان مشترك صادر عن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الأميركي دونالد ترمب ان "الشراكة الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة مبنية على رغبة مشتركة في تحقيق الأمن والازدهار".وأضاف البيان "معاً تمكّن التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة والقوات الأمنية العراقية من تدمير داعش وخلافتها، ونحن مستمرون بالتنسيق لأجل التأكد من أن داعش لن تشكل تهديداً للعراق أو أي بلد آخر".

فيديو استقبال الرئيس ترمب للكاظمي في البيت الأبيض

وقال "إننا نؤكد مجدداً إلتزامنا طويل الأمد بالتنسيق الأمني الثنائي لأجل بناء قدرات الجيش العراقي ولأجل مواجهة التهديدات لمصالحنا المشتركة". وبين ان "تعاوننا الأمني يضع أساسا لتوسيع جهود التعاون في المجالات الاقتصادية، والإنسانية، والسياسية، والثقافية".

واشار البيان المشترك الى ان "جائحة كوفيد-19 قد أكدت أهمية العمل معاً لبناء عراق مزدهر ومستقر، يتمكن من توفير فرص العمل والخدمات للشعب العراقي وأن يعمل كقوة معززة للاستقرار في الشرق الأوسط".

مرحلة جديدة من التعاون

واعتبر الكاظمي لقاءه مع الرئيس ترمب مثمراً، وقال في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "انهيت لقاءً مثمراً مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. سننتقل إلى مرحلة جديدة من التعاون لدحر بقايا تنظيم داعش تعزيز شراكتنا الاقتصادية. نشكر الرئيس ترمب وأصدقاءنا الأميركيين لمساعدتنا في حربنا ضد الارهاب".

وعقد الكاظمي مساء الخميس اجتماعا في البيت الابيض مع ترمب قال مكتبه في بيان انهما بحثا خلاله تعزيز العلاقات بين البلدين والأوضاع التي تشهدها المنطقة، والتحديات العديدة التي يواجهها العراق حيث اثنى المسؤول العراقي على "مواقف الولايات المتحدة الأميركية ومساندتها للعراق في حربه ضد تنظيم داعش، ومساعدتها له في إسقاط النظام السابق".

واشار الكاظمي الى أن "حكومته تتطلع الى بناء علاقات شراكة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، تقوم على أساس المرتكز الاقتصادي والمصالح المشتركة من أجل مستقبل أفضل للعراق وللشعب العراقي، ورحب بالشركات الاستثمارية الأميركية في العراق". وشدد على "عدم السماح لأي تهديد للعراق من أية دولة، كما أكد رفضه لأن يكون العراق منطلقا لتهديد أي من جيرانه، مستشهدا بما جاء في الدستور العراقي".

مسار دبلوماسي

وأشار الكاظمي الى "المسار الدبلوماسي الذي اعتمده العراق في التعامل مع التجاوزات التركية على الأراضي العراقية، وأكد وجود حوار مع تركيا لتصحيح الوضع الحالي، معربا عن أمله بحل هذه المشكلة قريبا، كونها تتعلق بسيادة العراق، وعلى تركيا تفهّم ظروف العراق الحالية".

ومن جانبه رحب الرئيس ترمب بالكاظمي "وأكد استمرار دعم الولايات المتحدة للعراق وبيّن أن العراق بلد مستقل وذو سيادة، وتربطنا به علاقات جيدة، ونحن مستعدون لتقديم كل أشكال العون له، وأشار الى تطور مسار العلاقات بين البلدين مع مجيء السيد الكاظمي، وبما سينعكس على مستقبل أفضل للعراق" كما نقل عنه البيان.

واضاف ان الكاظمي وترامب ترأسا الاجتماع الموسع للوفدين العراقي والأميركي حيث جرى "بحث التعاون الأمني وبدء مرحلة جديدة من هذا التعاون فيما يخص التدريب والتسليح للقوات الأمنية، إضافة الى استمرار التعاون".

وخلال لقاء ترمب مع الكاظمي مساء الخميس فقد اشار إن القوات الأميركية موجودة في العراق لمواجهة أي تحرك إيراني محتمل .. مضيفا ان "الولايات المتحدة لديها عدد محدود من القوات في العراق ونتطلع إلى اليوم الذي تنتهي فيه الحاجة لبقاء جنودنا هناك".

نُضرب فنضرب

وحول الهجمات المتكررة ضد المصالح الأميركية في العراق قال ترمب "في لحظة ما من الواضح أننا سنغادر العراق، نتعامل مع الهجمات بسهولة، لا أحد يمتلك الأسلحة التي نمتلكها، عندما يضربنا أحدهم نضربه بقوة". وأكد أن "القوات الأميركية ستغادر العراق في حال تمكنت البلاد من الدفاع عن نفسها".

واشار الى ان الولايات المتحدة طورت علاقة مع هذا الرجل (الكاظمي) وسيكون قويا بالنسبة للعراق.

وشهدت واشنطن الثلاثاء الماضي انعقاد الجلسة الثانية من الحوار العراقي الاميركي الاستراتيجي الذي بدأ في بغداد في حزيران يونيو الماضي عندما أعلنت إدارة ترمب أنها ستخفض وجودها العسكري في العراق في الأشهر المقبلة .