قالت سفيتلانا تيخانوفسكايا إن البيلاروسيين لن يقبلوا القيادة الحالية مرة أخرى ولن يغفروا ما رأوه من عنف، ودعت إلى انتخابات جديدة، رافضة الإفصاح عن السبب الحقيقي لمغادرتها بلادها إلى ليتوانيا.

فيلنيوس: أعربت سفيتلانا تيخانوفسكايا، زعيمة المعارضة في بيلاروسيا، الجمعة عن تحديها للسلطات عقب فتح حكومة الرئيس ألكسندر لوكاشنكو تحقيقاً جنائياً في محاولات لـ "الاستيلاء على السلطة". وفي أول تعليق علني منذ فرارها إلى ليتوانيا، قالت تيخانوفسكايا إن البيلاروسيين "لن يقبلوا القيادة الحالية مرة أخرى على الإطلاق"، بعد حملة القمع التي شنتها السلطات ضد المتظاهرين في أعقاب انتخابات 9 أغسطس الرئاسية. وقالت إن الشعب في بيلاروسيا "لن يغفر أبداً ولن ينسى العنف الذي عاناه".

حاجة إلى التغيير

تيخانوفسكايا الوافدة حديثاً الى عالم السياسة والتي لم تقدم ترشيحها إلا بعد القبض على زوجها المدوّن قبل الانتخابات، قالت للصحافيين إنها تحب وطنها وتخطط للعودة "عندما أشعر بالأمان هناك". أضافت: "يجب أن يكون واضحاً للرئيس أن هناك حاجة للتغيير. آمل أن يتم سماع صوت الناس وأن تكون هناك انتخابات جديدة"، رافضة التعليق على ما إذا كانت ستترشح في حال تحقق هذا الأمر.

كما رفضت تيخانوفسكايا التي بدت متوترة، الإجابة عن أسئلة حول سلامتها الشخصية أو ما الذي دفعها لمغادرة بيلاروسيا في أعقاب الانتخابات. وأجابت بالإنكليزية: "بالنسبة إلى التهديدات، لا أعتقد أنني أود مناقشة هذا السؤال الآن، كل شخص في بلدنا يشعر بالخوف الآن، لكن مهمتنا تخطي كل مخاوفنا والمضي قدماً".

وقال أنصارها وكذلك الحكومة الليتوانية إنه لم يكن أمامها خيار سوى المغادرة بعد تعرضها لضغوط شديدة من السلطات خلال اجتماع في لجنة الانتخابات المركزية في مينسك.

خوف وأكاذيب

ساهمت حملة تيخانوفسكايا في إثارة احتجاجات جماهيرية غير مسبوقة ضد حكم لوكاشنكو الذي استمر 26 عاماً في الجمهورية السوفياتية السابقة. وفاز الرجل القوي في البلاد بولاية رئاسية سادسة حاصداً 80 في المئة من الاصوات.

ورفض الاتحاد الأوروبي إعادة انتخاب لوكاشنكو، وهو الآن يخطط لفرض عقوبات على من يعتبرهم مسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين. وقال لوكاشنكو الجمعة إنه يعتزم حل الأزمة السياسية "في الأيام المقبلة".

كما اتهم الولايات المتحدة بـ "توجيه" المتظاهرين المعارضين من أجل إنشاء منطقة عازلة بين روسيا من جهة وبيلاروسيا ودول البلطيق الثلاث وأوكرانيا من جهة أخرى.

ورداً على سؤال حول الدعم الروسي للوكاشنكو، قالت تيخانوفسكايا: "أدعو جميع دول العالم الى احترام سيادة جمهورية بيلاروسيا، لا نريد أن نعيش وسط الخوف والأكاذيب بعد الآن"، داعية العمال المضربين إلى التواصل مع مجلس التنسيق الذي أسسته لتنظيم الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية.

وأشارت الى أن "تشكيل مجلس التنسيق يهدف الى التفاوض على تسليم سلمي للسلطة".

اتهامات بالترهيب

فتحت بيلاروسيا الخميس تحقيقاً جنائياً في تشكيل مجلس التنسيق الذي اعتبرته محاولة غير دستورية للإطاحة بلوكاشنكو.

واستُقبل المحامي مكسيم زناك العضو في المجلس بالهتافات المرحبة من قبل مناصريه عندما وصل لحضور جلسة استجواب في مقر لجنة التحقيق في مينسك.

وطالب الاتحاد الأوروبي الجمعة بيلاروسيا بوقف التحقيق، متهماً حكومة لوكاشنكو بممارسة "الترهيب".

وقالت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم مفوضية العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في بيان إن "مجلس التنسيق الذي يتألف من ممثلين لمناطق مختلفة من المجتمع البيلاروسي، طلب اجراء حوار مع السلطات وردت السلطات بفتح قضية جنائية". وأضافت أنه بذلك "عادت سلطات بيلاروسيا إلى الترهيب على أسس سياسية".

وطالبت السلطات البيلاروسية بـ "وقف التحقيق الجنائي والدخول في حوار بدلًا من ذلك بهدف التحرك نحو مخرج سلمي من الازمة الحالية".

وقالت الأمم المتحدة الجمعة إنها "تشعر بقلق بالغ" حيال استمرار احتجاز نحو 100 شخص في بيلاروسيا على خلفية الاحتجاجات، رغم إطلاق سراح عدة آلاف آخرين. وقالت إليزابيث ثروسيل، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: "ندعو السلطات في بيلاروسيا الى الإفراج الفوري عن جميع الذين تم اعتقالهم بشكل غير قانوني أو تعسفي".