انتشرت رائحة الدخان سان فرانسيسكو ومناطق أخرى لليوم الثالث على التوالي، وطلبت السلطات من السكان البقاء في المنازل، بسبب تلوث الهواء بسبب الحرائق الكبيرة في المنطقة.

لوس أنجليس: غطت سحب من الدخان الكثيف مناطق واسعة من وسط كاليفورنيا وشمالها الجمعة في حين غادر المزيد من السكان منازلهم هربًا من أكبر الحرائق في تاريخ الولاية. وأتى أحد أضخم الحرائق المشتعلة في قطاع "إل إن يو لاينتنينغ كومبلكس"، حتّى الجمعة على ما يقرب من تسعين ألف هكتار من المساحات الخضراء، متسببة بمقتل 6 أشخاص على الأقل وتدمير ما يقرب من 500 مبنى، فيما أجبر عشرات الآلاف من السكان على إخلاء منازلهم.

الحريق العاشر
بحلول منتصف الجمعة، تم احتواء الحريق الذي اندلع الاثنين وهو الآن العاشر بين أكبر الحرائق في تاريخ الولاية، بنسبة سبعة في المئة فقط. ويهدّد هذا الحريق على وجه الخصوص كروم العنب في مقاطعتي نابا وسونوما المشهورتين بإنتاج النبيذ واللتين شهدتا في السنوات الأخيرة حرائق مماثلة. وقال مسؤولون إن هناك خمس وفيات مرتبطة بالحرائق الأخيرة التي أشعلتها أكثر من 12 ألف ضربة برق. وجرى انتشال أربع جثث الخميس من بينها ثلاث من منزل محترق في منطقة ريفية في منطقة نابا.

وقال عناصر إطفاء إن شرارات البرق أشعلت 560 حريقًا الأسبوع الماضي وأكبرها حرائق مجمعات "إل ان يو" و"إس سي يو" و"سي وزي يو" في منطقة "باي إيريا".

وأوضح دانيال بيرلانت، نائب مدير إدارة هيئة الإطفاء في كاليفورنيا، إنه رغم أن عناصر الإطفاء أحرزوا تقدمًا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، فإن درجات الحرارة المرتفعة جدًا والجفاف لا تساعدان. أضاف: "رغم أنه من المتوقع انخفاض درجات الحرارة قليلًا في عطلة نهاية الأسبوع، هناك احتمال لحدوث مزيد من ضربات البرق الجاف في وقت مبكر من مساء الأحد، ويمكن أن نشهد مرة جديدة عاصفة رعدية ما يجعلنا نبقى في حالة تأهب قصوى".

وتم إجلاء حوالى 119 ألف شخص، ويكافح كثر للعثور على مأوى إذ يترددون في الذهاب إلى المراكز التي أنشأتها السلطات بسبب الأخطار المرتبطة بفيروس كورونا.

واختار البعض في مقاطعتي سان ماتيو وسانتا كروز، في جنوب سان فرانسيسكو، النوم في مقطورات في مواقف السيارات أو على الشواطئ على طول المحيط الهادئ. وقد طلب من السياح في مقاطعة سانتا كروز المغادرة لتوفير أماكن إقامة للأشخاص الهاربين من الحرائق.

سماء ضبابية

قال حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم لوسائل إعلام الجمعة إن معظم الحرائق مشتعلة في مناطق غير مأهولة بالسكان وقد أتت في المجموع على 771 ألف فدان، وهي منطقة بحجم ولاية رود آيلاند. كما تراجع عن انتقاده للرئيس دونالد ترمب الخميس.

وكان نيوسوم استهدف الرئيس الأميركي في خطاب مسجل مسبقًا أمام المؤتمر الوطني الديموقراطي، قائلًا إن ترمب هدد بسحب التمويل المخصص لمكافحة الحرائق في كاليفورنيا بسبب مزاعم بشأن سوء إدارة الغابات. وقال: "كان الرئيس يستجيب دائمًا بسرعة بعد كل مكالمة هاتفية بيننا، وكان يستجيب بشكل إيجابي في كل مرة تقريبًا (...) عندما يتعلق الأمر بحرائق الغابات هذه".

أضاف: "قد يدلي بتصريحات علنية، لكن علاقة العمل الخاصة كانت فعالة جدًا".

المتوقع أن تقدم المزيد من الولايات المساعدة. في غضون ذلك، انتشرت رائحة الدخان سان فرانسيسكو ومناطق أخرى لليوم الثالث على التوالي، وقد طلبت السلطات من السكان البقاء في المنازل.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية "العديد من الحرائق هي حول منطقة الخليج والساحل الأوسط، لذلك ستبقى السماء ضبابية ومغطاة بسحب الدخان، أقله على المدى القصير". وأصدرت السلطات في منطقة باي إيريا التي تضم سبع مقاطعات تنبيها بشأن جودة الهواء وهو سار حتى الأحد.