لا تتأخر الكويت يوماً في دعم كل جهد دولي لمد يد العون للبنان. وتمثل صوامع القمح التي دمرت في مرفأ بيروت عنواناً جديداً لهذا الدعم، حيث أعلن سفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي أن بلاده ستعيد بناءها على نفقتها.

إيلاف من بيروت: أعلن سفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي أن بلاده تتطلع إلى إعادة بناء اهراءات القمح في مرفأ بيروت” التي دمرها انفجار هائل في الرابع من أغسطس الجاري.

وقال القناعي إن إعادة بناء صوامع الحبوب هذه ينبع من رغبة الكويت في أن تظل الاهراءات عنوانًا شامخًا للأخوة ولكيفية إدارة العلاقات بين البلدين الشقيقين: يحترم أحدهما الآخر ويشعر الأخ بأخيه”.

ولا تتأخر الكويت يوماً في دعم كل جهد دولي لمد يد العون للبنان. وتمثل صوامع القمح التي دمرت في مرفأ بيروت عنواناً جديداً لهذا الدعم. وكشف القناعي في حديث إذاعي إلى أن الكويت ارتأت “أن أفضل طريقة وأنسب مجال للبدء بالمساعدات المادية هو إعادة بناء الإهراءات التي توفر المخزون الاستراتيجي من القمح للبنان الشقيق”.

تاريخ الاهراءات

بُنِيت اهراءات القمح في مرفأ بيروت، في أواخر الستينيات من القرن الماضي في عهد الرئيس شارل حلو، بهبة من دولة الكويت. وقد دشنتْ سنة 1970، وحضر افتتاحها أمير الكويت حينها، الشيخ صباح السالم الصباح.

وقال القناعي إن اهراءات القمح في بيروت بنيت في العام 1969 بقرض من الكويت، وبالتحديد من الصندوق الكويتي للتنمية، ولذلك “ارتأينا الإعلان عن إعادة بناء الاهراءات لتستمر بتوفير المخزون الاستراتيجي من القمح للشعب اللبناني”.

وشيّد الاهراءات مجموعة من المهندسين التشيك يعملون لصالح شركة Prumastav، وبلغت طاقتها التخزينية نحو 120 ألف طن من الحبوب. وكلّفت الصوامع بدولارات ذاك الزمان 2.5 مليون دولار، وبلغ ارتفاعها 63 متراً، وهي تتألف من 42 صومعة اسطوانية، بقطر داخلي 8.5 امتار، وسماكة الجدران 17 سنتم، والارتفاع 48 متراً.

اهراءات القمح في مرفأ بيروت عند تدشينها في السبعينيات من القرن الماضي

إلى ذلك أعلن القناعي، عميد السلك الديبلوماسي العربي في لبنان، أن “الكويت وبمبادرة ذاتية انشأت جسراً جوياً إلى لبنان، وكذلك شاركت في المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمساعدة لبنان، والتزمت فيه بنحو 41 مليون دولار لمساعدة لبنان، منها 30 مليون دولار كالتزامات مسبقة و11 مليون دولار هي المساعدات الإغاثية والعلاجية والغذائية”.

وكشف القناعي إنه “لإعادة بناء ما تهدم في هذه الكارثة، سواء الميناء أو المناطق المتضررة، سيكون هناك مؤتمر دولي من خلال الأمم المتحدة حسبما أعلن، لحصر قيمة الأضرار وكيفية تدخل أو قيام الدول بتقديم ما يمكن لإصلاح الأضرار سواء في الميناء أو غيره”.

18 طائرة ودعم غير محدود

وحول التوجه الكويتي حيال لبنان، قال: “بمجرد أن سمعنا نبأ الكارثة التي حلت بلبنان الشقيق، وجه سمو نائب الأمير تعليماته وارشاداته السامية بضرورة الوقوف إلى جانب لبنان وتقديم كل دعم ومساعدة ممكنة، وبالفعل أنشأنا جسراً جوياً منذ اللحظة الأولى، وكانت أول طائرة تنقل مساعدات طبية وإغاثية واستشفائية وغذائية من الكويت، وحتى الآن لدينا 18 طائرة نقلت حوالى 800 طن من المساعدات، وستتواصل المساعدات قدر الإمكان، لكي نخفف عن هذا الشعب الشقيق محنته، والكارثة التي ألمت به”.

وتوجه القناعي إلى اللبنانيين بالقول: “وجع لبنان هو وجع كل كويتي وكويتية، وننقل تعازينا وتعازي الحكومة والشعب الكويتي إلى لبنان الشقيق، بضحايا هذا الانفجار الشنيع. ونتمنى للجرحى سرعة الشفاء، ونقول لكم: الكويت إلى جانبكم دائما وأبدا”.