ايلاف من الرباط: أجمعت آراء عشاق كرة القدم ووجهات نظر المحللين والنقاد عبر العالم على الدور المؤثر والحاسم للحارس المغربي ياسين بونو في قيادة ناديه "إف سي إشبيلية الإسباني" للفوز بالدوري الأوروبي لكرة القدم، عقب تخطيه إنتر ميلان الإيطالي، أمس، في لقاء النهائي الذي احتضنه ملعب راين إينرجي ستاديوم بألمانيا، بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

وتألق بونو بشكل لافت وحاسم رفقة الفريق الإسباني، خصوصا في آخر ثلاث مقابلات فاصلة خاضها الفريق ضد كل من وولفرهامبتون واندرز الإنجليزي في الدور ربع النهائي، ومانشستر يونايتد الإنجليزي في الدور نصف النهائي، ثم إنتر ميلانو الإيطالي في الدور النهائي.

ويعد بونو، رفقة مواطنه يوسف النصيري، أول ثنائي عربي يتوج بهذه البطولة، التي فاز بها "إف سي إشبيلية" للمرة السادسة في تاريخه.

تألق مبكر
ولد بونو بمونريال الكندية، في 5 أبريل 1991. وتدرج في مختلف الفئات السنية لفريق الوداد البيضاوي والمنتخب المغربي، حيث تنبأ له المتتبعون بمستقبل كبير في مركزه، مشيرين إلى أن مؤهلاته يمكن أن تسعفه في إعادة كتابة قصة نجاح حارس مغربي آخر، سابق، هو بادو الزاكي، الذي لعب لمايوركا الإسباني، ما بين 1987 و1992، وبصم معه على أداء ملفت جعله من كبار حراس مرمى (لا ليغا)، بعد أن سطع نجمه رفقة الوداد الرياضي والمنتخب المغربي الذي نال احترام العالم في مونديال مكسيكو 1986. ومن حسن الصدف أن بادو الزاكي، الذي سيتقلد، بعد اعتزاله اللعب، مهمة التدريب، في الوداد الرياضي والمنتخب المغربي، لاحقا، سيضع ثقته في الحارس الشاب، متنبئاً له، في عدد من تصريحاته، بمستقبل واعد، لذلك سارع إلى المناداة عليه لتعزيز صفوف المنتخب المغربي، حين تولى تدريب "أسود الأطلس".

شارك بونو رفقة فريق الوداد الرياضي في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا ضد الترجي التونسي في 2011، كما خاض أول لقاء رسمي رفقة المنتخب الأول للمغرب ضد منتخب بوركينا فاصو في 2013، تحت قيادة المدرب رشيد الطاوسي، بعد أن كان قد انتقل، في 2012، إلى أتلتيكو مدريد، الذي سيعيره في 2014 إلى فريق سرقسطة بالقسم الثاني، وينتقل، بعد موسمين، إلى جيرونا الذي حقق معه الصعود إلى قسم الأضواء، ليواصل مسيرة التألق ويلفت إليه أنظار المتتبعين وعشاق المستديرة، قبل أن ينتقل إلى صفوف "إف سي إشبيلية".

مميزات
يجمع بونو بين عدد من المزايا التي تؤهله ليكون أكثر حضوراً وتألقاً: لياقة بدنية عالية وقامة طويلة (1.90 م)، مع قدرة على اللعب بالرجلين، في ظل تمركز جيد في مربع العمليات وقراءة جيدة للملعب، علاوة على شخصية قوية تمكنه من توجيه الدفاع، يساعده في ذلك تكوين متدرج في أكبر النوادي واحتكاكه بأسماء كبيرة في حراسة المرمى، سواء في صفوف الوداد المغربي، الذي شهد تألق الحارس الدولي بادو الزاكي، وبعده نادر المياغري، أو في صفوف الفرق الإسبانية التي جاورها، خصوصاً أتليتيكو مدريد حيث جاور الحارس البلجيكي كورتوا؛ أضف إلى ذلك أن سنه تسمح له بالاستمرار في الملاعب لمزيد من السنوات، الشيء الذي سيوفر له هامشاً لمزيد من النضج واكتمال التجربة.

كما يحسب لبونو أن مميزاته لا تقتصر على حراسة المرمى، حيث يعرف بشخصيته الهادئة وحرصه على روح الفريق واحترام قرارات واختيارات مدربيه، سواء في الفرق التي لعب لها أو المنتخب المغربي الذي تعاقب عليه نحو خمسة مدربين، بداية من البلجيكي إيريك غيريتس، وصولاً إلى الفرنسي هيرفي رونار ثم البوسني وحيد هليلهودزيتش، مروراً بالمغربيين رشيد الطاوسي وبادو الزاكي، الشيء الذي أكسبه تعاطف وتقدير الجماهير والمسؤولين والمهتمين بكرة القدم في المغرب، وكذا مسؤولي وجماهير مختلف الأندية التي جاورها في إسبانيا، ومن ذلك شهادة لأوزبيو سكريستان، مدربه في فريقه السابق جيرونا، يقول فيها: "إنه لاعب ذو عقلية إيجابية للغاية، وحياته اليومية مثالية، ليس فقط كحارس مرمى رائع، بل هو رفيق عظيم، أيضاً".