واشنطن: سيسعى الرئيس دونالد ترمب إلى إنعاش آماله في إعادة انتخابه هذا الأسبوع خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي ينعقد في العالم الافتراضي إلى حد كبير، متحدياً الضرر الذي خلفه فيروس كورونا والمشكلات الاقتصادية والاحتجاجات ضد العنصرية واستطلاعات الرأي التي تشير إلى أن معركته ستكون شاقة.

سعى ترمب وكبار مساعديه خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى إضفاء مزيد من التفاؤل على المؤتمر بينما يستعد للتوجه الاثنين إلى ولاية كارولاينا الشمالية للافتتاح الرسمي للحدث الذي يستمر أربعة أيام.

وقال الرئيس لشبكة فوكس نيوز: "أعتقد أننا سنرى شيئًا إيجابيًا وإيجابيًا للغاية، هذا ما أرغب أن يكون عليه الأمر".

لقد سعى إلى رسم صورة مناقضة للمؤتمر الديموقراطي الذي انتهى لتوه والذي وصفه بأنه "الأحلك والأكثر غضبًا وكآبة" في التاريخ.

وبالمثل، يأمل الجمهوريون في الحصول على دفعة من إعلان ترمب المزمع يوم الأحد بشأن إحراز تقدم في مكافحة وباء كوفيد-19 الذي أودى بأكثر من 175 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد، فيما تعطي استطلاعات الرأي الديموقراطي جو بايدن تقدمًا بفارق ثمان إلى عشر نقاط عن مرشحهم.

خطباء استفزازيون

ويبدو أن المؤتمر المقبل يتمحور حول ترمب - حيث سيظهر الرئيس، على نحو غير معتاد، في كل يوم من الأيام الأربعة - مع بعض المتحدثين الذين يُنظر إليهم على أنهم يتقصدون انتهاج أسلوب استفزازي.

ويتضمن الجدول المقرر زوجين من ميسوري شهرا مسدساً وبندقية في وجه متظاهرين مناهضين للعنصرية عبروا أمام منزلهم الثري في حزيران/يونيو - وهي صورة انتشرت بسرعة وعلى نطاق واسع.

ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية مايك بومبيو خطابا الثلاثاء لدعم ترمب خلال زيارة رسمية لإسرائيل.

سيكون مثل هذا التدخل السياسي المباشر من قبل وزير الخارجية أثناء وجوده في الخارج أمرًا غير معتاد إلى حد كبير.

علاوة على ذلك، يخطط الرئيس لإلقاء خطاب قبوله الترشيح الخميس من حديقة البيت الأبيض، متجاهلًا الانتقادات بشأن استخدام المقر الرئاسي لأغراض حملته الانتخابية.

التعامل مع الفيروس

كان الحزب يخطط في الأصل لعقد مؤتمره في شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية قبل تفشي الوباء الذي اضطرهم لنقله أولاً إلى فلوريدا ثم إعادة تصور الحدث على أنه في الافتراضي في الغالب.

ومن المقرر أن يجتمع بضع مئات من أنصار الجمهوريين في شارلوت للاستماع لكلمة ترمب الاثنين، لكن رئيسة لجنة الحزب الجمهوري رونا مكدانييل أصرت على أن الاجتماع سيعقد بأمان.

وقالت لشبكة "إن بي سي": "أجرينا فحوص كشف للجميع قبل قدومهم إلى شارلوت. ونحن نجري فحوصا في الموقع".

ومن المتحدثين في المؤتمر السفيرة السابقة نيكي هايلي ودونالد ترمب جونيور الاثنين. والسيدة الأولى ميلانيا ترمب وبومبيو الثلاثاء؛ ونائب الرئيس مايك بنس الأربعاء.

وبينما تحدث خلال مؤتمر الديموقراطيين جميع الرؤساء الديموقراطيين السابقين الأحياء وكذلك المرشحان الرئاسيان السابقان هيلاري كلينتون وجون كيري، فإنه من غير المتوقع أن يتحدث الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش الذي يعد من منتقدي ترمب.

مساعدة من المتدرب

يأتي هذا الحدث بعد أربعة أيام فقط من تسمية الديموقراطيين رسميًا نائب الرئيس السابق بايدن مرشحاً للرئاسة.

وتقول التقارير الإعلامية أن ترمب الذي عزز صعوده من قطب العقارات في نيويورك إلى صدارة المشهد السياسي من خلال برنامجه التلفزيوني الواقعي "المتدرب"، لجأ إلى اثنين من منتجي البرنامج للمساعدة في التخطيط للمؤتمر.

ومن المتوقع أن يتضمن المؤتمر مزيداً من البث المباشر - وهو نهج يحمل فرصاً ومخاطر - أكثر مما حدث خلال المؤتمر الديموقراطي.

كما سيضيف الجمهوريون نصف ساعة إلى البرنامج الليلي بدلاً من ساعتين بالنسبة للديموقراطيين، مع التزام شبكات التلفزيون ببث الساعة الأخيرة.

ومن المتوقع أن يحاول ترمب إعطاء أفضل صورة ممكنة عن جهوده لمكافحة فيروس كورونا المستجد، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن معظم الأميركيين يثقون ببايدن أكثر مما يثقون به للتعامل مع الوباء.

وقد واجه الرئيس مزيدًا من الانتقادات المحرجة خلال عطلة نهاية الأسبوع من أخته ماريان ترمب باري عبر شريط سُجل خلسة تلقته صحيفة واشنطن بوست ووصفته فيه بأنه قاسٍ وكذاب ورجل "بلا مبادئ".

ورد جيسون ميلر، كبير مستشاري حملة ترمب الانتخابية، بغضب على قناة "إن بي سي" قائلاً: "إنه لأمر مخز أن تأتي واشنطن بوست وتنشر القصة بالأمس، تماماً في اليوم التالي لجنازة (شقيق الرئيس) روبرت ترمب".

وانضم ميلر إلى مساعدين جمهوريين آخرين في توجيه انتقادات لاذعة لمؤتمر الديموقراطيين الذي وصفه بأنه "مهرجان تظلمات" من حزب ليس لديه "رؤية للمستقبل".

وأنهى بايدن مؤتمر حزبه متعهداً إنهاء ما سماه "فصل من الظلام الأميركي".

ومن المقرر أن يتواجه المرشحان في ثلاث مناظرات، أولاها في 29 سبتمبر، قبل أن يدلي الأميركيون بأصواتهم في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.