ايلاف من لندن: فيما بدأت قوات عراقية في محافظة البصرة الجنوبية بعمليات استباقية لاعتقال عناصر المليشيات المسؤولة عن اغتيال واختطاف ناشطي المحافظة وتعقب نشاط عصابات الجريمة المنظمة والمخدرات، فقد كشفت مصادر أمنية لـ"إيلاف" عن دور مدير مكتب حزب الله العراقي بقضاء الزبير هناك مؤيد المنصوري وخليته في هذه الجرائم.

ومؤيد المنصوري الملقب ابو حيدر كان صاحب متجر لبيع الهواتف النقالة في عام 2013 وهو الان مدير لمكتب حزب الله العراقي المرتبط بايران في قضاء الزبير بمحافظة البصرة والذي تشير اليه اصابع الاتهام بالمسؤولية عن استهداف المتظاهرين والمشاركة في تنفيذ عمليات اغتيال العديد منهم.

وابلغت مصادر امنية في المحافظة "ايلاف" الاثنين ان المنصوري يقود خلية مسلحة تقوم بعمليات اغتيال للناشطين وترويع سكان البصرة ويرتبط بعلاقات مع قادة الامن والشرطة في المحافظة يبدو انه يستغلها للتغطية على نشاط خليته بتواطؤ من بعض العناصر الامنية.
وقد اطلعت "ايلاف" على صور نشرها المنصوري على صفحته الخاصة بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وهي تجمعه مع الفريق رشيد فليح قائد شرطة المحافظة الذي اعفاه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الاسبوع الماضي من منصبه ومع قائد عمليات البصرة اللواء الركن أكرم صدام.

اعتقالات لمتورطين بعمليات الاغتيال
وتنفيذا لاوامر القائد العام للقوات المسلحة الكاظمي خلال زيارته الى البصرة السبت الماضي للوقوف على الوضع الامني فيها، فقد ألقت قوة عراقية مشتركة القبض على عناصر من خلية المنصوري التي تضم عددا من الشباب من اقاربه والمتهمين بقتل عدد من الناشطين بينهم الشاب كرار رحيم اضافة الى 21 شخصا آخرين الى جانب القيام بعمليات خطف وتسليب والاتجار بالمخدرات والكحول .

وقد تم فعلا اعتقال 7 من عناصر الخلية في وقت سابق هم : مؤید محسن مخور المنصوري ومحمد محسن مخور المنصوري ومهند محسن مخور المنصوري وفؤاد محسن مخور المنصوري وحیدر مؤيد محسن المنصوري وکرار مؤيد محسن المنصوري وإياد محسن مخور المنصوري.
كما القي القبض الاثنين على شخص ثامن كان مختبئا في منزل ريفي بقضاء شط العرب واثنين اخرين بحوزتهما اعتدة لأسلحة مختلفة فيما لا يزال العمل الاستخباري والامني مستمرا للوصول الى آخرين.

عمليات استباقية لملاحقة المطلوبين للقضاء
والاثنين قال وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي إن اجهزة وزارته تنفذ حاليا عمليات استباقية في محافظة البصرة .. موضحا في بيان تابعته "ايلاف" انه يتابع مع القيادات الأمنية في محافظة البصرة اخر المستجدات والأوضاع الأمنية والعمليات الاستباقية لملاحقة المطلوبين للقضاء وكل من تلطخت يده بالدم العراقي .

ومن جانبه، كشف اللواء يحي رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة عن التوصل إلى خيوط مهمة تتعلق بالجناة الذين نفذوا عمليات الاغتيالات الأخيرة ضد الناشطين في البصرة. واشار الى ان "هناك قرارات ستصدر قريباً تتعلق بتغييرات في المناصب الأمنية بالبصرة .. مشددا بالقول "لا مكان للخائفين من أصحاب المناصب".

والسبت الماضي، هدد الكاظمي اي قائد أمني يخفق في مواجهتها بالطرد من منصبه، رافضا جميع التدخلات السياسية في العمل الأمني.
وقال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة خلال اجتماعه مع القيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة عمليات البصرة إن "هناك مجرمين يرتكبون عمليات اغتيال لكن لم نرَ عملا يوازي خطورة هذه الجرائم".

واشار الى ان "الإخفاقات التي حصلت يجب تلافيها وعمليات الاغتيال الأخيرة تشكل خرقا لا نقبل التهاون إزاءها فلا مكان للخائفين داخل الأجهزة الأمنية ولا مجال للخوف لمن يعمل من أجل العراق".

وبدأت أحدث موجة عنف في محافظة البصرة قبل عشرة أيام عندما قُتل الناشط المدني أسامة الشحماني والطبيبة ريهام يعقوب وصديقة لها كانت معها في سيارتها التي استهدفها مسلحون، كما جرت أربع محاولات إغتيال فاشلة لأربعة من النشطاء اصيبوا اثرها بالرصاص وادخلوا الى المستشفى لمعالجتهم، وذلك على يد عناصر مسلحة لمليشيات موالية لايران، ما دفع الكاظمي الى اقالة قائد شرطة المحافظة ومدير الامن فيها.