كييف: رحبت كييف وبرلين الاثنين باستمرار الهدنة قرابة شهر بين جيش أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وهي فترة قياسية قد تعزز الجهود الرامية إلى التسوية السياسية للنزاع.

دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 يوليو. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين إنه منذ ذلك الحين، لم يُقتل أو يُصب أي جندي أوكراني في مواجهات.

وأشار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحافي في كييف إلى أن "هناك التزاماً بالهدنة على الأرجح لأطول فترة" منذ 2014، تاريخ بداية هذا النزاع المسلح، ورحب "بإحراز تقدم كبير".

وأضاف نظيره الأوكراني دميترو كوليبا أن "هذا الوضع يخلق خلفية إيجابية لمواصلة التقدم" نحو "وضع حد كامل للعدوان الروسي" في أوكرانيا.

وفي هذا السياق، دعا ماس، الذي تشارك بلاده مع فرنسا في رعاية عملية السلام في أوكرانيا، إلى "عدم تقليص الجهود" والمضي قدمًا في الجانب السياسي للتسوية المجمدة منذ سنوات والذي يتضمن على وجه الخصوص مسألة إجراء انتخابات محلية في المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين

وقال إنه من المقرر عقد اجتماع جديد لوزراء خارجية أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا في سبتمبر لمناقشة مسألة هذه الانتخابات على وجه الخصوص.

بعد لقائه مع هاس، قال الرئيس زيلينسكي على تويتر إن القمة المقبلة لرؤساء الدول الأربع التي يطلق عليها صيغة النورماندي يمكن أن تعقد "في نهاية سبتمبر". كانت قمة السلام هذه متوقعة في البداية في أبريل قبل تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب فيروس كورونا المستجد.

ومع ذلك، حذر كوليبا من أن "أوكرانيا لن تقبل أبدًا بأي تنازلات من شأنها تقويض وحدة وسلامة ترابنا" وتقارب هذه الجمهورية السوفياتية السابقة مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

خلال ست سنوات، خلفت الحرب في شرق أوكرانيا أكثر من 13 ألف قتيل وحوالى 1,5 مليون نازح في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة.

وتعد روسيا، على الرغم من إنكارها، العراب السياسي والمالي والعسكري للمتمردين. وتقول كييف والغرب إن موسكو تسعى من خلال تأجيج هذا الصراع إلى إبقاء أوكرانيا في أحضانها ومنعها على وجه الخصوص من الانضمام إلى حلف الناتو.