إيلاف من لندن: أمرت السلطات العراقية قواتها بعدم استخدام السلاح في مواجهة المتظاهرين وكذلك عدم السماح للمحتجين بقطع الطرق العامة والاعتداء على الممتلكات وقررت تدريب القوات على التعامل الإنساني مع المواطنين وفق مبادئ حقوق الإنسان وحفظ الكرامة الإنسانية.

جاء ذلك في قرارات اصدرها مؤتمر أمني في بغداد برئاسة وزير الداخلية عثمان الغانمي ومشاركة ممثلين عن قيادة العمليات المشتركة ووكيلي الوزارة للاستخبارات والتحقيقات الاتحادية وقائدي عمليات وشرطة بغداد وعددا من أمري التشكيلات الأمنية مساء الثلاثاء، حيث ناقش الوضع الأمني في عموم محافظات البلاد وخاصة العاصمة وشدد على حماية التظاهرات وتوفير الأجواء الآمنة لها من قبل القوات الأمنية وعدم السماح بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة أو تنفيذ أجندات بعيدة عن استراتيجية التظاهرات ذات المطالب المشروعة، كما قال المؤتمر في بيان رسمي في ختام اجتماعه وتابعته "ايلاف".

وأمر المؤتمر بعدم استخدام أو حمل أي سلاح في التعامل مع المتظاهرين واقتصارها على التجهيزات النظامية والعملية للتشكيلات المختصة.

واكد عدم السماح لممارسات قطع الطرق العامة "لأنها حق عام لكل المواطنين وحاجة ضرورية للموظفين والطلبة والكسبة والمرضى والجوانب الإنسانية الأخرى باعتبار أن التظاهر غير النظامي وقطع طرق المرور العامة يفوت الفرصة على المسؤولين والجهات ذات العلاقة الاستجابة للمطالب المشروعة".

وناقش المؤتمر ايضا مراحل إعداد وتدريب القوات المعنية بالتعامل مع المتظاهرين وفق دورات تدريبية شملت مختلف نواحي التعامل الإنساني وفق مبادئ حقوق الإنسان وحفظ الكرامة الإنسانية .

وكان هشام داود مستشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد اعلن رسميا في 30 يوليو الماضي ان العدد الكلي لقتلى الاحتجاجات الشعبية التي عمت بغداد و9 محافظات في الوسط والجنوب اواخر العام الماضي من المتظاهرين والقوات الامنية قد بلغ 560 ضحية. واشار الى ان معظم الضحايا هم من الشباب والشابات ونصفهم من بغداد منوها الى ان الحكومة اعتبرتهم جميعا من الشهداء، لهم ولعائلاتهم حقوق .

وكانت احتجاجات شعبية مليونية قد تفجرت في العراق في الاول من اكتوبر الماضي ضد فساد الطبقة السياسية وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق وادت في نهاية الشهر التالي الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم الاستقالة.