ايلاف من لندن: دعت الامم المتحدة العراق لمناسبة اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري الذي صادف الاحد الى تحقيقات مستقلة وفعالة لتحديد مصير الاف المدنيين المختفين قسرا ومحاسبة الجناة وتوفير العدالة لأُسر الضحايا، بينما تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بمتابعة ملف المغيبين بكل جدية، فيما اكد الصليب الاحمر الدولي أن العراق هو إحدى الدول التي تضم أكبر عددٍ من المفقودين في العالم.

وفيما تشير "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" الى انه يوجد في العراق واحد من اكبر اعداد الاشخاص المفقودين في العالم .. فإن "اللجنة الدولية للمفقودين" التي تعمل بالشراكة مع الحكومة العراقية للمساعدة في استرداد المفقودين وتحديدهم تقدر أن العدد قد يتراوح بين ربع مليون ومليون شخص، منوهة الى ان السلطات في بغداد وإقليم كردستان لم تفعل ما يكفي لمعاقبة قادة القوات الامنية وعناصر الجماعات المسلحة المتورطين في حالات الإخفاء.

والاحد دعا تقرير للأمم المتحدة حول الاختفاء القسري إلى إجراء تحقيقات مستقلة وفعالة لتحديد مصير ما يقرب من 1000 من الرجال والصبيان المدنيين الذين اختفوا خلال العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في محافظة الأنبار الغربية بين عامي 2015 و2016 ومحاسبة الجناة وتوفير العدالة والإنصاف لأُسر الضحايا.

وتزامناً مع اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري لهذا العام في 30 أغسطس، أصدرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تقريرا بعنوان "حالات الاختفاء القسري من محافظة الأنبار 2015-2016 دعت فيه الى "المساءلة عن الضحايا وحق معرفة الحقيقة" ليشجع أيضاً على تجديد الجهود لمعالجة القضية الأوسع للاختفاء القسري في العراق.

فيديو للامم المتحدة في اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري:

وقدم التقرير توصيات مفصلة لتشجيع الاعتراف والتعويض للضحايا وإنشاء إطار قانوني محلي قوي ضد الاختفاء القسري والامتثال للضمانات الإجرائية، فضلاً عن التعاون الوثيق مع آليات الأمم المتحدة المتخصصة في هذا المجال.

وعلى الرغم من التركيز على الأنبار كدراسة حالة إلا أن توصيات التقرير صالحةٌ على مستوى البلاد ويمكن أن تساعد في معالجة حالات الاختفاء القسري الأُخرى، كما اكدت (يونامي) في تقريرها الذي تابعته "إيلاف".

الكاظمي يتعهد بمتابعة الملف
وبهذه المناسبة، فقد تعهد الكاظمي بمتابعة ملف المفقودين قسرا بكل جدّية انطلاقا من مبدأ قانوني ودستوري فضلا عن كونه مبدأ أخلاقيا. جاء ذلك خلال استقبال الكاظمي عددا من العوائل من محافظتي صلاح الدين والأنبار السنيتين وأيضا من مدينة الصدر الشيعية في العاصمة بغداد ممن غُيّب أبناؤهم قسرا حيث استمع "الى قصص مؤثرة روتها العوائل عن أبنائها الذين فُقدوا في أحداث مختلفة وفي أوقات متباينة"، كما قال بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "إيلاف".

واكد الكاظمي مشاركة العوائل العراقية أحزانها وآلامها على فقد أبنائها ووعدها بمتابعة ملف المفقودين قسرا بكل جدّية انطلاقا من مبدأ قانوني ودستوري فضلا عن كونه مبدأ أخلاقيا.
واشار الى أن "الكثير من الممارسات غير القانونية ذات الطبيعة الإجرامية التي كنا نعتقد أنها قد ولّت مع زوال النظام السابق مازالت تمارس وهي مرفوضة مهما كانت أسبابها والجهة التي اقترفتها تارة لأسباب طائفية ونزاعات عبثية وتارة أخرى بسبب عصف سياسي تسبب بتغييب شباب مازالت عوائلهم بانتظارهم".

واعتبر رئيس الوزراء العراقي ان ملف المغيبين قسرا يمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وتعهد بمتابعته شخصيا بإعتباره التزاما قانونيا للعراق تجاه شعبه والعالم.

قلق على مصير المغيبين
أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق فقد اشارت الى ان آلاف العائلات في العراق في حيرة من امرها بسبب عدم معرفة مصير ابنائها. وقالت اللجنة في بيان الاحد حصلت "إيلاف" على نصه ان العراق اليوم هو إحدى الدول التي تضم أكبر عددٍ من المفقودين في العالم جراء عقود من النزاعات المسلحة المتعاقبة وفترات إتسمت بشيوع العنف حيث لا يزال مصير مئات الالاف من المفقودين مجهولًا في الوقت الذي تبحث الكثير من العوائل عنهم وتعيش في حيرة من أمرها بسبب حالة عدم اليقين حول مصيرهم .

واشارت الى ان العوائل التي غالبًا ما تُترَك لسنوات من دون إجابات ملموسة عن مصير أبنائها، بصعوبات تتمثل بالإجراءات الإدارية والقانونية و الضيق المادي وهي بحاجة الى التكيف مع الخسارة الغامضة على نحوٍ يومي .

واوضح الصليب الاحمر انه كجزء من عمله في العراق فقد "رأينا ولاحظنا عن قرب التأثيرات المحزنة لفقدان أب أو طفل وكيف تكافح الأمهات اليائسات لإعالة أطفالهن وكيف ان العوائل لا تتوقف أبدًا عن سعيها للحصول على معلومات".

وبينت انه إنسجامًا مع جهودها الراسخة للمساعدة في التعامل مع قضية المفقودين تواصل بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق مساعدة العوائل في عملية البحث عن إجابات واضحة وتحقيقًا لذلك تقدم الدعم بالمثل إلى السلطات في جهودها لإيضاح مصير وأماكن تواجد الأشخاص المفقودين من خلال تقديم الدعم الفني الى دوائر الطب العدلي .

واوضحت اللجنة انه "إعتبارًا من 23 أغسطس الحالي فقد أطلقت حملة توعية عامة في جميع أنحاء العراق حول المفقودين وتستمر الحملة لعشر أيام وهي الحملة الثانية من نوعها وتهدف لاستذكار أولئك الأشخاص الذين فقدوا خلال الأربعين سنة التي مضت مع التركيز على المحن التي تعيشها عوائلهم وجذب الإنتباه إلى الحاجة لتكثيف الجهود لبناء آليات مستدامة للتغلب على هذه المشكلة التي طالت كثيرًا".

وسبق لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية قد اشارت في تقرير لها في مايو الماضي الى أن عائلات وأصدقاء ومحامي المختطَفين أو المحتجَزين خلال أو بعد مشاركتهم في المظاهرات في بغداد وكربلاء والناصرية والبصرة ومحافظات جنوبية اخرى قالوا إنّ أقاربهم اعتُقلوا في المظاهرات واختفوا لكنهم كانوا شديدي الخوف أو القلق من عواقب تقديم التفاصيل بشأن أقاربهم المحتجزين خشية انتقام الملشيات العراقية المسلحة الموالية لايران والمتهمة بالمسؤولية عن هذه الجرائم.