ايلاف من لندن: اعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاحد تشكيل لجنة عليا للتحقيق في قضايا الفساد الكبرى واكد انه سيواجه دعوات حمل السلاح بقوة القانون وقال إن الانتخابات المبكرة هي التزامه الثابت ونوه الى ان السيستاني وقف بوجه الزج بقيم الحسين في المناورات السياسية أو الطائفية محذرا العراقيين من روح الانتقام والكراهية داعيا اياهم الى الاختيار بين الدولة واللادولة.

وتوجه الكاظمي في كلمة متلفزة الى العراقيين الاحد لمناسبة احياء مراسيم ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب وحصلت "إيلاف" على نصها قائلا "اخاطبكم في ذكرى هذا اليوم المهيب بحزنه، يوم العاشر من محرم الحرام مصاب آل محمد (ص) حيث ان الاحداث والتحديات الكبيرة في تاريخ الأمم كانت دروساً للاستفادة منها وتحويلها الى طاقة بناء وانتاج وتدعيم لقيم المجتمع وفي حالات معلومة فإن عدم الاستفادة من الدروس قد يتحول إلى طعنة في صميم هذه الأمة.

واشار الى ان "العراقيين قد "واجهوا كل التحديات، وحملوا عبء الجراح القاسية على اكتافهم جيلاً بعد جيل، ووصل اليوم هذا، وهم شعب متنوع موحد يستظل في خيمة العراق، العراق العظيم".
واضاف انه لم يكن ذلك ليحدث، لولا أن العراقيين حولوا دروس التاريخ إلى مادة انتاج اجتماعي وإلى قيم انسانية وأخلاقية عالية. وثمن "التزام العراقيين الذين أحيوا ليلة استشهاد الامام الحسين (ع) وأخيه العباس وصحبه مشكورين بالشروط التي فرضها فيروس كورونا".

نص كلمة الكاظمي لمناسبة عاشوراء:
https://www.facebook.com/IraqiPMO/videos/228211208615271

تقصي الحقائق حول احداث الاحتجاجات
وخاطب الكاظمي العراقيين قائلا "أنهينا المرحلة الأولى من التزام هذه الحكومة، بالتقصي عن الحقائق حول أحداث تشرين، بجرد أعداد الشهداء، والبدء بتسليمهم استحقاقاتهم القانونية، كما بدأنا بجرد الجرحى، وسوف ننهي استحقاقاتهم، وفي الوقت الذي ندعم فيه حرية التعبير، ونؤكد أن التظاهرات السلمية العراقية، هي مسار إصلاح تصحيح، نؤكد أن كرامة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ليست محل جدال، وأننا لن نتوانى عن تطبيق القانون ضد المعتدين على الأملاك العامة والخاصة والمسيئين الى مبدأ التظاهر السلمي".

واشار الى ان الاعتداء على الاجهزة الأمنية، والكوادر الطبية، وهيبة الدولة، والقانون، سوف نواجهها بأشد الاجراءات القانونية، ونهيب بعشائرنا الاصيلة، رفض ما يرتكب باسمها من تجاوزات".

مواجهة دعوات حمل السلاح بقوة القانون
وزاد قائلا "إن الدعوات التي نسمعها الى حمل السلاح، ستواجه بقوة القانون، الدولة فقط من يتحمل مسؤولية الاقتصاص، الدولة لا تنتقم، الدولة تشيع الحق، وتأخذ بحق الضحية عبر معاقبة المعتدي".

وشدد بالقول "علينا الخيار بين الدولة واللا دولة، الدولة فيها جدار من قيم الامام الحسين، وقيم الانسانية، ومن تضحيات العراقيين، لن نسمح أن يجرنا أحد أو طرف، أو نية خبيثة إلى اللا دولة، هذا المصطلح هو نتاج سنوات من الطعن بالهوية العراقية وبالعراق، وبوجود العراق وشعب العراق، لن يستمر هذا الطعن، وسوف تستعيد الدولة عنوانها".

الانتخابات المبكرة التزام ثابت
واكد الكاظمي ان الانتخابات المبكرة "هي التزامنا الثابت أمام شعبنا، وقد أوفت الحكومة بالتزامها، وفق المنهاج الوزاري الذي صوت عليه مجلس النواب الموقر، عبر تحديد موعد الانتخابات، ولذلك، ادعو كل العراقيين، الى الاستعداد من خلال التسجيل في البطاقة البايومرية، التي نعتبرها ضرورية لضمان نزاهة الانتخابات. تسابقوا في ضمان أن يصل مستوى التسجيل إلى كل مستحق للتصويت".

ودعا من اسماهم "كل المعنيين بالمسار السياسي السلمي، والمطالبين بالدولة والحفاظ على الدولة وهيبة الدولة، عليهم الاستعداد وتهيئة الارضية للتنافس الشريف وفق القواعد القانونية في انتخابات مبكرة ونزيهة وعادلة".
وطالب رئيس الوزراء القوى السياسية والفعاليات الشعبية الى التوحد في هذه المرحلة الحساسة. والحكومة راعية للجميع بالتساوي".

تشكيل لجنة عليا للتحقيق بقضايا الفساد الكبرى
وأعلن الكاظمي انه قرر "تشكيل لجنة تحقيقية عليا، مرتبطة بمكتب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، تختص بالتحقيق في قضايا الفساد الكبرى، والجرائم الاستثنائية، وسوف تمنح كل الصلاحيات المطلوبة، لتحقيق هيبة القانون والمجتمع، واستعادة حقوق الدولة والمواطن، من الفاسدين والمعتدين".

وشدد على ان لديه الاصرار للتمسك بالتزاماته "وسوف نكون على العهد أوفياء مع شعبنا، للعبور الى بر الأمان، ونؤكد أن السلاح المنفلت وعصابات الجريمة والاغتيال والخطف، هي خنجر في قلب الوطن، وفي قلب كل عراقي، وقد تحركت القوى الأمنية بكل طاقاتها، وهي تجري تحقيقات موسعة، سنعلن عنها حال اكتمالها من أجل انصاف عوائل الضحايا ومعاقبة المعتدين فليس هناك أحد فوق القانون، ليس هناك أحد فوق العراق العظيم".

لا انتقام ولا كراهية
واشار الكاظمي الى ان العراق باقٍ عبر التاريخ، لأن الشعب استفاد من دروس الماضي، وحولها الى مادة للتماسك الاجتماعي، وليس الحروب الاهلية والانتقامات. ونوه الى ان "دم الحسين، ودماء كل الشهداء، أمس واليوم وغداً، نبت على إثرها وعطرها كل شجر النخيل العراقي، وافتدت كل العراقيين، كل قطرة م شهيد، رسالة لنا جميعاً مفادها؛ إياكم وروح الانتقام، إياكم والكراهية، احتضوا بعضكم بعضاً، وعمروا بلدكم لا تهدموه.. العراق أولاً، والعراق ثانيا وثالثا".
وقدم الكاظمي التعازي الى المرجعية الشيعية ومقامها الأعلى السيد علي السيستاني مشيرا الى انها حافظت على إرث الحسين المتسامح، ورفضت الزج بقيم الحسين في المناورات السياسية أو الطائفية، المرجعية التي حمت تراث آل البيت، تراث التكافل الاجتماعي، والامتداد العلمي والاخلاقي والديني، والرؤية الوطنية الصادقة".
يشار الى انه في العاشر من محرم وقعت مأساة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من افراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية في اكثر الاحداث مأساوية في تاريخ المسلمين. ولذلك تعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من ابرز المناسبات الدينية حيث يصل الى العراق ملايين المسلمين الشيعة للمشاركة في مراسيم الزيارة التي تجري في مدينة كربلاء حيث مرقد الامام اضافة الى مشاركة ملايين العراقيين الذين يصلون الى المدينة سيرا على الاقدام قادمين من مختلف مناطق البلاد وهو ما لم تشهده مناسبة العام الحالي بسبب وباء كورونا الذي اصاب 220 الف عراقي، وادى الى وفيات تقترب من السبعة الاف حالة.