دمشق: تصدّت الدفاعات الجوية السورية ليل الإثنين "لعدوان" إسرائيلي في جنوب البلاد، وفق ما أفاد الإعلام السوري الرسمي، في قصف جوي إسرائيلي هو الثاني على سوريا خلال أغسطس الجاري. وتسبّب القصف الاسرائيلي على سوريا ليلاً بمقتل 11 شخصاً، غالبيتهم مقاتلون موالون لقوات النظام، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن القتلى هم ثلاثة من قوات النظام وسبعة من المسلحين الموالين لإيران، من جنسيات غير سورية، بالإضافة الى مدنية واحدة. وكانت دمشق أعلنت في وقت متأخر ليل الإثنين عن مقتل شخصين وإصابة سبعة جنود بجروح جراء القصف الإسرائيلي على المنطقة الجنوبية.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" نقلت عن مصدر عسكري قوله "عدوان إسرائيلي جوي يستهدف المنطقة الجنوبية برشقات من الصواريخ ووسائط دفاعنا الجوي تتصدّى له". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أنّ القصف الإسرائيلي طال جنوب غرب دمشق وريف درعا الشمالي في جنوب البلاد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرجمن لوكالة فرانس برس إنّ القصف طال "مواقع لحزب الله اللبناني ومجموعات سورية موالية له".

وفي الأسبوع الأول من شهر أغسطس، أعلنت دمشق أنّ دفاعاتها الجوية تصدّت لغارات جويّة قالت إسرائيل إنّ طائراتها شنّتها في جنوب سوريا.

وجاءت الضربات يومها، وفق الجيش الإسرائيلي، "ردّاً على عملية زرع عبوات ناسفة تمّ إحباطها" في جنوب هضبة الجولان المحتلّة.

ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذها غارات في سوريا، إلا أنّها تكرّر أنها تواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات طهران، الداعمة لدمشق، لترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.

وشهد لبنان خلال الأسابيع الأخيرة توتّراً بين حزب الله وإسرائيل.

وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأحد بقتل جندي إسرائيلي مقابل كل عنصر من مقاتليه يسقط بنيران إسرائيلية، وذلك بعد مقتل أحد عناصره في سوريا في يوليو.

وقال نصر الله في كلمة متلفزة "على الإسرائيلي أن يفهم: عندما تقتل أحد مجاهدينا، سنقتل أحد جنودك". وأضاف نصر الله في إشارة إلى التصعيد الذي شهدته الحدود بين إسرائيل ولبنان في الأسابيع الاخيرة "هذا كلّه مسجّل في الحساب، وسيأتي حسابه".

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنّ قواته قصفت نقاط مراقبة لحزب الله قرب الحدود مع لبنان ردّاً على إطلاق نار استهدفها ليلاً. وتوعّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بردّ "قوي" في حال حصول هجمات جديدة انطلاقا من لبنان.

وفي 27 يوليو الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه خاض "قتالاً" على الحدود مع لبنان بعد إحباط محاولة تسلّل "خلية إرهابية" عبر الحدود. وقال نتانياهو حينها إنّ حزب الله "يلعب بالنار".

إلا أنّ حزب الله نفى خوضه أيّ اشتباك مع الجانب الاسرائيلي والتقارير عن إحباط محاولة تسلّل لعناصره.

وجاءت الأنباء عن تبادل إطلاق النار وقتذاك، في أعقاب تقارير إعلامية إسرائيلية رجّحت رداً محتملاً من حزب الله بعد مقتل أحد عناصره قبل أيام في غارة جوية قرب دمشق، اتّهم إسرائيل بشنّها وتوعّد بالرد عليها.

ولبنان وإسرائيل رسمياً في حال حرب. وشهد لبنان صيف 2006 حرباً دامية بين إسرائيل وحزب الله استمرت 33 يوماً وقتل خلالها 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 اسرائيلياً معظمهم جنود.

وأعلن حزب الله في 23 أغسطس إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية اخترقت الأجواء اللبنانية.