إيلاف من لندن: رحبت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج (الترويكا) باتفاق السلام بين الجبهة الثورية السودانية وحكومة السودان المدنية الانتقالية، والذي جرى التوقيع عليه بالحروف الأولى في 31 أغسطس.

وقال بيان مشترك للدول الثلاث إن اتفاق السلام هذا يرسي الأسس للسلام والاستقرار المستدامين في دارفور وغيرها من المناطق المتضررة من الصراع، وذلك حيوي لأجل عملية الانتقال الديموقراطي، واعتبرته خطوة أولى في عملية طويلة لإعادة بناء الأمل والاستقرار للمجتمعات المتضررة من الصراع في السودان.

تنازلات

وقال البيان: إننا ندرك التنازلات التي اضطر الجميع لتقديمها سعيا لإتمام هذه المفاوضات، وندعو جميع الأطراف إلى تطبيق الاتفاق بصفاء نية، وبنفس روح الشراكة والتنازلات، وبطريقة تكون متممة للمحادثات الجارية مع جماعات أخرى. يبين هذا الاتفاق التزام الأطراف بإعطاء أولوية للسلام وفق ما دعت إليه الوثيقة الدستورية في أغسطس 2019. فتلك خطوة هامة لأجل استعادة الأمن والكرامة واستئناف التنمية للسكان في المناطق المهمشة والمتضررة من الصراع في السودان. ونحن نعتقد بضرورة أن يتبع هذا الاتفاق الرسمي جهودٌ محلية لأجل السلام والمصالحة في المناطق المتضررة من الصراع.

مفاوضات جادة

وحثت الترويكا، الحركة الشعبية لتحرير السودان-الشمال – عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان – عبد الواحد نور، على البناء على هذا الإنجاز والدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة السودانية لتحقيق الوعد بإحلال السلام الشامل الذي طالب فيه الشعب السوداني في ثورة ديسمبر 2018. فمن حق جميع السودانيين أن يعيشوا بسلام ويتمتعوا بنفس المزايا ويضطلعوا بنفس المسؤوليات. ووجود عملية وطنية جامعة تماما هو وحده الكفيل بمعالجة المسائل الأساسية المتعلقة بهوية الدولة.

وأكدت الترويكا أن الثورة السلمية في ديسمبر 2018 أتاحت فرصة الجيل لتحويل السودان إلى دولة شاملة للجميع ويعمّها السلام والعدل. وتصاعد العنف مؤخرا في دارفور، وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وفي بور سودان إنما هو إشارة واضحة إلى التحديات أمام تحقيق سلام مستدام.

حكومة مسؤولة

كما الترويكا حثت الحكومة وشركاءها على تأسيس لجنة السلام والمجلس التشريعي الانتقالي، والبدء في تشكيل إدارة حكم تخضع للمساءلة، وإحلال العدالة في جميع أنحاء السودان، حيث إن العدل في السودان يتطلب وجود أجهزة أمنية محترفة ومحايدة تساوي بين جميع السودانيين في حمايتهم وصيانة حقوقهم. ونحن نحث الجبهة الثورية السودانية، وغيرها من جماعات المعارضة، وكذلك الأحزاب السياسية على وضع خلافاتهم وطموحاتهم الشخصية جانبا لما هو في صالح البلاد ككل.

ودعت الترويكا مجتمعات السودان المتنوعة على أن تسمو فوق العداءات السابقة فيما بينها، وتتحد لدعم هذه الفرصة الواحدة لتحقيق سلام دائم.

وقالت: وكذلك نشيد بحكومة جنوب السودان لدورها كوسيط في مفاوضات السلام، وندرك الدعم القيّم المقدم من الأمم المتحدة ومن شركاء إقليميين وبشكل ثنائي، والذي ساعد في إمكانية الوصول إلى اتفاق السلام هذا.

وفي الأخير، أكدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج أنها سوف تواصل الترويكا مساندة الشعب السوداني في سعيه إلى تحقيق الحرية والسلام والعدالة.