ايلاف من لندن: فيما حذر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من التدخلات الخارجية في شؤون العراق قائلا انها تضعف دولته وحكومته وشعبه، فقد اشار الرئيس العراقي برهم صالح الى انهما بحثا بناء علاقة استراتيجية مشتركة بين بلديهما وتعزيز امن العراق لمصلحة استقرار المنطقة.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس فرنسي ماكرون في بغداد الاربعاء تابعته "إيلاف" قال الرئيس صالح "أرحب بصديقنا وعزيزنا الرئيس ماكرون" .. موضحا انهما بحثا الكثير من المشتركات لخدمة بلديهما والمنطقة . واشار الى ان العلاقات العراقية الفرنسية قديمة ونتطلع الى تعزيزها لبناء شراكة استراتيجية حقيقية .

واضاف انه ناقش مع ماكرون الامن في العراق، وثمنا دعم فرنسا للعراق في مواجهة الارهاب والتطرف منوها الى ان لفرنسا دورا متميزا في هذا المجال .. مستدركا بالقول إن الانتصار على الارهاب لاتزال امامه تحديات تتطلب دعم المجتمع الدولي للقدرات العراقية الامنية واعادة اعمار المناطق المحررة من داعش واعادة النازحين الى مناطقهم وتجفيف منابع الارهاب وتمويله.

واكد صالح على ضرورة تفعيل الاتفاقات المعقودة بين البلدين في المجالات الاقتصادية .. منوها الى ان العراق يتطلع الى دور اساسي ومحوري في المنطقة لتكون في حالة امن واستقرار ينطلق من عزيزه بلدا مقتدرا ذا سيادة . وشدد بالقول "لانريد ان يكون العراق ساحة صراع للاخرين وانما احترام سيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية لضمان أمن المنطقة.

ومن جانبه، اكد ماكرون دعم فرنسا للعراق وحكومته وشعبه منوها الى ان هذا البلد يعاني من تحديات بسبب الحرب والارهاب وهو الان في مفصل تاريخي. واشار الى ان خطر تنظيم داعش لم ينته فهو مازال موجودا على ارض العراق، وقال "نحن الى جانبكم في احترام سيادة بلدكم وتحديه للتدخلات الخارجية التي تضعف الدولة والحكومة العراقيتين". واضاف ان العراق "مصدر الثقافة ومصدر القوة للمنطقة وهذا يفسر قوة العلاقة بين بلدينا".
واشار الى ان "على زعماء العراق قيادة مرحلة انتقالية في البلد وبناء سيادة عراقية تحمي بلدهم وتعزز أمن المنطقة".. موضحا بالقول "قدمنا للعراق مشروعاً يحمي سيادته وننتظر موافقة قادته ووضع لمساتهم الاخيرة عليه قبل دعم بلادهم من المجتمع الدولي"، مبينا ان "فرنسا ستكون إلى جانب العراق لتتأكد أن كل المجتمع الدولي سيدعمه".

وشدد ماكرون على دعم المرحلة الانتقالية التي يمر بها العراق حاليا لبناء سيادته .. وقال "نحن ندعم بشكل كامل السيادة العراقية وتعزيز الدولة بجميع مكوناتها وستكون فرنسا الى جانب العراق لتعزيز موقف المجتمع الدولي الداعم له ولمصالحه" ونوه الى ان العراق يمتلك ارادة اصلاحية حقيقية واضحة وفرنسا داعمة له.

دعم العراق في وقت التحديات
وقبيل ذلك قال ماكرون لدى وصوله الى بغداد في أول زيارة له الى العراق انه قدم الى هذا البلد لدعمه في وقت التحديات واضاف في تغريدة على "تويتر" تابعتها ايلاف "يسعدني ان ازور بغداد للمرة الاولى .. اتيت لدعم العراق في وقت التحديات" . وأشار الى وجود تحديات كبيرة أمام ضمان سيادة العراق".. وقال "إن جنودنا يقاتلون جنباً إلى جنب لضمان الهزيمة النهائية للجهاديين".. مبينا "هناك تحديات عديدة لضمان سيادة العراق بجميع أبعاده الأمنية والاقتصادية في الداخل وفي المنطقة".

وقال مصدر رسمي عراقي إن ماكرون الذي وصل الى بغداد صباح الاربعاء سيبحث مع نظيره العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وقادة سياسيين آخرين الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية في العراق وسبل تطوير العلاقات العراقية الفرنسية في مختلف المجالات.
ووفقا لمصدر فرنسي، فإن الرئيس ماكرون سيؤكد للقادة العراقيين دعم بلاده للعراق وسعيه للحفاظ على سيادته في ظل اصرار بغداد على السير على طريق مستقل بعيداً عن المواجهة بين حليفيها واشنطن وطهران.

ويأمل القادة العراقيون من زيارة ماكرون تأكيدا على مساهمة فرنسا لبلادهم في اعادة اعمار ما خربته الحروب ضد الارهاب ودعما في ازمتها الاقتصادية الحالية التي سببها انهيار اسعار النفط التي تعتمد موارد موازنة البلاد العامة عليه بنسبة 98 بالمائة، اضافة الى تفشي فيروس كورونا المستجد الذي اصاب
اكثر من مائتي الف عراقي وادى الى وفيات تقترب من السبعة الاف حالة.

ومن المنتظر ان يجتمع الرئيس الفرنسي في بغداد ايضا مع رئيس اقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني لبحث الأوضاع السياسية في الاقليم والتطورات الحاصلة فيه في مختلف المجالات، اضافة الى التعاون في محاربة تنظيم داعش.

وكانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي قد زارت بغداد في 27 من الشهر الماضي بارلي واكدت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها العراقي جمعة عناد تابعته"ايلاف"، استعداد بلادها للاستمرار في برامج تدريب القوات العراقية من اجل تعزيز قدراتها التسليحية في مواجهة الارهاب. واشارت الى ان العراق بلد ذو سيادة ويجب أن يمنع التدخلات في شؤونه، منوهة الى ان فرنسا تدعم العراق لإبعاده عن سياسة المحاور وتأمين الاستقرار فيه.
ومن جهته، قال وزير الدفاع العراقي إن وجود وزيرة الدفاع الفرنسية في العراق يأتي في إطار تطوير التعاون الأمني والعسكري وتطوير العقود المبرمة بين البلدين لتشمل الاسلحة المتطورة .