حذرت الأمم المتحدة في تقرير من مخاطر آثار كورونا على ملايين الشبان. بدوره، قال اللاعب الكروي وسفير المفوضية لبرنامج مدارس الشبكة الفورية، محمد صلاح "إن ضمان جودة التعليم اليوم يعني انخفاض مستوى الفقر والمعاناة غداً".

إيلاف من لندن: قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إنه إذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات فورية وجريئة للتغلب على الآثار الكارثية لوباء فيروس كورونا على تعليم اللاجئين، فإن ملايين الشبان منهم معرضون لمزيد من المخاطر.

وفي تقرير صدر اليوم بعنوان "معاً من أجل تعليم اللاجئين" وتسلمت "إيلاف" نسخة منه، ترى المفوضية السامية أنه ما لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات فورية وجريئة للتغلب على الآثار الكارثية لوباء فيروس كورونا على تعليم اللاجئين، فإن طاقات ملايين الشبان من اللاجئين والذين يعيشون في بعض من المجتمعات الأكثر ضعفاً في العالم ستكون معرضة لمزيد من المخاطر.

صعوبات تحرم الاطفال اللاجئين من التعليم
واشارت المفوضية الى انه بينما يعاني الأطفال في كل البلدان من تأثير فيروس كورونا الذي طال تعليمهم، يخلص التقرير إلى أن الأطفال اللاجئين كانوا أكثر تضرراً من غيرهم .. فقبل الوباء كان احتمال خروج الطفل اللاجئ من المدرسة ضعف احتمال بقاء الطفل غير اللاجئ في المدرسة.

وحذرت انه من المتوقع أن يزداد الأمر سوءًا - فقد لا تتاح للعديد منهم فرص استئناف دراستهم بسبب إغلاق المدارس أو الصعوبات المتعلقة بتحمل الرسوم أو الزي المدرسي أو الكتب أو عدم إمكانية الوصول إلى السبل التكنولوجية أو بسبب أنه يتعين عليهم العمل لإعالة أسرهم.

الالتحاق بالمدارس والجامعات معرض للانتكاس
وحذرت المنظمة من انه من دون توفر دعم أكبر، فإن الارتفاع المطرد للأعداد من حيث الالتحاق بالمدارس والجامعات والتعليم التقني والمهني، والذي تحقق بشق الأنفس، معرض للانتكاس - وفي بعض الحالات بشكل دائم - مما قد يقوض الجهود المبذولة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والمتمثل في ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع.

وفي كلمة مؤثرة في التقرير قال اللاعب الكروي الدولي محمد صلاح سفير المفوضية لبرنامج مدارس الشبكة الفورية "إن ضمان جودة التعليم اليوم يعني انخفاض مستوى الفقر والمعاناة غداً. ما لم يقم الجميع بدورهم، فإن أجيالاً من الأطفال - الملايين منهم في بعض مناطق العالم الأكثر فقراً - سيواجهون مستقبلاً قاتماً. ولكن إذا عملنا كفريق واحد، فإنه يمكننا منحهم الفرصة التي يستحقونها لعيش مستقبل كريم. دعونا لا نفوت هذه الفرصة".

وكان نجم المنتخب المصري وليفربول الانجليزي صلاح دعا في مقال في الإندبندنت البريطانية اليوم للاهتمام بالأطفال الفقراء والمشردين عبر أنحاء العالم وعلى الأخص فى الدول النامية، مؤكداً زيادة حاجتهم للرعاية في ظل خسائر أزمة فيروس كورونا، والتى أدت بدورها لغلق المدارس والمقاهي ودور السينما، وهو ما تسبب في تدمير حياة العديد من هؤلاء الأطفال والشباب.

الفتيات اللاجئات معرضات لخطر اكبر
وتشير المفوضية الى ان الفتيات اللاجئات يحظين عموماً بفرص أقل من حيث الحصول على التعليم مقارنة بالبنين، حيث تبلغ فرص التحاقهن بالمدرسة النصف عند وصولهن إلى المرحلة الثانوية.

وبناءً على بيانات المفوضية، فقد قدّر "صندوق ملالا" أنه نتيجة لفيروس كورونا، فإن نصف الفتيات اللاجئات في المدارس الثانوية لن يتمكنّ من العودة عندما تفتح الصفوف الدراسية أبوابها من جديد هذا الشهر. بالنسبة للبلدان التي كان فيها أصلاً إجمالي التحاق الفتيات اللاجئات بالمرحلة الثانوية أقل من 10%، فإن جميع الفتيات هناك معرضات لخطر الانقطاع عن التعليم نهائياً، وهي معلومة تبعث على القلق ويمكن أن يكون لها تأثير على الأجيال القادمة.

التعليم عن بعد
واوضحت المفوضية ان التكيّف مع القيود التي فرضها فيروس كورونا كان أمراً صعباً بشكل خاص بالنسبة لـ 85% من لاجئي العالم الذين يعيشون في البلدان النامية أو الأقل نمواً وغالباً ما لا تكون الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والاتصال بالشبكة وحتى أجهزة الراديو غير متاحة بسهولة للمجتمعات النازحة.

واشارت الى انها تعمل مع الشركاء بلا كلل لسد الفجوات الأساسية وضمان استمرارية تعليم اللاجئين أثناء الوباء من خلال التعلم المتصل والتلفزيون والراديو، ومن خلال دعم المعلمين ومقدمي الرعاية للتواصل مع الطلاب مع مراعاة الإرشادات الصحية.

ويوضح التقرير كيف تعمل العائلات والمجتمعات والحكومات على توفير التعليم للأطفال اللاجئين، حيث يعرض أمثلة إيجابية عن حكومات أدرجت في قوانينها حق الأطفال اللاجئين في الالتحاق بالمدارس الحكومية، مستشهداً بقصص من الإكوادور وإيران، في حين تم تسليط الضوء على أمثلة من الابتكار الرقمي من قبل وزير التربية والتعليم في مصر وعائلة في الأردن تستفيد من التحول إلى التعلم عبر الإنترنت.

تمويل التعليم وحمايته من كورونا والحروب
ويدعو التقرير الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين إلى توحيد الجهود لإيجاد حلول تعزز أنظمة التعليم الوطنية وربطها بمسارات نحو التعليم المعتمد، وتأمين تمويل التعليم وحمايته.. كما يحذر من أنه بدون مثل هذا الإجراء فإننا نجازف بضياع جيل من الأطفال اللاجئين المحرومين من التعليم.

ويؤكد تقرير المفوضية قائلا "لا تتوقف المخاطر التي تواجه تعليم اللاجئين عند فيروس كورونا حيث أن الهجمات التي تستهدف المدارس تعتبر حقيقة قاتمة ومتنامية. ويركز التقرير على منطقة الساحل في إفريقيا حيث أدى العنف إلى إغلاق أكثر من 2,500 مدرسة مما أثر على تعليم 350,000 طالب.

معا من اجل تعليم اللاجئين
يشار الى ان "معاً من أجل تعليم اللاجئين" هو التقرير التعليمي السنوي الخامس الصادر عن المفوضية ويتضمن مقدمة بقلم فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وكلمة ختامية للاعب كرة القدم محمد صلاح، والذي أصبح هذا العام أول سفير لمدارس الشبكة الفورية والتي أنشأتها مؤسسة فودافون والمفوضية في عام 2013 لربط الطلاب من اللاجئين والبلد المضيف للحصول على تعليم رقمي عالي الجودة.

يذكر ان المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقود العمل الدولي الهادف لحماية الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب النزاع والاضطهاد وتقدم المساعدة المنقذة للحياة مثل المأوى والغذاء والماء، وتساعد في حماية حقوق الإنسان الأساسية، كما تضع الحلول التي تضمن للأشخاص مكاناً آمناً يمكنهم فيه بناء مستقبل أفضل وتعمل أيضاً على ضمان منح الجنسية للأشخاص عديمي الجنسية.