كينوشا: ندد المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن الخميس بـ"العنصرية الكامنة" في الولايات المتحدة فيما عبّر عن "تفاؤله" بالمستقبل بعد أن تحدث مع جايكوب بليك، المواطن الأسود الذي أصيب برصاص شرطي أبيض في كينوشا.

والتقى بايدن والد جايكوب بليك وأقارب آخرين له، وكشف لاحقا أنه تحدث لمدة 15 دقيقة تقريبا عبر الهاتف مع بليك (29 عاما) الذي ما زال يعالج في المستشفى.

وقال بايدن عن بليك الذي يقول محاموه إنه من المرجّح أن يكون أصيب بشلل نصفي "لقد قال لي إنّ ما من شيء سيهزمه، وإنّه لن يستسلم سواء تمكن من المشي أم لا".

وأضاف بايدن الذي يردد دائما أنه شخص متفائل، فيما يضع كمامة متوجها إلى حشد صغير في كينوشا، أن غالبية الأميركيين يدعمون حركة "حياة السود مهمة" من أجل المساواة بين الأعراق.

لكنه حذر أيضا من أن الرئيس دونالد ترامب قد أجج العداء العنصري الذي عصف بالأمة في الأشهر الأخيرة.

وتابع بايدن من خارج كنيسة "غرايس لوثيرين تشيرش" حيث تجمع حشد من المؤيدين الذي وضعوا كمامات على وجوههم أن لغة ترامب المشحونة عنصريا "تضفي الشرعية على الجانب المظلم للطبيعة البشرية".

وأوضح أن خطاب الرئيس كشف "العنصرية الكامنة التي تم إضفاء الطابع المؤسسي عليها في الولايات المتحدة والتي لا تزال موجودة منذ 400 عام".

وقال بايدن "أعدكم إذا فزت أو خسرت... سوف أقاتل (...) من أجل تحقيق المساواة العرقية. لن ننهزم".

واختلفت زيارة بايدن لويسكنسن عما كانت عليه قبل يومين عندما أرسل ترامب من الولاية رسالته المتعلقة بالقانون والنظام إلى كينوشا حيث قام المرشح الجمهوري بمعاينة الأضرار والتقى قوات الامن وأصحاب المحلات التجارية.

وعلى عكس بايدن، لم يتحدث ترامب مع بليك ولا مع عائلته، وقام بزيارته في تحد لمناشدات رئيس البلدية وحاكم الولاية، وكلاهما ديموقراطيان وخشيا أن يؤدي وجوده إلى إثارة التوتر.

وخلال لقاء ترامب بالشرطة، وصف التظاهرات المطالبة بالعدالة العرقية بـ"الإرهاب الداخلي" من جانب جماهير عنيفة.

نقطة تحول

وتمثل زيارة بايدن، وهي أول رحلة رئيسية له منذ حزيران/يونيو بعد أشهر من الإغلاق والقيود الصحية بسبب فيروس كورونا، تكثيفاً لحملته قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كما أعلنت حملة المرشح الديموقراطي عن زيارة بايدن لميشيغن الأربعاء المقبل وبنسلفانيا في 11أيلول/سبتمبر.

ومع خروج الديموقراطي أكثر من مسقط رأسه ويلمينغتون في ولاية ديلاوير، كان ترامب قد بدأ جولاته في الولايات الحاسمة، محذرا الناخبين من أن إدارة بايدن ستجعلهم أقل أمانا، ومكررا هجماته التي لا أساس لها على التصويت عبر البريد.

كما أثار الرئيس الأميركي الخميس عاصفة من ردود الفعل المستنكرة والغاضبة بسبب دعوته أنصاره للإدلاء بأصواتهم مرتين في الانتخابات الرئاسية التي يطمح خلالها للفوز بولاية ثانية.

وإذا كان الملياردير المثير للجدل يلقي منذ أشهر ظلالا من الشكّ على حسن سير الاستحقاق الرئاسي المقرّر في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، فإنه زاد من حالة الإرباك هذه بقوله الأربعاء تعليقاً على نظام التصويت المتّبع في ولاية كارولاينا الشمالية المتأرجحة، "دعوهم يرسلوا أصواتهم (عبر البريد) ودعوهم يصوّتوا حضوريا".

وأضاف بنبرته الاستفزازية المعهودة والمحبّبة على قلبه "إذا كان نظامهم جيّدا كما يقولون فهم لن يتمكّنوا من التصويت (مرّتين)".

وحاول الرئيس الجمهوري الخميس تصحيح ما قاله بعض الشيء، فنشر سلسلة طويلة من التغريدات لكن من دون أن تزيل حالة الشكّ التي زرعها الأربعاء.

استهزاء

خلال الأسابع الأخيرة، زار ترامب مينيسوتا وويسكنسن وأيوا وأريزونا ونيو هامبشير وكارولاينا الشمالية، على أن تليها بنسلفانيا.

وسخر ترامب من زيارة بايدن لويسكنسن، مطلقا لقبا جديدا على منافسه الديموقراطي وهو "جو المختفي"، إذ إنه كان أقل ظهورا خلال الحملات الانتخابية.

وحتى الآن، يتردد بايدن في المشاركة في التجمعات الانتخابية والتزم بصرامة بإرشادات السلطات الصحية المحلية بشأن الوباء، وكان ينظم حملات من خلال البث عبر الإنترنت والإعلانات والتلفزيون.

وكتب ترامب على تويتر "ينزل جو المختفي من طائرته ويمسك بيد رجل مذهول ويصافحه (كما في الأيام الخوالي) ، ثم يلمس وجهه وكمامته باليد نفسها".

يتقدم بايدن على ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية، لكن الفجوة أضيق في الولايات المتأرجحة بما فيها ويسكنسن التي فاز فيها ترامب بفارق ضئيل في انتخابات عام 2016.

وهو بلا شك يستخدم المخاوف الأمنية لتوصيل رسالته الخاصة بالقانون والنظام.

فقد بدأت التظاهرات في كينوشا بشكل سلمي ليلة إطلاق النار على بليك لكنها تحولت إلى أعمال عنف لليال متتالية.

وبلغت ذروتها في 25 أغسطس عندما قتل شخصان بالرصاص. وألقي القبض على مؤيد لترامب يبلغ من العمر 17 عاما ووجهت إليه تهمة القتل العمد.

وقد رفض الرئيس إدانة الجريمتين أو الوجود المتزايد لمقاتلين مسلحين في الاحتجاجات.

وأشاد المسؤول المحلي تيم ماهون ببايدن لتقديمه رؤية أكثر تفاؤلا وقال للمرشح الديموقراطي "نحن نتألم الآن. قيادتك مهمة في كينوشا وفي بلدنا".