إيلاف من لندن: تواصل الجدل في كواليس السياسة البريطانية، على قرار لم يصدر بعد بتعيين رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق توني أبوت في منصب رفيع كونه صديق رئيس الحكومة بوريس جونسون.

ويزور أبوت لندن حاليا، ولم يتحدث كثيرا عن الاقتراحات بشأن ترشيحه للمنصب الأعلى رئيسا مشاركا لمجلس التجارة في بريطانيا ومبعوثا تجاريا للحكومة البريطانية، واكتفى بالقول إنه لا يستطيع التعليق على المناصب "غير الرسمية بعد".

وفي حين نفى مقر 10 داونينغ ستريت صدور أي قرار بعد، بتعيين رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق، قالت تقارير إن أبوت سيُمنح دورًا رائدًا للمساعدة في قيادة مهمة التجارة العالمية لبريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأصر المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون على أنه "لم يتم اتخاذ أي قرار" ورفض التعليق على "النقاش السياسي". وفي المقابل، رفض وزير الصحة مات هانكوك إدانة أي من رهاب المثليين المزعوم والتحيز الجنسي لدى السيد أبوت، قائلاً إنه "خبير أيضًا في التجارة".

توصية بالتعيين

وقالت تقارير صحفية بريطانية، إنه في الوقت الذي وجهت فيه دعوات للحكومة لحثها على عدم تعيين رئيس الوزراء الأسترالي السابق مستشارًا كبيرًا بشأن التصريحات والتعليقات الأخرى المثيرة للجدل بشأن فيروس كورونا وتغير المناخ، فإن وزيرة التجارة الدولية ليز تروس أوصت بانضمام أبوت إلى مجلس التجارة البريطاني.

كما أنه مقابل دفاع كبار وزراء حكومة جونسون عن التعيين المحتمل، قامت مجموعة من السياسيين متعددي الأحزاب ومنظمات مجتمع المثليين بزيادة الضغط على الحكومة لعدم إعطاء الوظيفة للسيد أبوت.

ويقولون إنه كان وصف نفسه بأنه "مهدد من قبل المثلية الجنسية"، وأنه قام بحملة "قوية" ضد إضفاء الشرعية على زواج المثليين في أستراليا، وتشمل التعليقات الأخرى المبلغ عنها وصف رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق الإجهاض بأنه "الطريق السهل للخروج" والقول إن الرجال "أكثر تكيفًا لممارسة السلطة".

واتُهم أبوت مرارًا وتكرارًا بكراهية النساء. وفي خطاب برلماني حاد كانت ألقته رئيسة الوزراء الأسترالية السابقة، جوليا جيلارد، وصفته بأنه متحيز ضد المرأة، وأنه أصبح ظاهرة على الإنترنت في عام 2012.

ويبدو أن الرفض ليس في بريطانيا في شأن تعيين أبوت، إذ قالت جوليا جيلارد، رئيسة وزراء أستراليا السابقة، وكانت اشتهرت بهجماتها ضد أبوت في البرلمان، لشبكة سكاي نيوز: "إنني أقف إلى جانب كل كلمة في التعليقات المناهضة لتعيين أبوت".

دفاع الشقيقة

لكن أخت السيد أبوت ، كريستين فورستر، دافعت عنه قائلة "بصفتي امرأة كانت دائمًا جزءًا من حياته والتي ظهرت له كمثلي الجنس في أوائل الأربعينيات من عمري، أعلم بشكل لا يقبل الجدل" أنه ليس معاديًا للمثليين أو متحيزًا جنسيًا.

وكتبت على موقع تويتر "في الواقع هو رجل ذو اقتناع وفكر عظيمين: محافظ بلا خجل، ولكنْ، له تعاطف كبير واحترام للآخرين وشعور لا يصدق بفعل الصواب". وأضافت: "سيكون توني مبعوثًا تجاريًا بارزًا للمملكة المتحدة، بناءً على سجله الحافل كرئيس للوزراء في تنفيذ ثلاث اتفاقيات تجارية مهمة طال انتظارها مع اليابان والصين وكوريا الجنوبية."

يشار إلى أن رئيس الوزراء الأسترالي السابق توني أبوت، الذي قاد البلاد من 2013 إلى 2015، اُجبر من جانب حزبه على التخلي عن السلطة بسبب مواقفه اليمينية.

وكان أبوت المولود في لندن، والذي انتقل إلى أستراليا عندما كان في الثانية من عمره ودرس لاحقًا في جامعة أكسفورد كباحث من بعثة (رودس) في ثمانينيات القرن الماضي، شديد الانطباع بشأن الروابط المشتركة بين البلدان الناطقة باللغة الإنكليزية.

أبوت الملكي

يذكر أن أبوت (62 عامًا) هو ملكي وصديق لرئيس الوزراء بوريس جونسون، وكان ألقى خطابًا أمام مؤتمر حزب المحافظين العام الماضي، وحذر من أن عدم المغادرة سيكون "هزيمة على نطاق ملحمي، بالكاد تضاهيها منذ الغزو النورماندي".

وكان أبوت حصل على تقدير في قائمة تكريم عيد ميلاد الملكة لهذا العام، كونه رفيقًا في وسام أستراليا (AC) "للخدمة البارزة للشعب والبرلمان الأسترالي، ولا سيما كرئيس للوزراء، ومن خلال المساهمات الكبيرة في التجارة ومراقبة الحدود، ولمجتمع السكان الأصليين".

وأقام أبوت علاقة وثيقة مع رئيس الوزراء البريطاني عندما كان جونسون وزيرا للخارجية. وعندما فاز جونسون في مسابقة قيادة حزب المحافظين العام الماضي، غرد أبوت بأن "لديه الشجاعة والشغف لإبقاء بريطانيا عظيمة".

وكان أبوت شكك في وجود أزمة المناخ، مشيرًا في عام 2017 إلى أن الاحترار العالمي كان "جيدًا على الأرجح"، وقارن السياسات البيئية بـ "الأشخاص البدائيين، الذين كانوا يقتلون الماعز ذات مرة لإرضاء آلهة البراكين".

كما كان ألقى خطابًا أمام مؤسسة (هيرتيدج) اليمينية في واشنطن العاصمة في يناير 2020، قائلًا إن رئاسة دونالد ترمب كانت "ناجحة تمامًا" وأن أساليبه "فجة لكنها فعالة".