أمرت السلطات في مدينة روتشيستر الأمريكية بوقف سبعة ضباط شرطة عن العمل على خلفية مقتل رجل أسود كان قد توفي متأثرا بالاختناق من جرّاء تقييد حركته في قبضة شرطة المدينة.

وكان دانيال برود البالغ من العمر 41 عاما، يعاني مشكلات نفسية عندما أوقفته الشرطة في شهر مارس/آذار وقيدت حركته وألبسته غطاء وجه واقيا مصمما لحماية عناصر الشرطة من بصق الموقوفين.

وفي إعلان توقيف ضباط الشرطة، قالت عمدة مدينة روتشيستر لافلي وارِن، إن "عنصرية نظامية" قادت إلى القتل.

وكان مصرع دانيال في شهر مارس/آذار لكن لم يتم الإعلان عنه إلا مؤخرا. وقد وقع الحادث قبل شهرين من مقتل جورج فلويد الذي أشعلت وفاته موجة من الاحتجاجات المناهضة للعنصرية ولوحشية الشرطة في الداخل الأمريكي وحول العالم.

وتتشابه ملابسات حادثَي دانيال وفلويد في بعض أوجهها؛ حيث تمّ الدفع بوجه كل منهما نحو الأرض أثناء توقيفهما على يد عناصر الشرطة.

وتُعدّ خطوة توقيف سبعة ضباط شرطة عن العمل هي الأولى على صعيد التأديب منذ مقتل دانيال.

وبمقتضى قوانين التعاقد المعمول بها في روتشيستر، سيظل ضباط الشرطة الموقوفون يتقاضون رواتبهم رغم توقيفهم.

ماذا قالت السلطات في روتشيستر؟

عمدة روتشيستر لافلي وارن
Reuters
عمدة روتشيستر لافلي وارِن تقول إنها ممن خذلوا دانيال برود

في مؤتمر صحفي يوم الخميس، قالت عمدة المدينة لافلي وارن: "أعلّق العناصر المتورطة اليوم، وأدعو النيابة العامة لاستكمال تحقيقاتها".

وأضافت وارِن: "دانيال برود خذلته الشرطة، وخذله نظام الرعاية الصحية للمرضى النفسيين، وخذله المجتمع، وأنا أيضا خذلته".

وقالت وارن: "مقتل دانيال دليل على أن العديد من التحديات التي واجهناها في الماضي هي نفس التحديات التي نواجهها اليوم".

ولم تُعرف تفاصيل الحادث إلا يوم الأربعاء بعد تداوُل مقطع فيديو التقطته الكاميرا لمشهد توقيف دانيال.

وقالت وارن إن ما شاهدتْه في الفيديو "مختلف تماما" عما أخبرها به رئيس شرطة المدينة عن الحادث من أنه عن "تناول جرعة مفرطة من المخدرات".

ونفى رئيس شرطة روتشيستر يوم الأربعاء أية محاولات لإخفاء تفاصيل الحادث عن الجمهور.

وتولى مكتب المدعية العامة في نيويورك، ليتيسيا جيمس، مهام التحقيق في الحادث في أبريل/نيسان.

وحث حاكم نيويورك أندرو كومو، السلطات المعنية على إنجاز مهامها بشأن القضية "بأقصى سرعة ممكنة".

وفاة أمريكي أسود متأثرا بالاختناق بعد أن ألبسته الشرطة غطاء وجه واقيا

جورج فلويد: من هي برونا تايلور التي يهتف باسمها المحتجون ضد العنصرية في الولايات المتحدة؟

كيف سقط دانيال برود؟

وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الأربعاء، قال جو، شقيق دانيال، إنه اتصل بالشرطة في مدينة روتشيستر يوم 23 مارس/آذار عندما ظهرت على أخيه الذي كان يزوره حينئذ أعراض نفسية حادة.

وقال جو: "اتصلت بالهاتف لنجدة أخي، لا لإعدامه بلا محاكمة".

وكان دانيال برود يعمل في مستودع، ولديه خمسة أبناء.

وفي مقطع فيديو سجلته كاميرا مراقبة تابعة للشرطة حصلت عليه عائلة دانيال، يظهر الأخير بينما كان يهرول عاريا في الشوارع أثناء هطول المطر قبل وصول الشرطة، كما يظهر مطروحًا على الأرض وعناصر الشرطة تقيّد حركته.

ويُظهر مقطع الفيديو أن دانيال أذعن على الفور لأوامر عناصر الشرطة بالانبطاح على الأرض، ولم يكن مسلحا، ووضع يده خلف ظهره. وكان صوته مسموعا وهو يقول: "طبعا. طبعا".

وبخلاف ثورته أحيانا وسبابه وبصقه على رجال الشرطة الذين أحاطوا به، لم يُبدِ دانيال أي مقاومة جسدية، بحسب ما ظهر في مقطع الفيديو.

وأخبر دانيال رجال الشرطة أنه كان مصابا بفيروس كورونا، فألبسوه "غطاء بصاق أبيض" في رأسه.

ويُشاهَد شرطي يضغط بكلتا يديه على رأس دانيال أرضًا ويقول: "كفّ عن البصق".

وبعد أن توقف دانيال عن التلوّي، قال أحد الشرطيين: "جسده يبدو باردا".

وبعد محاولات إنعاشه حُمل في سيارة إسعاف قبل أن تُرفع عنه أجهزة الإنعاش ويموت بعد ذلك بأسبوع في الـ 30 من مارس/آذار.

ويقول محام عائلة دانيال إن السبب في تأخر الإعلان عن القضية هو أن الحصول على مقطع الفيديو استغرق "شهورا".