أرست المعارضة البيلاروسية معادلة جديدة في السياسة الخارجية التي تعتمدها، إذ شددت أنها لا تريد صداقة مع الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، ولا تريد صداقة مع روسيا ضد الاتحاد الأوروبي.

فيلنيوس: قال وزير الثقافة البيلاروسي السابق بافل لاتوشكو الذي بات عضوا في مجلس للمعارضة، لوكالة فرانس برس الجمعة في فيلنيوس، إنّ المعارضة البيلاروسية ترغب في توثيق العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي في حال حدوث تغيير للنظام في مينسك، لكن ليس على حساب العلاقات مع روسيا.

واندلعت احتجاجات غير مسبوقة في بيلاروس في أعقاب إعلان الرئيس ألكسندر لوكاشنكو الذي يتولى الحكم منذ 26 عاما، فوزه في الانتخابات بحصوله على 80 بالمئة من الاصوات في الاقتراع في 9 أغسطس.

وتُصرّ المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا على أنها الفائزة في الانتخابات، لكنّ لوكاشنكو رفض التنحي وطلب المساعدة من روسيا. وغادرت تيخانوفسكايا البلاد تحت ضغط السلطات ولجأت إلى ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي.

وقال لاتوشكو وهو عضو في مجلس للمعارضة يدعم تيخانوفسكايا إن "المجتمع البيلاروسي ينتظر إشارة ملموسة جدا لِما يمكن للاتّحاد الأوروبي أن يُقدّمه".

ووفقًا للاتوشكو فإنّ وعدا محتملا بتوقيع اتفاقية تجارة حرة أو بتقديم مساعدة مالية، يمكن أن يرسل إشارة قوية إلى النشطاء المؤيدين للديموقراطية الساعين إلى إطاحة لوكاشنكو.

غير أنه شدد في الوقت نفسه على أنّ المعارضة لا ترغب في عزل روسيا، الحليف التقليدي لبيلاروسيا. وقال لاتوشكو: "لا نريد صداقة مع الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، ولا صداقة مع روسيا ضد الاتحاد الأوروبي".

وحضّ لاتوشكو الغرب على عزل لوكاشنكو وإدارته بمجرّد انتهاء فترة ولايته الحالية في 5 نوفمبر.

وناشدت تيخانوفسكايا الجمعة الأمم المتحدة تقديم المساعدة ودعت إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن التزوير الانتخابي المفترض وانتهاكات حقوق الإنسان في الدولة السوفياتية السابقة.

وفي كلمة بالانكليزية ألقتها عبر تقنية الفيديو أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي، قالت تيخانوفسكايا إنه يتعين على الهيئة الدولية أن توفد بعثة بشكل عاجل إلى مينسك.

وقالت تيخانوفسكايا البالغة (37 عاما): "بلادي تشهد حاليا اضطرابات. متظاهرون سلميون يتعرضون بشكل غير قانوني للتوقيف والضرب والسجن".