كولومبو: تم قطر ناقلة النفط التي ترفع علم بنما بعدما تمت السيطرة على حريق اندلع على متنها مثيرا مخاوف من حدوث بقعة نفطية واسعة في المحيط الهندي، إلى نقطة تبعد 60 كلم عن سواحل سريلانكا.

وقال خفر السواحل الهندي والبحرية السريلانكية إنه تم قطر ناقلة النفط التي يبلغ طولها 330 مترا والمحملة ب270 ألف طن من النفط و1700 طن من الديزل، إلى موقع يبعد ستين كيلومترا عن ساحل سريلانكا في المياه العميقة.

وأكد خفر السواحل الهندي أنه "لم يسجل أي تسرب نفطي".

من جهتها قالت البحرية السريلانكية إن عملية رش السفينة بالرغوة مستمرة مع أنه تم تطويق الحريق. واضافت أنه لم يرصد أي تصدع في السفينة على الرغم من شق يبلغ طوله مترين في جسمها فوق خط التعويم.

ونشرت 16 سفينة في المجموع متخصصة بمكافحة الحرائق وأربع طائرات مساء الجمعة لإخماد الحريق.

وكان خفر السواحل الهندي أعلن مساء الجمعة أنه بعد يومين من "جهود شاقة لمكافحة النيران"، تمت "السيطرة" على ألسنة اللهب على متن السفينة "نيو دايموند"، موضحا أن دخانا كثيفا ما زال ينبعث منها.

وكانت السفينة التي تم إجلاء طاقمها، جنحت الجمعة 25 كيلومترا باتجاه سواحل سريلانكا. وقامت ثلاث قاطرات بينها اثنتان من الهند بينما الثالثة استأجرها مالك ناقلة النفط، بدفعها باتجاه عرض البحر.

وأطلقت السفينة نداء استغاثة الخميس بعد انفجار في منطقة الآلات أدى إلى مقتل بحار فيليبيني من أفراد الطاقم المكون من 23 شخصا. وتم إجلاء البحارة الآخرين.

وكان منسق عملية الإنقاذ الأدميرال السريلانكي واي ان جاياراتني صرح أن "إخماد الحريق بالكامل يحتاج إلى أربعة أو خمسة أيام". وقال "علينا بعد ذلك أن نتمكن من قطرها إلى عرض البحر والسماح لمالكيها بالبت بما ينوون فعله".

قلق في المالديف

قال جاياراتني أن المعدن تضرر بسبب الحرارة الشديدة المنبعثة من خزانات السفينة عندما امتد الحريق من قاعة الآلات، لكنه لم يصل إلى شحنة النفط.

وعبرت المالديف التي تبعد حوالى ألف كيلومتر جنوب غرب سريلانكا، عن قلقها من تسرب نفطي محتمل من السفينة قد يؤدي إلى عواقب خطيرة على بيئتها.

ويعيش هذا الأرخبيل الذي يتألف من 1192 جزيرة، على صيد السمك والسياحة.

وطالب الوزير في مكتب رئيس المالديف أحمد نسيم باتخاذ إجراءات وقائية من أجل بلده، مؤكدا في غريدة أن أي بقعة نفطية "يمكن أن تشكل كارثة لبلده".

إلا أن مركز إدارة الكوارث في سريلانكا استبعد اي خطر مباشر. وقال مدير المركز سودانثا راناسينغي لوكالة فرانس برس "الأمر ليس بالخطورة التي يبدو عليها". وأضاف أن "الحريق لم يصل إلى الشحنة (النفط)، وعندما يتم إخماد الحريق سيتم قطرها إلى مكان أبعد في عرض البحر".

إلا أن دارشاني لاهاندابورا مدير الوكالة السريلانكية لحماية البيئة البحرية عبرت عن تخوفها من أنه "إذا حدث الأسوأ وشطرت السفينة، فسنواجه أخطر بقعة سوداء".

وأضافت أن سريلانكا لا تملك وسائل تطويق بقعة كهذه، مشيرة إلى إمكانية رفع دعوى على مالك السفينة، شركة "بورتو ايمبوريوس شيبينغ انك" التي تتخذ من ليبيريا مقرا لها.