وصفت الصين زيارة وفد تشيكي لتايوان، برئاسة رئيس البرلمان التشيكي، بالتصرف المشين، لأن هذه الزيارة انتهاك خطير لسيادتها الوطنية، فالصين تعتبر تايوان جزءًا منها.

تايبيه: ندّدت السفارة الصينيّة في براغ السبت بزيارة أجراها وفد تشيكي لتايوان، واصفةً إيّاها بأنّها "انتهاك خطير للسيادة الوطنيّة للصين".

ووصل وفد تشيكي إلى تايوان الأحد الماضي، في ثاني زيارة دبلوماسيّة مهمّة شهدتها الجزيرة في أقلّ من شهر، رغم جهود بكين لعزلها عن بقيّة العالم. واستمرّت زيارة الوفد التشيكي من 30 أغسطس إلى 4 سبتمبر، وقد ضمّ تسعين شخصًا برئاسة رئيس مجلس النواب ميلوش فيشتريشيل.

أتت الزيارة بعد أسبوعين من الزيارة التاريخية التي أجراها وزير الصحة الأميركي أليكس عازار، وهو أبرز مسؤول حكومي أميركي يزور الجزيرة منذ أن اختارت واشنطن عام 1979 الاعتراف ببكين بدلاً من تايوان.

وقالت السفارة إن الزيارة "تدخل خطير في الشؤون الداخلية للصين"، ودعت جمهورية التشيك إلى "اتخاذ خطوات محددة لإزالة التأثير غير المواتي للحادث المذكور". وقالت: "لا توجد سوى صين واحدة في العالم وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها. بغض النظر عن التلاعب الذي تقوم به السلطات التايوانية والقوى المناهضة للصين، فإنه لا يمكنها تغيير هذا" الوضع.

تعتبر الصين تايوان إحدى مقاطعاتها وتدين أي اتصال رسمي بين الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة ومسؤولين أجانب. ووصفت بكين زيارة فيشتريشيل بأنها "تصرف مشين".

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان الخميس "إن إصراره على الذهاب إلى تايوان للقيام بما يسمى ’زيارة‘ يضر بشكل متعمد بالأسس السياسية للعلاقات بين الصين وجمهورية التشيك".

منذ وصول تساي إنغ ون، المنتمية لحزب متشدّد حيال الصين، إلى السلطة في تايوان، كثفت بكين مناوراتها وضغوطها لعزل الجزيرة أكثر.

وأعيد انتخاب تساي في يناير، ويتطلّع مزيد من الدول إلى تعميق علاقاتها مع تايوان، لا سيّما البلدان التي تشعر بقلق إزاء التوسّع الصيني، ومنها جمهورية التشيك.

في أكتوبر 2019، ألغى رئيس بلدية براغ زدينيك هريب، عضو حزب القراصنة (المناهض للنظام)، اتفاقية توأمة مع بكين للاحتجاج على سياسة "الصين الواحدة".

ويرى فابريزيو بوزاتو، المتخصص في شؤون تايوان بجامعة روما، أن هذه الزيارة أظهرت أن "الجدار السياسي والدبلوماسي الذي تحاول بكين إقامته حول الجزيرة لا يتعذر اجتيازه".

وقال لوكالة فرانس برس إن المبادرة التايوانية تظهر ايضا أن التوجه في اوروبا يتطور نحو "مقاومة بكين".

واوضح جوناثان سوليفان، مدير معهد سياسة الصين في جامعة نوتينغهام، أن تساي تعمل على تعزيز العلاقات مع الدول التي تربطها بجزيرتها علاقات غير رسمية.

وأوضح أن زيارة الوفد التشيكي تشكل "دفعة معنوية كبيرة في سياق الضغوط وجهود التهميش" التي تقودها بكين.

وصرح فيشتريشيل الذي ينتمي إلى المعارضة اليمينية، في يونيو، إن زيارته تأتي امتدادا لإرث الرئيس التشيكي الراحل فاتسلاف هافيل، المدافع عن حقوق الإنسان وأحد قادة الثورة المخملية التي أطاحت في 1989 بالنظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا السابقة.