إيلاف من لندن: أعلن رئيس الإدارة القانونية والوكيل الدائم لوزارة العدل البريطانية السير جوناثان جونز استقالته، احتجاجا على خطط رئيس الوزراء لـ"إسقاط" أجزاء من صفقة الطلاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتم تأكيد استقالة السير جوناثان جونز من قبل مكتب المدعي العام ولكن لم يتم تقديم أي سبب رسمي لرحيله، ليكون بذلك هو سادس موظف مدني كبير يستقيل من الحكومة وسط صراع بين 10 داونينغ ستريت وجهاز الخدمة المدنية.

وتشير التقارير إلى أن السير جوناثان اختار التنحي بسبب خلاف حول قرار الرقم 10 بمحاولة تجاوز أجزاء من الاتفاقية المبرمة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي، والتي تتعلق ببروتوكول حدود أيرلندا الشمالية.

وذكرت صحيفة (فايننشال تايمز) أن السكرتير الدائم كان "غير سعيد للغاية" بشأن الموقف الذي اتخذه جونسون. وسارع حزب العمال المعارض للقول بإن استقالة السير جوناثان تشير إلى "أنه يجب أن يكون هناك شيء فاسد للغاية بشأن هذه الحكومة".
وجاء قرار السير جوناثان بالاستقالة بعد أن حاول الوزراء التقليل من أهمية خطط جونسون، وأصروا على أنها ترقى إلى مستوى تقييد "الأطراف السائبة".

تحذير أميركي
وفي غضون ذلك، حذر سياسيون أميركيون، اليوم الثلاثاء، من أنه لن يكون هناك اتفاق تجاري بين واشنطن ولندن إذا قوضت إجراءات الحكومة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اتفاقية الجمعة العظيمة الخاص بإيرلندا الشمالية.

وقال بريندان بويل، العضو الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي: "اعتقدت ، مثل معظمنا على هذا الجانب من المحيط الأطلسي، أن القضية قد تم حلها في ديسمبر الماضي عندما وقع البريطانيون على المعاهدة الدولية التي تنص على الانسحاب، والتأكد من عدم انتهاك اتفاقية الجمعة العظيمة وعدم وجود خطر من عودة الحدود الصعبة في جزيرة أيرلندا".

وأضاف بويل: "لذا فإن حقيقة أننا الآن، بعد أقل من عام، عدنا إلى هذه المرحلة، هو تطور صادم حقًا." وقال: 'إذا خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وهو حقهم الكامل في القيام بذلك، إذا فعلت المملكة المتحدة ذلك بطريقة تنتهك اتفاقية الجمعة العظيمة، فلن تكون هناك اتفاقية تجارة حرة أميركية بريطانية".

مواجهة الانهيار
وإذ ذاك، توشك محادثات (بريكست) التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على الانهيار بعد أن حذر جونسون من ضرورة إصلاح الشروط "المتناقضة" لانفصال بريطانيا عن بروكسل.

ووصل مفاوض الاتحاد الأوروبي، ميشيل بارنييه إلى لندن اليوم الثلاثاء، لإجراء جولة مفاوضات حاسمة وسط تصاعد الكآبة حول احتمالات تحقيق اختراق.
وتحولت المواجهة إلى مأزق أمس الإثنين، حيث أعربت بروكسل عن غضبها من تهديدات المملكة المتحدة بتجاوز أجزاء من اتفاقية الانسحاب التي تم إلغاؤها العام الماضي. سيوضح التشريع بشكل أحادي الأجزاء الرئيسية من التسوية، بما في ذلك القواعد الجمركية لأيرلندا الشمالية، التي يصر الاتحاد الأوروبي على ضرورة حلها من خلال لجنة مشتركة.

وعلى الرغم من تحذير السيد بارنييه من أن هذه الخطوة ستنهي الآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري، إلا أن كبير مفاوضي بريطانيا اللورد فروست رفع درجة الحرارة مرة أخرى اليوم الثلاثاء، مطالبًا الاتحاد الأوروبي "بمزيد من الواقعية" بأن المملكة المتحدة أصبحت الآن دولة ذات سيادة.