احتل جهاديون جزيرتي ميتوندو وفاميزي في المحيط الهندي في شمال موزمبيق، وهي منطقة يجري فيها تطوير مشروع لاستغلال الغاز في عرض البحر.

مابوتو: استولى جهاديون على جزيرتين في المحيط الهندي في شمال موزمبيق ما يهدد حركة النقل البحري في منطقة يجري فيها تطوير مشروع لاستغلال الغاز في عرض البحر تبلغ كلفته مليارات الدولارات، حسبما أكد سكان الجمعة.

وقال شهود لوكالة فرانس برس إن الجهاديين استولوا مساء الأربعاء على جزيرتي ميتوندو وفاميزي الواقعتين قبالة سواحل منطقة كابو ديلغادو.

وذكر أحد هؤلاء الشهود كان قد فر من مرفأ موسيمبوا دا برايا الذي استولى عليه الجهاديون قبل شهر، إلى جزيرة ميتوندو، أن الجهاديين "وصلوا ليلا في زوارق لصيد السمك وأخرجوا السكان من منازلهم قبل أن يقوموا بإحراقها".

وأضاف في اتصال هاتفي "لم يجرحوا أحدا بل اصدروا الأمر بمغادرة الجزيرتين"، موضحا أنهم لجأوا إلى أراض في مدينة مونتيبويز المنجمية.

ويقيم في الجزيرتين نازحون فروا من قراهم في القارة حيث يتسع نطاق الهجمات.

وقال شاهد آخر إن الجهاديين أمروا السكان بمغادرة الجزيرة قبل إحراق منازلهم. وقال هذا الشاهد الذي طلب عدم كشف هويته "جمعونا وطلبوا منا أن نهرب إذا كنا نريد حماية أرواحنا. أعتقد أن الجميع غادروا الجزيرة".

ويأتي احتلال هذه الجزر بعد شهر من استيلاء جهاديين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة موسيمبوا دا برايا الساحلية الاستراتيجية. ويشكل هذا المرفأ نقطة عبور مهمة لتسليم الشحن وتطوير مشروع هائل للغاز الطبيعي المسال. والمشروع الذي تساهم فيه مجموعة توتال الفرنسية خصوصا، واحد من أكبر الاستثمارات في إفريقيا.

وتعتمد موزمبيق الدولة الفقيرة على استغلال الغاز لزيادة وارداتها وتأمل في أن تصبح واحدة من البلدان الرئيسية المصدرة للغاز الطبيعي في العالم.

ومنذ 2017، تسببت هجمات مجموعات جهادية مسلحة بمقتل 1500 شخص ونزوح أكثر من 250 ألفا. وما زالت القوات المسلحة في البلاد تسعى لاستعادة مرفأ موسيمبوا دا برايا الذي احتله الجهاديون في 12 أغسطس.

وتؤثر الهجمات الجهادية في منطقة كابو ديلغادو على شبكة الطرق التي تربط بين إقليم بيمبا ومنطقة بالما الغنية بالغاز. وأصبحت الملاحة البحرية بديلا لنقل الممتلكات والأشخاص.

وأعلنت مجموعة توتال في يوليو توقيع اتفاق تمويل بقيمة 13 مليار يورو لمشروعها لاستغلال احتياطات مهمة من الغاز في أعماق البحر، اكتشفت قبالة سواحل منطقة كابو ديلغادو، على الحدود مع تنزانيا.

ورفضت الشرطة المحلية الإدلاء بأي تعليق عن احتلال الجزيرتين.