بروكسل: يعقد قادة الاتحاد الأوروبي محادثات عبر الفيديو مع الرئيس الصيني شي جينبينغ الاثنين على أمل تحقيق تقدم في مجالي التجارة والاستثمار، على الرغم من ارتفاع منسوب التوتر بين بكين والغرب بشأن ملفي هونغ كونغ وأقلية الأويغور.

واستعاض المسؤولون الصينيون الكبار ورئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لاين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل بهذا اللقاء الافتراضي عن قمة ملغاة بمشاركة قادة التكتل ال27 بسبب فيروس كورونا.

وقالت الصين انه بالامكان التوصل في نهاية العام الى اتفاق حول الاستثمارات يُعمل عليه منذ 7 سنوات، لكن المسؤولين الاوربيين حذروا من عقبات كبيرة لا تزال ماثلة واستبعدوا الإذعان لشروط غير مقبولة بالنسبة اليهم لمجرد انجاز اتفاق.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي "حتى لو كان هناك هدف سياسي لتسريع المفاوضات والتوصل الى نتائج بحلول نهاية العام، فلن نحقق ذلك إلا إذا كان الأمر يستحق".

وكشفت بروكسل عن تحقيق "تقدم كبير" في المباحثات منذ قمة مشابهة عير الفيديو في حزيران/يونيو الماضي، لكن المسؤولين يأملون التوافق على "خريطة طريق" لانجاز اتفاق بحلول نهاية العام، مع تأكيدهم أن بكين تحتاج الى بذل المزيد لتحسين ظروف دخول الشركات الاوروبية الى أسواقها.

وتريد بروكسل تعزيز احترام الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا وخفض الدعم الذي تتلقاه الشركات الصينية العامة.

توترات صينية أميركية

وعلى الرغم من عدم وجود توقعات بتحقيق اختراق كبير الاثنين، الا أن الاتحاد الاوربي يأمل بإقناع شي إعطاء حافز سياسي جديد للمباحثات والسماح لمفاوضيه بهامش أكبر للتوصل الى تسويات.

ويأتي الاجتماع مع استمرار تدهور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة اللتين تتبادلان اتهامات قاسية حول الخلافات التجارية وحقوق الانسان ومنشأ فيروس كورونا.

كما ان واشنطن وبكين فرضتا هذا الأسبوع قيودا متبادلة على دبلوماسيي بعضهما البعض، بعد مواجهة سابقة في تموز/يوليو أدت الى إغلاق قنصليتي البلدين في هيوستن وتشنغدو.

وسعى كل طرف الى استمالة الاتحاد الأوروبي الى جانبه، وخلال زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبروكسل في حزيران/يونيو، تناول النقاش مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تشكيل جبهة مشتركة عبر الأطلسي ضد الصين.

لكن هذه المبادرة لم تحقق الكثير من التقدم، وبشكل عام حاولت بروكسل شق طريق وسطي والتعامل مع الصين كشريك محتمل و"خصم" بشكل عمومي.

وقال مسؤول كبير في التكتل "إن الاتحاد الأوروبي يتمسك بمصالحه وقيمه بشكل حازم ولكنه يريد أيضا التعاون مع الصين".

وجال كل من بومبيو ووزير الخارجية الصيني وانغ يي في العواصم الأوروبية خلال الصيف سعيا لحشد الدعم لصالح بلاده.

واضاف المسؤول الأوروبي "الأكثر أهمية على الاطلاق بهذا الشأن أن الاتحاد الأوروبي لن يصبح ساحة معركة لهذه التوترات، بل سيكون عامل استقرار ويدافع عن مصالحه الخاصة وقيمه العالمية".

هونغ كونغ

ومن المقرر أن يضغط الاتحاد الأوروبي على شي بشأن هونغ كونغ، التي فرضت قانونا أمنيا جديدا مثيرا للجدل في خطوة استنكرها الغرب واعتبرها بمثابة اعتداء على حريات المدينة.

وبعد قمة يونيو، حذرت فون دير لاين من أن الصين ستواجه "عواقب سلبية للغاية" في حال مضت قدما بفرض القانون، وبعد ذلك بشهر وافق الاتحاد الأوروبي على تقييد صادرات الى هونغ كونغ يمكن تستخدم لأغراض المراقبة والقمع.

وخلال زيارة لوانغ الى برلين في وقت سابق هذا الشهر، انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الصين بشكل صريح بشأن هونغ كونغ وأقلية الأويغور.

ولكن الاتحاد الأوروبي أبعد ما يكون عن امتلاك موقف موحد لكيفية التعامل مع الصين، اذ ان بعض الدول تحض على موقف أكثر صرامة لدفع بكين للتحرك في مجالي حقوق الانسان والبيئة والبعض الآخر يدفعون لصالح نهج أكثر ليونة لتعزيز التجارة.

واستخدمت بكين مبادرتها العملاقة "حزام وطريق" للتقارب مع دول أعضاء في الاتحاد متعطشة للاستثمارات مثل اليونان والبرتغال وإيطاليا.

وفي قضية التغير المناخي تأمل بروكسل الضغط على الصين لتكون أكثر طموحا في جهودها لوقف الانبعاثات.

وقال مسؤول في الاتحاد الاوروبي "أصدقاؤنا الصينيون لديهم طباع عدم الرغبة بالمبالغة في الوعود ثم الوفاء بالقليل".

وأضاف "لقد كانوا حذرين للغاية في الالتزامات التي قطعوها (...) ولكن هذا لم يعد وقت الإفراط في هذا الحذر".

ويريد الاتحاد الاوروبي من بكين التزاما للحد من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2025 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060، بالاضافة الى إنهاء استخدامها الفحم الحجري لتوليد الطاقة.